خالد مربو ابن مدينة تيزنيت ورئيس تحرير «المغرب العلمي»:العلم دعامة أساسية للنهضة

مربو

يرى خالد مربو رئيس تحرير مجلة “المغرب العلمي” الالكترونية، ابن جهة سوس، بأن المجال العلمي ورغم كونه دعامة أساسية في البناء الحضاري ونهضة الأمة، فهو يعرف نقصا مهولا سواء على مستوى الإنتاج المعرفي وأنشطة البحث العلمي، مضيفا في حوار مع جريدة “الرأي” بأن المتمعّن في واقع التواصل العلمي في المجتمعات العربية، والمغرب ليس استثناءً، سيصل إلى خلاصة أن هناك اتجاهين متطرفين في هذا المجال: فمن جهة تجد من ينشر قليلا مما يدعي أنه حقائق علمية مشوبة بكثير من الخرافة وجرعة زائدة من التأويل الدّيني المبني على فهم قاصر للمبادئ العلمية. ومن جهة أخرى تجد من يفصل الدين عن العلم ويقفز على المرجعية الدينية بشكل تام فيتعامل مع الحقائق العلمية كما هي ولا يرى حاجة في تصويب التعارض الظاهري إن ظهر، بل يسعى إلى تضخيمه إمعانا في التأكيد على أن ما هو ديني يتعارض بالضرورة مع ما هو علمي. ويشكل الاتجاه الأول، السواد الأعظم على الساحة.

خالد مربو، أنت رئيس تحرير مجلة “المغرب العلمي” الالكترونية التي صدر عددها الأول يناير/ مارس المنصرم، ومن المتوقع صدور عددها الثاني في يوليوز الجاري، هل يمكنك أن تحدث قراء جريدة الرأي الإلكترونية عن تجربة التأسيس الشبابية؟

بداية أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة. الحديث عن تأسيس المجلة ينبغي وضعه في سياق أعم وهو سياق مشروع المجتمع العلمي المغربي، وهو مشروع طموح قد بدأ منذ شهر يوليوز الماضي كصفحة تواصلية علمية على الفيسبوك في محاولة لتقريب العلوم والمعارف العلمية من القارئ العادي وبأسلوب مبسط وميسّر، واغتنى أكثر بتشكيل فريق عمل متحمّس ومتفان في العمل على إرساء دعائم نهضة علمية مغربية شاملة. واليوم المشروع يضم كذلك موقعا إلكترونيا هو الأول من نوعه في المغرب وواحد من المواقع القليلة على الساحة العربية، بالإضافة إلى المولود الجديد “مجلة المغرب العلمي”.

عنونتم افتتاحية المجلة بـ “وانطلق المشروع” عن أي مشروع تتحدثون؟

المقصود هنا هو المجلة، والانطلاقة كناية عن بدأ محاولة الاشتغال خارج الفضاء الإلكتروني كذلك، وعلى الرغم من أن العدد الأول كان نسخة إلكترونية، إلا أن الهدف منه كان جس النبض والتمهيد للنشر المطبوع ثم الانطلاق، بحول الله، للعمل على أرض الواقع، من خلال تأسيس جمعية علمية وتنظيم أنشطة ميدانية.

لماذا التوجه إلى المجال العلمي بالتحديد هل هي مجرد هواية أم مشروع مستقبلي للبناء؟

المجال العلمي ورغم كونه دعامة أساسية في البناء الحضاري ونهضة الأمة، فهو يعرف نقصا مهولا سواء على مستوى الإنتاج المعرفي وأنشطة البحث العلمي، وكذلك على مستوى ما يسمى بالتواصل العلمي وتقريب المعارف العلمية من مختلف شرائح المجتمع. ومشروعنا هذا جاء لتدارك هذا النقص والمساهمة من هذا المنطلق في التأسيس لنهضة علمية شاملة.

هل وجدتم عراقيل في سبيل بناء هذه التجربة الفتية؟

لحد الآن العراقيل التي وجدناها مرتبطة بصعوبة كسر الصور النمطية السائدة عن العلوم وتخصصاتها على أنها مواد مستعصية الفهم وأنه لا فائدة من الاطلاع عليها. وعلى صعيد آخر فإن المتمعّن في واقع التواصل العلمي في المجتمعات العربية، والمغرب ليس استثناءً، سيصل إلى خلاصة أن هناك اتجاهين متطرفين في هذا المجال: فمن جهة تجد من ينشر قليلا مما يدعي أنه حقائق علمية مشوبة بكثير من الخرافة وجرعة زائدة من التأويل الدّيني المبني على فهم قاصر للمبادئ العلمية. ومن جهة أخرى تجد من يفصل الدين عن العلم ويقفز على المرجعية الدينية بشكل تام فيتعامل مع الحقائق العلمية كما هي ولا يرى حاجة في تصويب التعارض الظاهري إن ظهر، بل يسعى إلى تضخيمه إمعانا في التأكيد على أن ما هو ديني يتعارض بالضرورة مع ما هو علمي. ويشكل الاتجاه الأول، السواد الأعظم على الساحة، وهو في ذات الوقت أحد العوامل الأساسية التي تكرّس الأزمة العلمية التي تعيشها هذه المجتمعات. فيم يؤسس الصنف الثاني للقطيعة مع المجال العلمي ويوسع الهوة بين القارئ العربي العادي والتخصصات العلمية.

ألا تعتقد أن الاهتمام بالجانب العلمي والتجريبي ضعيف جدا عند الأمة؟

بالتأكيد، ليس فقط من ناحية الإنتاج العلمي والمعرفي، لكن كذلك من جانب تقريب العلوم بتخصصاتها ومعارفها من القارئ العادي، وهو أمر أساسي للتشجيع على الإقبال على المعرفة العلمية وتلقيها، سواء من باب الثقافة العامة واكتساب المنهج العلمي في التفكير والتحليل، أو كوسيلة لجذب اهتمام النشء وتشجيعهم على التخصص في المجالات العلمية.

هل تطمح مجلة “المغرب العلمي” أن تكون مجلة محكمة كغيرها من المجلات العلمية العالمية والعربية؟

منذ البداية وضعنا هدفا محددا للمجلة ومشروع المجتمع العلمي المغربي ككل، وهو أن نكون صلة وصل ووسيلة للتقريب بين القارئ العادي والمواضيع العلمية، والمجلة ستلعب نفس الدور وستبقى موجهة للعموم، متضمنة معارف علمية مبسطة وفي متناول الجميع. فيم الهدف من المجلات العلمية المحكمة هو نشر أبحاث علمية بعد مراجعتها من طرف نظراء من الباحثين، وهي في الغالب متخصصة في مجال معين، وقراؤها في هم ممن يشتغلون في ذلك التخصص بالضبط، ومجال انتشارها إذن محدود.

ما هي رؤية ورسالة المجلة ونقط ارتكازها الأساسية؟

المجلة هي أول انتاج من نوعه على الساحة المغربية، والهدف منها هو المساهمة في نشر الثقافة العلمية في المجتمع وتبسيط المفاهيم العلمية وتقريبها من مختلف شرائحه. ولتحقيق أهدافها فإن المجلة تعتمد أساسا على جهود فريق عمل من المتطوعين المتحمسين، من مغاربة الداخل والخارج، يساهمون كل من موقعه في إرساء دعائم نهضة علمية مغربية شاملة.

هل  من كلمة توجهها إلى وزارة وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، لدعم مسار البحث العلمي الرافعة الأساسية لكل نهضة مجتمعية؟

يمكنني هنا أن أحيل على الحوار الذي أجريناه مع الباحث المغربي المتميز د. جواد الخراز والذي نشرناه في العدد الأول من المجلة. وعلى مستوى مشروعنا ككل، فإن الكلمة التي يمكن أن نوجهها إلى السيد الوزير هو تعزيز سياسة انفتاح الجامعات ومؤسسات البحث العلمي على المجتمع ككل، من خلال تنظيم أنشطة إشعاعية والمشاركة في عملية التوجيه الدراسي للنشء، ذلك أن دور هذه المؤسسات ليس منحصرا في إنتاج العلم والتدريس لكن كذلك في نشر المعرفة وتقريبها من مختلف شرائح المجتمع.

هل من كلمة أخيرة عن هذه التجربة الفتية؟

لعل أهم درس استفدته من هذه التجربة الفتية هو مدى فعالية وتأثير فريق عمل تطوعي منسجم ومتفان، فالمجلة لم تكن لترى الوجود، ومشروع المجتمع العلمي المغربي لم يكن ليتقدم، لولا جهود جنود الخفاء هؤلاء، والذين جعلوا من المشروع همّا وانشغالا يوميا لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق