يوميات صيفية من تيزنيت (7): عادت حليمة الى عادتها القديمة. بقلم ابراهيم الكابوس

إبراهيم الكابوس

عادت شوارع مدينة تيزنيت الى ضجيجها وازدحامها مجددا معلنة عن انطلاق فصل جديد من العبث بالمال العام و استحمار الساكنة. مهرجان جديد لا يفصله عن سابقه و لو أسبوع.. لم تسترح الساحات من حفر جنباتها و تلويثها بمختلف مخلفات هذه التظاهرات التي لا تابه ابدا بما تخلفه من ازبال و خسائر في البنية التحتية.
عادت جيوش الصحفيين ليتزاحموا لالتقاط صورة لمسؤول عله يشكرهم و لو بضحكة صفراء لا تغني و لا تسمن من جوع. عادوا لاقتناص الفرص السانحة لالتقاط صورة مع فنان او فنانة. عادوا لمشاركة صورهم و هم يلبسون تلك البادجات التي لا تميزهم عن احد من الجمهور الا لانهم يحملون كاميرات رديئة الجودة . تجد بعضهم و بمجموعات تفوق اربعة في بعض الاحيان يمثلون منبرا و احدا. المهم التغطية ولو انهم في غالب الاحيان يغطون المنصات عن الجمهور نظرا لكثرتهم. وقد بلغني اليوم ان بعضهم اقصي و لم يتسلموا بادجاتهم مما جعلهم يبكون ويستنكرون.
عاد الفساد و التحرش الجنسي بانواعه والسكر العلني و التشرميل و كل امراض المجتمع للتجول في نهار و ليل تيزنيت لمدة اربعة ايام. عاد لصوص الهواتف و المحافظ و كل شيء. وعاد المتسولون من كل حدب و صوب كما عادت العاهرات و الشواذ علهم يستفيدون من النشاط الاقتصادي للمهرجان.
عاد المسؤولون للجلوس مجددا مع بعضهم البعض ليس لحل المشاكل المستعصية التي نعيشها يوميا، و انما لاكل الزرود فابور. يأكلون اموال الشعب وهم يضحكون. تجدهم يصافحون بعضهم البعض امام الناس. لكن في حقيقة الامر فالواحد منهم ماكيحملش الشعرة في الاخر لانهم يعرفون انفسهم : الاربعين حرامي.
عاد الجمهور المستلب ليسأل عن برنامج السهرات الفنية. غير تهناو اللي بغيتوا سيكون. اطلبوا اي فنان تريدون و سيجلب تلبية لرغبتكم. ولكن لا تطلبوا مدرسة، مستشفى، ماء ، كهرباء او أشياء اساسية لحياتكم اليومية. فالمال العام لا يستطيع ان يلبي هذه الاحتياجات بقدر ما يستطيع جلب اغلى الفنانين لاسعادكم، فسعادتكم تهمنا جدا.
عادت نفس الوجوه لتملأ المواقع و الجرائد ، مدير التواصل، مدير عام ، مدير فني ، مدير تجاري ، مدير ….، مدير……… كثر علينا المديرون فلم نعد نعرف ماذا يديرون.
عاد البعض لينتظر امام الفنادق لاستقبال الفنانين بالورود والهدايا. وحشموا شويا. هل فعلا يحتاجون كل هذا التطبيل و الهيلالة. زعما اش دارو كاع. اخترعوا دواء السيدا مثلا ام اكتشفوا نظريات جديدة في احدى العلوم الانسانية.
عدت الى كتابة ما يزعج البعض ، وسيعود البعض الى الانتقاذ و هذا امر مرغوب.
ستمر الايام الاربعة كلمح البصر ، سيجني خلالها البعض الكثير من المال و الجاه وستعقد الصفقات بمختلف اشكالها. و سيعود فيها البعض خاوي الوفاض بدون ادنى شيء يذكر. وستعود هذه المدينة التي لم تعد محافظة الى سابق عهدها بازقتها المتسخة و احيائها المهمشة . سيعود الجميع الى هموم الحياة اليومية وكان شيئا لم يقع لتبقى شعارات مهرجاناتهم من تنمية و إنعاش المدينة و التعريف بها مجرد شعارات للاستهلاك الاعلامي و شعارات جوفاء الفناها كل سنة. وفي الاخير اطرح سؤالا مهما كالتالي : ماذا استفادت الساكنة من المهرجان السابق الاسبوع الماضي لكي تستفيده من مهرجان اليوم؟
مجرد سوال.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يوميات صيفية تافهة جدا صاحبنا اتفه مما يتحدث عليه المهرجانات والانشطة التي تقام في المدينة هي متنفس ساكنتها والجريدة هي في غنى تام عن كل هذه الترهات لو كان الناس مستاؤون ومهمشون لما خرجوا وحجوا بالالاف ليشاركوا وينجحوا هذه المهرجانات
    حري بك ان تتحدث عن يومياتك السخيفة بعيدا عن الجريدة فمجرد قراءتها يجبرني على اغلاق الصفحة مباشرة

اترك رداً على hanan إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق