فاجعة أكلوا في الذاكرة  … بقلم محمد بن لحسن

 محمد بن الحسن

عام مرَّ على فاجعة اكلوا وما زالتْ تتبادر إلى ذهني العديد من الأسئلة، أسئلة لا وجود لأجوبتها إلا في أفواه مسؤولي الجماعة أما في أرض الواقع فما زالَتِ الأسَر تتجرع مرارة تلك الفاجعة إلى يومنا هذا.

 نعم نؤمن بالقدر ونؤمن بالكوارث  الطبيعية  وهذه الكوارث ممكن أن تحدث في أي بلد وتخلف فيه خسائر كثيرة رغم تطوره وتفوقه في شتى المجالات و كل هذا ليس هو موضوع حديثي.

ولكن سوف أتساءل عن الإجراءات التي إتخدتها الجماعة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الفاجعة مستقبلا ؟؟

وما هي التعويضات التي استفادت منها الأسَر المتضررة ؟؟

ما هي المساهمات والتسهيلات التي قدمتها الجماعة لإعادة إيواء الساكنة المتضررة ؟؟

ما هي المعايير التي اعتمدها بعض المسئولين  لإعلانهم أن منطقة اكلوا منطقة غير منكوبة ؟؟ ومن له المصلحة في ذلك ؟؟؟؟

كلها أسئلة شغلت بالي, وبعد بحث وتقصٌي في الموضوع وجدت أن الجماعة رفعت من أول يوم شعارين اثنين، الأول موجه للساكنة وهو ” المحسنين تيويزي ” والشعار الثاني موجه للسياح الأجانب المتواجدون في المنطقة ”فداكم أرواحنا” وهذين الشعارين ترجَمتْهُما لحظة تدخل الوقاية المدنية لإنقاذ سائح واحد تاركة العديد من العائلات تصارع الموت مما أثار العديد من ردود الفعل لدى بعض الفعاليات بالمنطقة وكان الدرس الذي تعلمته الساكنة أن السلطات ليست في خدمة الساكنة وإن كانوا في مواجهة موت محتم .

وأنا أشاهد أشرطة الفيديو التي وثقت الفاجعة وقفت على شريط أثار انتباهي وبالضبط عند زيارة الوزيرة شرفات أفيلال لأكلوا، شَاهَدْتُ فيه مواقف من رئيس الجماعة استفزتني حيث أقدم على الحديث عن تاريخ المدرسة العتيقة وحقباتها التاريخية وعن تاريخ مؤسسها  ” وكاك بن زلوا اللمطي ” واستمر يقدم درسا حول تاريخ الزاوية للوزيرة بعدها انتقل للحديث عن بيت جده المجاور للزاوية وعن الحجرة الدراسية التي درس فيها القسم الأول الابتدائي سنة 1966 ثم انتقل للحديث عن سدنة الزاوية عن الطباخة والإمام وعن تدريس الزاوية لعلم الفلك, ناسيا مئات الساكنة  التي ترجو من هذه الزيارة العثور على حلول حقيقية تفرج عنهم الأزمة بعد أن خسروا  كل شيء ,صراحة مشهد يحز في النفس يوثق مشهدا من مشاهد لا مبالاة الجماعة  وكل ما قلت ليس من نسج رأسي وإنما هي حقيقة موثقة بأشرطة الفيديو , وقد يتهمني البعض أنني لا أعترف بالجميل ولا أرى من الكأس إلا الجزء الفارغ لكن أجيبه فأقول نعم لا ننكر أن الجماعة قامت بأمور تحسب لها لكن في ملف الفيضانات استهانت به الجماعة ولم تقدم فيه عشر المطلوب ومما زاد الطين بلة   أن أغلب الساكنة المتضررين من أفقر ساكنة الجماعة مما يجعل إمكانية إعادة إيوائهم على حسابهم الخاص  أمرا مستحيلا وأغلبهم  لا يملكون وعاء عقاريا سوى المناطق المحاذية للوادي. هذا من جانب ومن جانب آخر هذه الفيضانات دمرت الأراضي الفلاحية في المنطقة معلنة بموسم فلاحي أبيض ولا تعويضات على ذلك أيضا.

وهذا الاستهتار و اللامبالاة أصبح يقض مضجع الساكنة وأصبحت تتساءل عن مصيرها

هل كل عام نتراقب خروج ذلك الوحش علينا بين أكناف ذلك الوادي ؟؟

هل نرمم ونبني ما خربه أم أن الأمر سيتكرر كل سنة ؟؟

هل نشد الرحال إلى المدينة ونكون ضمن المتهافتين على ضيق بيوت الكراء ونترك أراضينا خلفنا ؟؟

كلها أسئلة تعيش الساكنة على وقعها كل يوم تنتظر الفرج.

محمد بن الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق