خوصص والمواطن إخلص.بقلم : فيصل بوحيل

FB_IMG_1453493050491

الخوصصة أو الخصخصة كما يحلوا للبعض تسميتها،لكن المعنى واحد والنتيجة واحدة،إنه القطاع الخاص الذي ظهر إلى جانب القطاع العمومي مستقطبا العديد من الإستثمارات وعند ذكر كلمة إستثمار فبطبيعة الحال يقابلهما مصطلح الربح من الجهة الأخرى ويكفي منذ البداية أن نعرف غايات ومرامي هذا القطاع .
إذن هذا ما أتى به السيد ‘إبن كيران’كلما وجد نفسه في ورطة يدير بوصلته في إتجاه الخواص،وذلك في ملفين مهمين هما الصحة والتعليم يرمي الكرة في ملعب الخواص،وبطبيعة الحال لن يرفظوا الهدية طالما هي مرتبطة بجيوب المواطنين وهم يتعاملون بمنطق إستثماري ولا يعيرون أي إهتمام لجودة الخدمة المقدمة.
لنبدأ بالصحة وهذا القطاع شهد دخول المستثمرين الخواص بقوة،مصحات بالجملة،لكن لنطرح السؤال من هي الفئة المخولة لتحصل على خدمات هذه المصحات؟هل هو المواطن الذي لا يصل دخله حتى إلى الحد الأدنى للأجور؟بطبيعة الحال الجواب واضح.لن يصعد بدرج هذه المصحات سوى من يمتلك المال الوفير.أما المواطن المغلوب على أمره عليه أن يدعوا ربه للشفاء في ظل الواقع الحالي والوضع المزري للمستشفيات العمومية والتي بدورها لاتخلوا من جشع الأطباء،يكفي أن تقوم فقط بزيارة لأحد المسشفيات لترى طريقة التعامل مع المواطن المريض،في خضم كل هذه الحقائق لنقم بمقارنة بسيطة مع إحدى الدول المتقدمة لنعرف كم نحن متخلفين صحيا،
في فرنسا مثلا عندما يصاب مواطن في حادث أو مرض خطير لايهم من يكون ولاجنسيته ولامنصبه ينقل ويعالج حتى يستعيد عافيته وتتولى الدولة النفقات بمساعدة مؤسسات الحماية الإجتماعية،لنطل على حالنا نحن والذي يدعوا إلى السخرية،في مستشفياتنا المريض مهمل على سرير متهالك والخدمة المقدمة له هي إرسال أحد أقاربه لإحضار مستلزمات العملية بأقرب الصيدليات،فإن لم يتوفر على المال فسيقبع بنفس المكان حتى يفارق الحياة…الأمثلة كثيرة وهناك تجارب مررنا منها والصحة أدخلت إلى غرفة الإنعاش والحلول الترقيعية مازالت تنخر جسدها النحيف.
أما قطاع التعليم والذي يحظى بدوره بقسط وفير من المشاكل في ظل واقع المدرسة المغربية والذي لا يبشر بالخير،تحمل فيه الحكومة المسؤولية للأستاذ،ذاك الشخص الذي يتحمل المشقات ويحمل على عاتقه تكوين أجيال المستقبل لينعث في الأخير أنه سبب تخلف التعليم المغربي.التخلف الحقيقي هي المناهج الدراسية المستوردة من الخارج،هل نعيش نفس واقعهم لنستورد مايدرسونه؟نحن لسنا في كندا أو أمريكا ويكاد يكون من الخيال أن نلحق بهم يوما،هي قمة الغباء أن يصبح التلميذ المغربي فأرا للتجارب،لكن يرى رئيس الحكومة الحل في خوصصة التعليم وفتح الباب أمام المستثمرين الأجانب،لبسط نفودهم على المدرسة المغربية ضاربا بذلك مجانية التعليم عرض الحائط،ومن أين للمواطن المقهور المال لتعليم أولاده،ضرب القدرة الشرائية للمواطن ثم خوصصة التعليم والصحة إذن ماذا بقي لنا نحن كمواطنين،ربما نستفيق يوما على وقع ضرورة دفع فاتورة الهواء الذي نستنشقه،أمور كثيرة يجب أن يعاد فيها النظر نحن نتقدم فعلا لكن بخطوة إلى الأمام مقابل خطوتين إلى الوراء وإنتهى الكلام…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق