الدكتور لقماني: السياسة إذا لم يكن فيها نساء تساوي صفر على الشمال وعلى اليمين

في كلمته الافتتاحية للندوة جدد الدكتور امحمد لقماني، العضو في المكتب السياسي للحزب، لفت الانتباه إلى ضرورة التعبئة لأن المغرب، على حد تعبيره، يواجه اليوم عدة مؤامرات سواء من بوليساريو ومعها الجزائر أو من إرهاب داعش.. أو من دول معروفة، ولهذا، يضيف لقماني، مفروض علينا تحمل مسؤوليتنا لحماية الوطن..”.

واستطرد عضو المكتب السياسي أن الواقع اليوم يفرض على المرأة والرجل مضاعفة الجهود لحماية البلد والدين الإسلامي المغربي والخصوصية المغربية.

ودعا لقماني الجميع إلى ضرورة الوعي بما يتهدد المغرب من مخاطر سواء في أمن أو دينه أو نظامه، متوجها بكلمته للمئات من النساء ممن حضرن الندوة قائلات “السياسة إذا لم يكن فيها العيالات تساوي صفر على الشمال وعلى اليمين، ونحن نعرف جيدا القوة الضاربة للنساء…”.

وكشف عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة أن طموح الحزب كان دائما أن تكون النساء حاضرات بقوة في المجالس والجهات وفي البرلمان، وهذا ليس صعبا أو مستحيلا، على حد تعبيره.

وشدد لقماني أن الحزب أعطى أهمية كبرى للنساء، “نحن الآن مع منظمة النساء ننظم جولة في المغرب ليس فقط مع نساء الأصالة والمعاصرة بل مع الجميع”، يقول عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة.

وحدد لقماني مواصفات رئيس الحكومة الذي يستحقه المغاربة، والذي يسعى إلى التركيز على حل مشاكل الناس وخلق فرص الشغل والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية..، وأكد على ذلك بالقول “نحن عندنا الرزق الكبير في هاد البلاد، عندنا الخير، لكن عندنا الشفارة بزاف..”.

ووجه لقماني انتقادات حادة لرئيس الحكومة وقال في هذا السياق ما “رئيس الحكومة ما خدامش”.

وأشار لقماني باسم المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة أن منطقة سوسة كاملة هي في صدارة اهتمام الحزب، مؤكدا على أن الضامن لوحدة المغرب هو الملك محمد السادس، قائلا في هذا السياق “الحمد لله أن هاد البلاد فيها جلالة الملك محمد السادس، والملكية في المغرب هي اللي موحدة البلاد ونحن نتعاون باش تكون البلاد بخي وعلى خير..”.

وفي تعليقه على مشاريع القوانين التي أعدتها الحكومة أضاف “هناك مشاريع قوانين تريد الحكومة أن تمررها وفيها ضرر على البلاد ونسائها وأطفالها ونحن نرفضها بشكل مطلق…”.

أزمي: المطلوب من النساء الانخراط بشكل فاعل في المجال السياسي

من جانبها أكدت رجاء أزمي، رئيس منظمة نساء الأصالة والمعاصرة،  أن إقرار الحقوق السياسية للنساء كان منذ السنوات الأولى للاستقلال مطلبا ملحا للمرأة المغربية التي كانت تتطلع وتناضل وبإصرار إلى الرفع من مشاركتها السياسية حيث بالرغم من التقدم المسجل في العقد الأخير على مستوى تشجيع انخراط النساء في المجال السياسي إلا أنه لا زالت توجد إكراهات وعقبات ترهن وتعطل هذا الورش.

وأشارت أزمي إلى أنه على الرغم من أن دستور 2011 والذي شكل منعطفا هاما في تكريس حقوق المرأة حيث أقر بتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

وبحسب أزمي، فإن المسار المتدبدب والبطيء للمشاركة السياسية الفعلية للمرأة المغربية يجعلنا أكثر من أي وقت مضى نتساءل حول أسباب ذلك

العز: القضية النسائية من أولويات حزب الأصالة والمعاصرة

في مداخلتها ركزت عائشة العز، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، على الظرفية التي تعقد فيها الندوة وسياقها السياسي، مؤكدة في مداخلتها أن القضية النسائية هي قضية مجتمع وبدون نساء لا يمكن المضي قدما، وأن المواطنة الكاملة التي تحدث عنها تقرير الخمسينية وتوصيات هيأة الانصاف والمصالحة، تشدد أنه بدون رجل وامرأة ستكون لدينا تنمية عرجاء.

وأشارت العز إلى أن جلالة الملك ناصر المرأة في قضاياها غير أن النساء في الواقع السياسي الراهن يعانين الهشاشة والفقر، وأن المطلوب اليوم أن تكون النساء إلى جانب الرجال شركاء في الوطن الحبيب وليس أجراء فيه.

وذكرت العز الحاضرين بأن المغرب الديمقراطي الذي يطمح له الحداثيون ينبغي أن لا يمشي أعرج مقتصرا على الرجال، بل المطلوب أن تكون النساء والرجال فيه على قدم المساواة.

ولم يفت عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة الإشارة إلى قانون تشغيل الأطفال، حيث قالت “لقد أخرجوا لنا قانونا أعرج يعطي الحق بتشغيل القاصرين في البيوت..”. ومن أجل تغيير هذه القوانين، تضيف العز، من الضروري على النساء والرجال الحداثيين أن يتشجعوا ويمارسوا السياسة.

وأكدت العز في مداخلتها أن القضية النسائية هي من أولى أولويات حزب الأصالة والمعاصرة، وفي هذا الإطار يأتي تنظيم هذا اللقاء التواصلي بمدينة تيزنيت، ليعبر عن رغبة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة في أن يكون هذا لقاء تواصليا وتفاعليا، لأن الديمقراطية التشاركية، على حد تعبيرها، هي التي تجمع بين النساء والرجال، ولهذا ينبغي المراهنة على المحطات المقبلة، وعلى النساء التعبير عن رفضهن أن يكن مواطنات من الدرجة الثانية، ولأجل كل هذا دعت العز النساء على العموم إلى اليقظة، على اعتبار أنه بدون مشاركة فعالة للنساء في الحياة السياسية لا يمكن التغيير.

بنسعيد: المرأة “البامية” تبرهن كل مرة وكعادتها على مدى حسها الوطني وإرادته القوية

من جانبها قالت نادية بنسعيد، المنسقة الإقليمية لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة بسوس ماسة، أن هذا اللقاء هو فرصة لتحية نساء المغرب والمرأة “البامية” على وجه الخصوص، هذه المرأة المعتزة بوطنيتها والتي تبرهن كل مرة وكعادتها على مدى حسها الوطني ووعيها الحضاري وإرادتها القوية وعزمها الصادق على بناء مؤسسات الدولة ومواصلة الإصلاحات والتنمية في كنف الأمن والاستقرار.

وبرأي نادية بنسعيد، فإن حزب الأصالة والمعاصرة كان خلال جميع المحطات في مستوى التطلعات والتحديات والرهانات المعقودة عليه من قبل المواطنين.

وأكدت بنسعيد أن هذه الندوة الوطنية المنظمة من طرف نساء الأصالة والمعاصرة بتيزنيت لها خصوصية تميزها وهي أنها ستكون دورة انطلاق نساء الحزب لتحضير أنفسهم للاستحقاقات المقبلة

وفي هذه الندوة الوطنية قدمت تجربتين لمنتخبتين بكل من تارودانت وبيوكرى، حيث قدمتا لمحة عن تجربتهما في الانتخابات الأخيرة، ودعتا الحاضرات إلى التعبئة وعدم التردد في المشاركة في الحياة السياسية لأنه بدون مشاركة لن تستطيع النساء انتزاع مطالبهن، على حد قولهما.

وأجمعت مداخلات مناضلات في منظمة نساء الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة وبتيزنيت على الخصوص على الإشادة بمواقف الحزب وعلى الخصوص في ما يتعلق بقضايا المرأة، ووقوفه في وجه مساعي الحزب الحاكم والأغلبية لتمرير قوانين تمس بحقوق النساء والأسرة على العموم.