لقاء تواصلي عمومي حول المشاريع الطرقية بسيدي إفني :منتخبون يثمنون وآخرون يشككون‎

IMG_1030

في إطار انفتاحها ومقاربتها التشاركية وكما كان مقررا نظمت عمالة إقليم سيدي إفني صباح يومه الخميس 21 يناير الجاري بقاعة الاجتماعات البلدية “المسيرة الخضراء” بتنسيق مع مديرية التجهيز والنقل واللوجستيك  بتيزنيت وسيدي إفني اجتماعا تواصليا عموميا ترأسه سيدي صالح داحا حول المشاريع الطرقية بإقليم سيدي إفني بحضور القسطلاني مستشار وزير التجهيز والنقل إلى جانب رئيس المجلس الإقليمي ومسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقطاعات الخارجية بسيدي إفني .

الاتفاقية الأولى وطنيا التي اكتملت مسطرتها الإدارية المتعلقة بجميع توقيعاتها  والتي خصصت لها ميزانية قاربت 40 مليار سنتيم ،ثمنها مجموعة من المنتخبين منهم رئيس المجلس الإقليمي ورؤساء جماعات قروية تابعة لدائرتي الأخصاص أوسيدي إفني ،حيث أن هذه المشاريع الطرقية ستساهم لامحالة ،حسب قولهم،في تنمية الإقليم وتقريب الإدارة من المواطنين وفك العزلة عن دواوير نائية وبعيدة عن مركز الإقليم كإمجاض  وآيت الرخاء والذين يبعدون بقرابة 150 كلم.

في حين أن منتخبين آخرين كرئيس بلدية الأخصاص  شكك في تنفيذ هذه الاتفاقية  على أرض الواقع مع العلم أنه ينتمي إلى أحد أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة رغم أن الاتفاقية موقعة ومؤشر ومصادق عليها من طرف جميع المسؤولين إقليميا ومركزيا ،مما أثار استغراب مدير التجهيز والنقل والذي أكد في مداخلته على أن المطلوب من المنتخبين هو الثقة الكاملة في إنجاز هذه المشاريع النوعية بالإقليم وأن الاتفاقية بعد توقيعها من جميع الأطراف هي الآن في مرحلة التنفيذ ابتداء من هذا الشهر سواء فيما يتعلق بانطلاق الدراسات التقنية في مشاريع أو بداية الأشغال في أخرى ،ونحن ،يضيف المدير،مفروض علينا إنجازها ولامجال لأدنى شك وعلى الشركاء توفيرالاعتمادات المالية الضرورية التي سيساهمون بها إلى جانب الوزارة المعنية لتنفيذ المشاريع الطرقية حسب تواريخها المحددة ،وأن المشاريع ،بضيف مدير التجهيز، متكاملة فيما بينها ومشددا على أن العمل  المضن والمتعب هو عمل اللجان الإقليمية الميدانية وليس فقط عمل البرلمانيين الذين يكتفون بالتدخل في الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفوية  والتي تبثها القنوات التلفزية ،شاكرا عامل الإقليم على مجهوداته الجبارة واتصالاته المتكررة بالمسؤولين على اختلاف درجاتهم وإطار مسؤولياتهم لإخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود كما أثنى على وزير التجهيز على دعمه ومتابعته الشخصية وتفاعله الإيجابي مع المشاريع الطرقية بالإقليم التي ستشكل ،حسب قوله، بداية حقيقية لتنمية فاعلة ومندمجة .

أما فيما يخص إدراج طريق سيدي إفني آيت وافقا ،يشدد مسؤول التجهيز بسيدي إفني ، فهي من اقتراح عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي السابق المدير الإقليمي للتجهيز والنقل السابق بتيزنيت ،وبهذا يكون قد فنذ ما صرح به سابقا في نفس اللقاء العمومي مستشار بمجلس الجهة وهو ينتمي إلى الأغلبية الحكومية  بكون المقترح من اقتراح وزير التجهيز والنقل عزيز الرباح بعد زيارته الأخيرة لسيدي إفني ،وستكون هذه هي الطريق التي ربما ستحظى بالأولوية بعد موافقة كل الشركاء المعنيين لأنها ستفك العزلة عن دواوير جد نائية كما ستكون ،أي طريق آيت وافقا سيدي إفني، صلة وصل بين إقليمي تيزنيت وسيدي إفني كانت تجمعهما ولازالت علاقات تاريخية ودموية متجذرة .

أما فيما يخص الميناء فستنطلق الأعمال لإنهاء 25 % المتبقية من أشغاله في غضون شهر وأن الشركة المعنية بدأت في إنزال معداتها بعين المكان أما الميناء الترفيهي الذي دشنه جلالة الملك فالمشكل المعرقل سواء للميناء أو الميناء الترفيهي هو مشكل الترمل والذي ستتمكن الشركة الحالية من تجاوزه ،مما يحتم على فعاليات المجتمع المدني بسيدي إفني المساهمة في جعل الميناء ليلعب دوره الأساسي في تنمية الإقليم والجهة ، موجها نداء إلى المسؤولين والمنتخبين والمجتمع المدني وفي إطار تحقيق الجودة المنشودة عند نهاية كل مشروع طرقي بالتواصل مع المديرية في كل طريق مصنفة ومن مسؤولية المديرية كانت الأشغال فيها رديئة أو غير مكتملة .لكن في المقابل المديرية غير مسؤولة عن الطرق الغير مصنفة والتي تبقى من مسؤولية المنتخبين وشركائهم .

 أما فيما يخص الطريق الساحلية إفني طان طان أكد مدير التجهيز أن الاتفاقية تضم فعلا الطريق إلى فم الواد لكن تتمته إلى رأس أمليل بكلميم في اتجاه طان طان هي موضوع اتفاقية أخرى مع كلميم وهي الآن في مراحله الأخيرة في التوقيعات ليكتمل مشروع الطريق الساحلية برمته من سيدي إفني في اتجاه طان طان .

 وفي تدخله أكد براهيم بوليد رئيس المجلس الإقليمي أن من واجب الدولة أن تدعم سيدي إفني على غرار باقي أقاليم الجهة داعيا الجميع إلى الابتعاد عن الصراعات والحسابات السياسية الضيقة والتي عانى منها الإقليم لسنوات عجاف داعيا إلى العمل بشكل جماعي لتنمية الإقليم في جميع المجالات مشددا على إعطاء الأولوية في هذه المشاريع للطريق الرابطة بين آيت وافقا وسيدي إفني شريطة بداية الأشغال في نفس الوقت من آيت وافقا وكذا من سيدي إفني ليلتقيا في نقطة الوسط وهي الأخصاص وأن يد المجلس ممدودة للجميع من أجل تنمية شاملة ومستدامة بجميع القبائل المكونة لإقليم سيدي إفني دون قبلية أو عنصرية .

وفي كلمة ختامية أكد صهر قبائل آيت باعمران عبد الجبار القسطلاني مستشار وزير التجهيز والنقل واللوجستيك الذي وصف اللقاء بالنوعي وأنه مناسبة جادة لنقاش عمومي دافئ وقوي مهنئا المنظمين على رأسهم سيدي صالح داحا والمدير الإقليمي للتجهيز وكل المنتخبين والمسؤولين والفاعلين كل من موقعه ، وأن هدف اللقاء بالنسبة لمستشار الوزير سواء بسيدي إفني وغيره من الأقاليم هو كشف الحقيقة أمام الإعلاميين وبعض البرلمانيين والمنتخبين الذين كان بعضهم وللأسف ،يضيف عبد الجبار، يروج لأكاذيب مغلوطة لا أساس لها من الصحة . واللقاء مناسبة لتمتيع المواطنين بمعلومات صحيحة ودقيقة والتي لهم الحق في الاستماع لها من مصادرها الرسمية والمسؤولة ،وبالتالي فالإعلاميون والمسؤولون الإقليميون والمنتخبون في كل الجماعات الترابية بالإقليم عليهم مسؤولية إيصال المعلومات كما هي دون زيادة أونقصان ،لأن إيصال  هذه المعلومات إلى المواطنين ،يردف نفس المتحدث قائلا،هي من أهم عوامل الاستقرار الذهني والنفسي والاجتماعي وتنامي الأمل لدى المواطنين،مؤكدا أن كل التزامات الرباح هي في التنفيذ كما هي مقيدة في الاتفاقية ،وأن تاريخ الإقليم ومعاناة ساكنته والإلحاح المستمر لعامل الإقليم على متابعته الشخصية والميدانية للاتفاقية محليا ،جهويا ووطنيا حفز لدى الوزير إيلاء سيدي إفني الأولوية والعناية التي يستحقها ، وأن الإقليم الوحيد بالمملكة الذي تمتع بالاستفادة من 80% من الدعم الوزاري هو سيدي إفني فقط ، وأن سيدي إفني يخترقه مشروع الطريق السيار أكادير كلميم عبر سيدي إفني وهو في الدراسة الثالثة لمشروع بدالين أحدهما سيمر من مير اللفت والآخر من جهة الأخصاص.

أما بالنسبة لميناء سيدي إفني صرفت فيه ميزانيات كثيرة لكن الواقع يتغير ببطء شديد وأن الوزارة توصلت بشكايات عديدة في الموضوع وتتفاعل معها باستمرار ، أما تأخر الانجازات على أرض الواقع(كطريق إفني كريزيم ) فيعود إلى تعطل المساطر الإدارية، كما دعا الجمعيات التنموية وفي إطار حقها في متابعتها الميدانية للمشاريع التنموية بمناطقهم وفي إطار  اليقظة والتتبع الميداني إلى رفع الملتمسات أو العرائض الاحتجاجية إلى الجهات المسؤولة في إشارة إلى قانون الملتمسات والعرائض الاحتجاجية الذي ستتم المصادقة عليه في هذه الأيام بالبرلمان .

ليختم مستشار الرباح كلامه بقوله أن إقليم سيدي إفني بكل مكوناته مطالب بالتموقع داخل الجهة الجديدة في إطار الجهات الجنوبية الثلاث لجلب استثمارات واهتمامات قطاعات أخرى ومشاريع أخرى للرقي بالإقليم على غرار باقي الأقاليم المجاورة وذلك كله مرتبط بالتكامل والتفاهم بين السلطات والمنتخبين والنسيج الجمعوي والتنموي والإعلامي بالإقليم ،هذا الأخير الذي من واجبه ترويج المعلومة الصحيحة وإن لم تكن له فليطرح فقط تساؤلات لصنع رأي عام إيجابي يمكن أن يدفع بعجلة التنمية إلى الأمام لنجعل المغرب بكامله مكانة إفريقية و دولية متميزة وبوابة آمنة ومستقرة لدول استثمارية كبرى كالصين وتركيا وغيرها مما سيعطيه الريادة إقليميا تحت السياسة الرشيدة لجلالة الملك والمسار الديمقراطي في إطار الاحترام المتبادل.

هذا وأكدت تصريحات متطابقة لفاعلين مدنيين للموقع إعجابهم بالمبادرة وتثمينهم لها شاكرين المسؤول الأول في الإقليم على الدعوة داعين إلى اعتماد هذه المقاربة التشاركية في كل الأوراش التنموية التي سيعرفها الإقليم مستقبلا

                                                                                                               الحبيب الطلاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق