“سنتصل بك” بقلم فيصل بوحيل

فيصل بوحيل
هي العبارة التي تكررت على مسامع الكثير من الشباب وهم يعرفون مسبقا أن هذه العبارة هي فقط بروتوكول الهدف منه التخلص منك بأدب ودون ضجة،هي التي يختتم بها الحوار عند وضع سيرتك وأنت بأحد المكاتب وهي الكلمة التي مفادها عد أدراجك وإنتظر الإتصال الذي لن يأتي أبدا، تقوم بمحاولة لإقناع نفسك أن الحظ هذه المرة سيقف بجانبك,لكن الحظ والإعتراف بالكفاءة يسيران معك في خط مستقيم،وقد علمونا في الصغر أن خطين مستقيمين لا يلتقيان أبدا.هي الوضعية التي تعيشها فئة من الشباب المغربي وتعمدت ذكر كلمة فئة ليعرف ماهو قصدي،كتبت هذا المقال لأني أخذت نظرة حول الطريقة التي تطبخ بها الأمور،إذن لنناقش الواقع من الزاوية الملائمة لتتضح الرؤية.
الشاب يستفيق كل يوم ويضع نصب عينيه الحصول على وظيفة وإن كانت في القطاع الخاص إلى أن تتيسر الأمور في القطاع العمومي،نعم هو حق مشروع مادام قطع أشواطا من التحصيل من أجل شهادة لاتضمن له شيئ سوى الدخول في المتاهات والتي إما أن تجعلنا أقوياء بفضل العزيمة وتحقيق المراد أو تجعلنا أجسادا أنهكها الإدمان تحسرا على المستقبل الضائع،كيف لا والشاب يخرج من بيته كل يوم حاملا ملف لنسخ الشواهد المحصل عليها،محاولا أن يكون في أحسن مظهر لعله يلقى إعجاب المشغل،أول شخص تصادفه قبل الدخول للقاء المنتظر هو الكاتبة وأحيانا شكل بعضهن يدخلك الشك،تعود لتتحقق من العنوان هل هو فعلا أم أنك أخطأت ودخلت لصالون للتجميل،تساءل نفسك عن مستواها وتقول بتهكم ليس لي وجه جميل لأكون في ذلك المكان،وهنا أذكر أني لاأعمم هناك من لديه الكفاءة لكن الأغلبية الساحقة معروف سبب تواجده بالمكان،ثم تدخل إلى المكتب وكلك ثقة ولما لا والذي أمامك إنسان كأيها الناس،لتداهمك الأسئلة من كل صوب عن المستوى الدراسي عن التجربة…بعد ذلك تبدأ بسرد تطلعاتك وشروطك التي إقتنعت بدرجة كبيرة أنها لن تتحقق لك،المبادئ التي لاتود أن تتنازل عليها وأنت تتذكر المعاناة التي تكبدتها من أجل شهادة تسعى أن تحسن بها الوضعية،ثم تفتح بابا للسخرية محدثا نفسك و تقول لو كنت بنفس مواصفات الكاتبة التي صادفتها في طريقي لربما حصلت على مبتغاي وإلتحقت بالعمل مباشرة،لتعود إلى واقعك على نغمات صوت المشغل يردد تلك الأسطوانة المعهودة، لقد أعجبنا بمستواك وطريقتك في التواصل ووو…وسنتصل بك عما قريب’وأنت تعلم أن ذاك الإتصال لن يأتيك و أن هناك من ينتظر ليبيع كرامته ويجعل الآخرين يتطاولون على أصحاب الشواهد،موافقا على مارفضته أنت.
الفكرة التي أود إيصالها مفادها وجود المتطفلين الذين لاتربطهم أية صلة وكفاءة بذلك العمل،سوى قبولهم بالشروط المهينة،لما لا والقطاع الخاص بمختلف ميادينه يبحث عن الربح وينظر إلى الأشخاص من واقع إستثماري ولاتهمه المردودية والكفاءة في شيئ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق