المقاول الذاتي و الموظف الأناني بقلم  أمينة أنجار    

 امينة أنجار

يعتبر الحديث عن الاقتصاد الغير المهيكل وضرورة إيجاد حل لإدماجه ضمن المنظومة الاقتصادية الوطنية امرا محسوما عند كل المتدخلين و المهتمين بالتنمية الاقتصاديةّ، فكان من الطبيعي إحداث وضع المقاول الذاتي كحل استنسخته الحكومة الحالية من القانون الفرنسي، وهي مسألة عادية ما دامت ليست لا اول ولا آخر استنساخ من التشريع الفرنسي .

القانون 13ـ114 المتعلق بإحداث المقاول الذاتي يحمل إيجابيات كثيرة جدا و تعتريه نواقص و عيوب كثيرة ايضا تعود إلى كونه مستنسخ من قانون  فرنسي اولا  والى جهل واضعيه لخصوصيات المغرب (خاصة  المدن الصغرى) من جهة اخرى.

القانون الجديد يهدف الى جعل و خلق مقاولة او مشروع امرا بسيطا لا يتطلب الكثير من الوثائق و يجعل وضع المقاول الذاتي مريحا امام الضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .

كون القانون يحمل سلبيات كثيرة لا يعني انه سيفشل بقدر ما سيعود سبب فشله الى المشكل المزمن الذي تعاني منه الإدارة المغربية وهو انانية الموظف.

القانون هو اطار يحدد الحقوق و الواجبات يتطلب الحصول عليها و القيام بها الاحتكاك مع الإدارة و في مقدمتها بريد المغرب .

فهل يدرك المسؤولون ان الموظف سيحسم في قرار المبادرة التي  يتخذها مقاول ذاتي ؟ لأنه المكلف الوحيد و الموجه و المساعد و المستشار، و قدراته  التواصلية ستشجع  المقاول  او ستجعله يندم  على اليوم الذي فكر في انشاء المقاولة.

تخوفي هنا ينطلق من تجربتي مع الإدارة، من الوزارة الى البلدية مرورا بالعمالة و الجهة.

الموظفون يشخصون العلاقة و قد يتدخلون في اشياء لا تعنيهم مما يولد لديك  الانطباع انك امام مخبر وليس اطار موظف يجب عليه ان يكون في خدمة الوطن.

انها انانية الموظف وهي طبيعة بشرية لكنها قد تفقدنا الكثير من الفرص و قد تقبر الكثير من المبادرات قبل ان تبدأ إذا كانت مفرطة.

في نادي النساء المقاولات بتيزنيت قد نقنع ارملة عاطلة بإنشاء مشروع صغير وتقبل الفكرة لكن بمجرد  ذكر  الإدارة و البلدية و العمالة نعود الى نقطة الصفر  فتغير قرارها وتفضل ان تعمل في صمت وفي ظل المجتمع خوفا من الوقوف امام ذلك الموظف الاناني الذي لا يدري ان تلك المرأة فكرت الف مرة قبل ان تتجرا على الوقوف امامه لتسال عن شيء خلق من اجلها.

الاصلاح يبدأ بإصلاح الموارد البشرية من خلال تأهيلها، تشبيبها وتأنيثها و تكوينها. فعندما يخرج المواطن من الادارة وقد يسر له ما جاء من اجله يحس بسعادة عجيبة وبوطنية زائدة بسبب قلة حدوث ذلك الامر.

ان سياسة  ” سير و أجي ” و مبادئ ” ديالنا..ديالهم ” لن تخرج مدينتنا من الهامش، لان التنمية حرب نخوض معاركها بشكل فردي  فكل معركة يخسرها فرد.. تقربنا من خسران هذه الحرب.

 

أنجار أمينة

نادي النساء المقاولات بتيزنيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق