من كان صادقا منذ البداية ؟؟ بقلم بوحيل فيصل

فيصل بوحيل

ملف شغل الرأي العام الوطني منذ أشهر وهو ملف “الأساتذة المتدربين”وعرف أخذ ورد بين الأساتذة والحكومة وكثرت التكهنات بشأنه وأعطيت عدة حلول لهذه الأزمة،وفي كل مرة تصطدم بتعنث أحد الطرفين.
الكل يعرف هذا المشكل بأدق تفاصيله وما أسعى هنا لمناقشته بكيفية أدق ليس المشكل بحد ذاته،بل الشعارات التي رفعت منذ البداية من طرف الأساتذة المتدربين وهي لا للمرسومين والدفاع عن المدرسة المغربية ومجانية التعليم والتحذير من خطورة المستقبل الذي ينتظر أبناء الوطن…كلها شعارات مقبولة ومنطقية يمكن للعقل البشري أن يتقبلها،في الجهة الأخرى تصطدم هذه الشعارات بشعار عريض يرفعه رئيس الحكومة وهو ‘لا لإسقاط المرسومين’ وفي الآونة الأخيرة بنبرة أكثر حدة في جملة واحدة ‘لن يسقط المرسومين ولو كلف ذلك سقوط الحكومة”.
هنا أعود لعلنا نجد جوابا مقنعا للسؤال الذي طرح،من كان صادقا منذ البداية ؟
في الوقت الذي كان فيه الأساتذة يستعدون لإنزال وطني يوم 14 أبريل بالرباط ظهرت مبادرة من فعاليات عدة تسعى إلى التوصل لحل لهذا المشكل وطيه بصفة نهائية والجلوس لطاولة الحوار،وهذا ماتم بالفعل حيث عقد إجتماع بين ممثلين عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدرببن وممثلين عن الحكومة توج بتوقيع محضر من الطرفين يعود بموجبه الأساتذة إلى مراكز التكوين مقابل تعهد الحكومة بتوظيف 10000 دفعة واحدة بداية سنة 2017 عوض العرض الذي قدم في البداية والذي يقضي بتوظيف 7000 أستاذ في هذه السنة و 3000 المتبقية في مالية 2017،وهنا كثرت التساؤلات حول مصير المرسومين؟
ويتبين أن الحكومة لم تتنازل عن المرسومين واللذان سيطبقان على الأفواج القادمة لا محالة،وهل صدق رئيس الحكومة منذ البداية وأوفى بكلامه .في الجهة المقابلة الأساتذة والذي أحيي نضالهم الذي إمتد لأزيد من 6 أشهر لكن هل يمكن إعتبار الشعارات التي رفعوها منذ أول يوم كان الهدف منها كسب عطف فئة كبيرة من الشعب المغربي،بطبيعة الحال فقد لقوا مساندة وخاصة من طرف حملة الشواهد العليا الذين لم يتمكنوا من اجتياز عتبة الإنتقاء الأولي أو إمتحانات ولوج مراكز التكوين وهذه الفئة معنية كذلك بالمرسومين ولا أعتقد أن 10000 أستاذ متدرب وحدها من أنجحت مسيرات الرباط ومدن أخرى من المملكة،بل بمساندة من فئات عدة لكن ومن منظوري ووجهة نظري المتواضعة كان الأحسن ومن الصراحة أن ترفع شعارات أخرى عوض الدفاع عن مجانية التعليم وكمثال ‘توظيف العشرة آلاف دفعة واحدة’ ولا أظن أن حتى توظيف 10000 كفيلة بحل هذاالمشكل في حين تعاني المدرسة العمومية من الخصاص في الأطر،وهل فصل التكوين عن التوظيف سيقضي عن هذه المعضلة ولو بتوظيف هذا الفوج بطبيعة الحال الجواب:لا.
ربما أسدل الستار وحلت آخر خيوط هذا المشكل في إنتظار إنعكاسات المرسومين على الأفواج القادمة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق