ذكريات لا تنسى، حسن إدحجي : ” الحلقة ” والسينما تاقديمت ” أمبير” الحلقة 1

إدحجي
ذكريات لا تنسى، حسن إدحجي : ” الحلقة ” والسينما تاقديمت ” أمبير” ح 1
السبت, مارس 12, 2016
بهدف تقريب القارئ من ذكريات فترة السبعينات بمدينة تيزنيت وما كان اهتمام شبابها، وفضاءات الفرجة وتسلية الوقت، يحكي الاستاذ حسن إد حجي عما كان من طفولته والتي لا تختلف كثيرا عن طفولة أبناء الاحياء الشعبية سواء في الحضور للحلقة بباب العوينة أو في ما كان يجري داخل قاعة السينما أمبير بالمدينة العتيقة، في هذه الحلقة من ذكريات الطفولة، يقول حسن إدحجي : سأحدثكم عن علاقتي و علاقة جيلي بالسينما٠عرفنا السينما،من خلال تجربة القوافل السينمائية،التي كانت تجوب المدن والبوادي لتقديم بعض الأفلام السينمائية٠الأمر يتعلق بشاحنة او ناقلة تحمل معدات و آليات العرض السينمائي،تأتي الى مدينتنا،ثم تجوب الأزقة و الشوارع،مطلقة العنان لمكبرات الصوت،للإعلان عن موعد العرض و مكانه، كنّا نركض خلفها ونحن نهتف و نَصِيْح تعبيرا عن فرحتنا بقدومها.في المساء نتجمع في الساحة، غالبا في الفضاء الفسيح المقابل، لباب لعواينة، الذي يستعمل ايضا مهبطا للطائرات الصغيرة التي تستعمل لمكافحة الجراد٠كان الحشد كبيرا،كنّا نتحلق حول شاشة عملاقة،جلوسا و وقوفا،و الى جانبها الشاحنة المجهزة بآليات العرض، اذكر أن الاشرطة المقدمة، يغلب عليها الطابع الإشهاري،هي إعلانات تجارية لمنتوجات غذائية،او أدوات تنظيف،كما يتم تخصيص حيّز كبير لنشرة اخبارية ذات طابع رسمي ،تعدها وزارة الأنباء،بأصوات مذيعين كبار،أمثال الطاهر بلعربي،الصديق معنينو،و بن دادوش،،تتمحور حول أنشطة ملكية، او حكومية..وبالرغم من خلو تلك الاشرطة من الأفلام السينمائية غالبا، فإن شاشة العرض العملاقة،تبهرنا و تشد أنظارنا بمشاهدها الساحرة، و الأخاذة،كما ان الأصوات التي تصدح بها مكبرات الصوت،تزيد الفرجة إبهارا ودهشة، و أذكر أننا كنّا نقاطع الصور و المشاهد بالتصفيق، او بالضحك،كان الجمهور من مختلف الأعمار،مع غياب تام للإناث،وعلى الرغم من ان العروض تقام في الهواء الطلق و في العراء، فضلا عن انخفاض درجات الحرارة ليلا،فإن سحر الشاشة و دفأها،يبدد تلك الظروف الصعبة.كانت فرجة حقيقية لجيل حرم من المسرح و السينما،اما اجهزة التلفاز فكانت نادرة،الى درجة، ان الناس يعرفون أصحابها، وهم غالبا من علية القوم.ينتهي العرض،تحت وابل من التصفيق،تنطفئ الاضواء،و تنطفئ معها سعادتنا،التي امتدت لساعتين او ثلاث،يتفرق الحشد،نعود الى بيوتنا،عبر دروب ضيقة،و تحت اضواء شاحبة، و تستمر الفرجة في اذهاننا ومخيلاتنا اياما و ليالي عديدة،قبل ان تختفي،ولا تعود إلا مع عودة القافلة السينمائية٠٠٠يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق