بالصور : تفاصيل ليلة عبدة الشياطين بتافراوت

awmrkt9

كثيرا ما يتم ربط منطقة  تافراوت لدى أذهان الناس ببعض الأماكن التي تعتبر مزارات سياحية كما هو الشأن بالنسبة لأكرض اوضاض، أو أومركت، أملن، واحة أيت منصور.. الى غير ذلك من المناطق. هذه المناطق التي تساهم في الإنتعاش السياحي بالمنطقة بفضل مؤهلاتها الطبيعية و الجغرافية.

هذه الأيام، أصبحت أحد هذه المناطق السياحية المعروفة على مستوى منطقة تافراوت قبلة لعبادة الشياطين، حيث قضوا ليلة حمراء، داخل هذا الفضاء السياحي الطبيعي، و تم فتح الباب امام الجميع بما فيهم أطفال قاصرين، تم إمدادهم بجميع أنواع المخدرات. تيفاوت بريس تتبعت خيوط هذا الحدث، و حاول أن تستجمع المعطيات.
ليلة بكل الألوان..
كانت الإنطلاقة من مكان الحدث، حيث تم الوقوف على التحضيرات الأولية للمجموعة المنظمة لهذا الحفل، شبان بلباس غريب و تسريحات شعر توحي لك من الوهلة الأولى أنك أمام مجموعة بشرية مختلفة تماما عما ألفته عيون ساكنة تافراوت. الجميع منكب على التحضير للسهرة، حيث يتم إستغلال الأشجار و الأحجار، و التربة و المياه بدون أدنى مراقبة أو زجر.
هناك أيضا عيون السلطات بدورها كانت حاضرة في كل مكان، رجال الدرك الملكي هم أيضا حاضرون من أجل ضمان الأمن و السلامة للمحتفلين. الكل ينتظر ساعة انطلاق السهرة. مع حلول الظلام أصبحت منطقة أمركت قبلة لشبان أخرين قدموا من كل مكان، قاصرين، قادهم الفضول لمعرفة ما يجري في بلدتهم الصغيرة الهادئة.
مع تقدم ساعات الليل، أصبح المكان غاصا بالناس، الموسيقى الصاخبة تكاد تثقب الأذان، و المشروبات الكحولية بجميع أنواعها، و المخدرات الصلبة كانت حاضرة في الحفلة، أضواء ملونة في كل مكان.. جماجيم، و تماثيل، وجوه ملونة و مصبوغة بطريقة توحي بأفلام الرعب و الظلام، مرحبا بكم في عالم عبدة الشياطين.
أطفال قاصرون رصدتهم تيفاوت بريس يتناولون كؤوس من المشروبات الكحولية التي تمد لهم بسهولة ويسر، و ينخرطون في تدخين السجائر و المخدرات، هستيريا عارمة عمت المكان. مشاهد لا يتقبلها العقل و المنطق.
awmrk17awmrkt15awmrkt10awmrkt7

 من يرخص..

أمام هذه المشاهد، حاولت تيفاوت بريس أن تنتقل الى زاوية أخرى، من أجل إستكمال صورة هذا الحفل. حيث إنتقلنا الى الإجابة عن السؤال التالي: من رخص لهؤلاء.

من أجل الإجابة عن هذا السؤال حاولنا الإتصال بعدد من المسؤولين، حيث تأكد لنا أن هؤلاء حصلوا على ترخيص ‘’بالنشاط ‘’من عمالة تيزنيت. و قد تلقت السلطات المحلية بموجب هذا الترخيص أمرا بتوفير الحماية الكافية لهذا النشاط، و للمكلفين بإنجازه.  حيث يظهر منذ بداية الحفلة حرص السلطات المحلية بتافراوت على تتبع كل أطوار هذا النشاط الذي يستهدف القيام و الأخلاق و الشباب، و المنطقة برمتها.

بعد الإجابة عن هذا السؤال، حاولنا التوغل في البحث أكثر، و هذه المرة عن القيمة الإقتصادية لهذا الحفل على السياحة بالمنطقة، و على الإنتعاش الإقتصادي؟ الجواب كان واحد: لا تستفيد المنطقة من شيء؟  لا الفنادق، و لا المطاعم، و لا النقل.. كل شيء يجلبه هؤلاء معهم في شاحناتهم الغريبة.

سكوت المجتمع المدني الغير مبرر..

رغم التحذيرات القبلية على مواقع التواصل الإجتماعي من هذا النشاط الذي يهدد شريحة مهمة من أبناء منطقة تافراوت، ظلت أفواه المجتمع المدني بالمنطقة صامتا مترقبة بدون أدنى محاولة منع أو إنجاز عريضة بخصوص هذا الحفل الذي يروج للكحول و المخدرات و لثقافة دخيلة على المجتمع. بإستثناء مبادرة فردية قامت بها جمعية شباب تافراوت للثقافة و التننمية سنة 2012، قامت الجمعية بإصدار بيان إستنكرت فيه الجمعية سماح السلطات لجمعية معينة إنجاز نشاط يجر الشباب و الأطفال الى الإنحراف.

الى متى..؟؟ 

و يطرح السؤال، أي مبرر من وراء تنظيم مثل هذه التظاهرات التي لا تجر المنطقة الى الإندثار، و تهديد جيل كامل بالخسارة الثقافية و الأخلاقية، و السلوكية؟ ثم من يدافع عن الإنحراف في بلدة صغيرة كتافراوت؟ و أين هو دور الجمعيات و الأحزاب، و المجالس المنتخبة، و السلطات من كل هذا؟

awmrkt5awmrkt11awmrkt12awmrkt13awmrkt14awmrkt6awmrkt3awmrkt212591827_990670547636590_733370242_o

نقلا عن موقع : تيفاوت بريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق