ندوة: ” التعمير بتيزنيت بين الواقع والآفاڨ ” بالمعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية

image-1005-650x400-650x400

في إطار الانفتاح على مختلف الفاعلين في مجال التعمير والبناء قصد فتح النقاش و الاستفادة من التجارب والخبرات لدى كافة المتدخلين في مجال التعمير، و قصد المساهمة في تطوير منظومة التعمير بتيزنيت نظم نادي مهنيي البناء بالمعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية بتيزنيت ندوة علمية تحت عنوان ” التعمير بتيزنيت بين الواقع والآفاڨ ” وذلك يوم السبت 21 مايو 2016 على الساعة العاشرة صباحا و التي شهدت حضور ممثلين عن أغلب القطاعات المهتمة بالمجال الجماعة-الوكالة الحضرية-السكنى و التعمير – بعض المهندسين المعماريين، والتي تمحورت حول خمسة محاور أساسية:

المحور الأول: التعمير بتيزنيت بين الماضي والحاضر من تأطير المهندسة المعمارية والدكتورة في الأنتربولوجيا سليمة الناجي، و التي تطرقت خلال عرضها لمجموعة من أعمالها الكثيرة في مجال التأهيل واشتغالها على إحياء التراث المادي واللامادي للمنطقة واستحضار المعالم التاريخية و الثقافية و الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة. فعملية التأهيل تتم وفق معايير علمية دقيقة بمواصفات عالية، مع استحضار تلك الروابط والروافد الثقافية للمعمار المحلي في إطار علاقة الإنسان الأمازيغي بالأرض ، لذلك فهي تركز في أعمالها على تقييم الموروث الثقافي و إظهار الروابط بين مختلف الآثار بالمنطقة وكنموذج ”لعين أقديم” أو ما يعرف كذلك بالعين الرزقاء.

المحور الثاني: دور مخططات التهيئة (تيزنيت نموذجا) في خلق نموذج تنموي راق ومتطور من تأطير كل من السيد الحسين حضيكي رئيس مديرية التخطيط الحضري والشؤون العقارية بالوكالة الحضرية لتارودانت وكذا السيد عز الدين البشار مهندس معماري بأكادير، هذا الأخير الذي وعد بتخصيص حصة تطبيقية لفائدة متدربي المعهد في الأيام المقبلة، أما مداخلة السيد حضيكي فقد استعرضت التطور العمراني الذي عرفته المملكة المغربية خلال 100 سنة من التجربة في ميدان التعمير من خلال الترسانة القانونية سواء المتعلقة بآليات العمل أو المخططات مثل المخطط الوطني و الجهوي لإعداد التراب، وكذا المخطط المديري للتهيئة العمرانية وغيرها، وخلال المداخلة تم عرض فيلم وثائقي يجسد التطور الذي شهده المغرب وأهم المراحل والأشواط التي قطعها في الآونة الأخيرة، ليعرج بعد ذلك على التطور والتوسع الذي عرفته مدينة تيزنيت سواء من خلال مخطط التهيئة داخل وخارج المدينة.

المحور الثالث: دور قواعد التعمير في المحافظة على البيئة من تأطير رئيس قسم التعمير بجماعة تيزنيت المهندس المعماري عياد الصمري، استعرض خلال هذا المحور العلاقة بين الانسان والبيئة وإشكاليات التلوث الذي يهدد الوجود البشري على هذا الكوكب، وتم الاشارة إلى الترسانة القانونية المهيكلة ليوضح أنه تم تحديث العديد من المساحات الخضراء واتخاذ مجموعة من التدابير من طرف المجلس الجماعي قصد الحفاظ عليها وتطويرها، وقدم السيد عياد الصمري توضيحات حول محطة معالجة المياه العادمة التي تعمل منذ سنوات، مشيرا إلى تقدم أشغال الدراسة التي تتم في هذا الجانب والتعاون الحاصل بين البلدية وجمعية مدنية وعدة متدخلين قصد استفادة بعض المناطق من السقي بالمياه المعالجة، و دعا في هذا الصدد الجميع إلى زيارة المحطة خلال الأيام البيئية للوقوف على طرق والوسائل المعتمدة في معالجة المياه .

المحور الرابع: البناء والتعمير أي سياسة للمستقبل؟ من تأطير المكون بالمعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية بتيزنيت المهندس عبد الرحيم بلعبيد الذي أنجز عرضا قيما تطرق فيه بطرح أكاديمي لإشكالية التعمير ببلادنا التي تتخبط مدنها في العشوائية رغم المجهودات المبذولة في ذلك، كمحاربة السكن العشوائي ” برنامج مدن بدون صفيح” و تشجيع السكن الاجتماعي والمشاريع الكبرى في مجال الإسكان ( تجزئات – عمارات و فيلات) ، بناء مدن جديدة و إعادة ترميم عدد من المدن القديمة و التراثية و القصبات و القصور، بالإضافة إلى برامج هيكلة الاحياء الهامشية – المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا تطوير البنيات التحتية و اطلاق المشاريع الكبرى في مختلف الميادين الأساسية الطرقية والسكك الحديدية والموانئ والصناعة والسياحة والفلاحة والصيد البحري والطاقة التي أثرت إيجابا على مجال التعمير و اعداد التراب الوطني. كما تطرق لمقطف من الخطاب الملكي الموجه للمشاركين في اليوم الوطني لانطلاق إعداد مدونة التعمير في 2005 وتناول العديد من الإشكاليات والإكراهات كالمجال البيئي وقدم مجموعة من البدائل والتوصيات نذكر منها على سبيل المثال: – الحاجة إلى سياسة تشريعية ناجعة، – تخطيط محكم، متكامل وتدبير فعال ومثمر، – تثمين النسيج العمراني و المحافظة عليه عن طريق احياء و ترميم المدن العتيقة و المآثر التاريخية و توظيف هذا التنوع سياحيا بصورة تحقق الاستدامة ، مما ينمي من فرص التنمية الاقتصادية للبلاد. – تشجيع استعمال المواد الطبيعية (التربة-الحجارة-الاخشاب) ووضع معايير و أنظمة خاصة بها. – استحضار النجاعة الطاقية.

المحور الخامس: دور الجماعات المحلية في الرقي بقطاع التعمير من تأطير الأستاذ الحسين إدموح الذي تطرق إلى اشكالية محدودية تدخل الجماعات المحلية في إعداد وثائق التعمير وقدم شروحات مفصلة ومختلف المراحل التي تعرفها التراخيص، واستعرض خلالها التجربة الواسعة التي راكمها أثناء اشتغاله ببلدية تيزنيت وكذا القطاع الخاص بتأسيسه لمكتب الدراسات، والسيد الحسين إدموح معروف باستقباله لمتدربي المعهد ومساهمته في تكوينهم في المجال، كما قدم مجموعة من التوصيات والملاحظات الجوهرية.

ليفتح نقاش موسع على الحضور لطرح الاسئلة والملاحظات التي تم الرد عليها من طرف المتدخلين لتختتم أشغال الندوة بكلمة شكر من طرف رئيس الجلسة السيد السيد عبد الرحيم أرجدال متدرب بالمعهد ورئيس نادي مهنيي البناء وتم دعوة مؤطري الندوة وبعض الضيوف من طرف مدير المؤسسة لمؤدبة غداء، على أمل اللقاء في مناسبات أخرى ستعود بالنفع على ساكنة مدينة تيزنيت.

فيمايلي أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة العلمية ” حول موضوع التعمير الواقع و الافاق ” :

توصية 1
أجرأة و ثائق التعمير يدخل في اختصاصا ت الجماعات الترابية و ذلك عن طريق التحكم في العقار و تعبئة الوسائل المالية و التنسيق بين مختلف المتدخلين.
توصية2
تفعيل مضامين الميثاق المتعلق بالبيئة على مستوى الجماعات والاستخدام الفعال للطاقة و استعمال الطاقات المتجددة و احترام التراخيص هي السبيل الانجع لتحقيق عمران و مجال صديق للبيئة.
توصية 3
اتخاذ تدابير عملية لوقف نزيف البناء العشوائي ووضع دليل عملي يخص التعمير للعموم و تشجيع الاستثمارات داخل الجماعات الترابية عن طريق حل معضلة العقار.
توصية 4
التمسك بالماضي والتراث المعماري التصالح مع البيئة تغيير الثقافة والسلوك من أجل مستقبل مشرق. / عبد الرحيم أرجدال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق