حملة العنف الأسري بتيزنيت

العنف الأسري

نظمت جمعية صوت طفل مساء يوم السبت 9 يناير 2015 لقاء تواصليا مع ساكنة دوار تمرزاكت جماعة أربعاء الساحل إقليم تزنيت التابعة ترابيا لجهة سوس ماسة، قد حضرها كل من السيدة فاطمة عريف رئيسة الجمعية و السيدة رقية الفتاوي المنسقة العامة للجمعية والسيدة لمياء فاريدي المحامية والحقوقية والمستشارة للجمعية. بعد توزيع مساعدة تهم أطفال هذا الدوار الذي تلقت منه جمعية صوت الطفل استحسانا من آباء وأولياء الأطفال الذي يناهز أكثر من خميسن طفلا وطفلة استفادوا بملابس رياضية جديدة وبجيمات للفتيات.

     بعد ذلك ألقت السيدة فاطمة عاريف رئيسة الجمعية نصائح لحماية الأطفال من التحرش، كيفية تعليم الطفل أن جسده ملك له وليس من حق أحد أن يلمسه مهما صلة قرابته، وعدم تغيير ملابسه الداخلية أمام أفراد أسرته حتى لا يشعر أن جسده مشاع للجميع وأن تحرص الأم على أن يكون الطفل بمفرده في الحمام وأن لا يظهر عاريا أمام أشقاءه.

      كل هذا، فتح المجال للحوارات والمناقشات مع الأبناء لتوعيتهم. لكي يحرص ولي الأمر على أن ينصت لطفله لتعويد الطفل على قول كلمة ” لا ” لأنه ليس من الصحيح أن تربيته على القبول بكل ما يطلب منه عندما تطلب من إبنك أن يقبل يد قريب منه مثلا ورفض هو فعل ذلك فلا تجبره واحترم رغبته.

     كما جاء دور الأستاذة لمياء فريدي المحامية والحقوقية والمستشارة القانونية للجمعية في الإستماع للأسر ساكنة الدوار عن المشاكل والمعانات التي تعيشها بعض الفئات الهشة والمستضعفة خاصة عن الطلاق والنفقة هو موضوع شائك لهم في حملة تحسيسية حول العنف الأسري في هذه الفسحة البسيطة تناولت ما له علاقة بالطلاق والنفقة، لأنه يشكل ظاهرة مستدامة و حالة تؤرق المجتمع وتثقل كاهل المرأة لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لأنها تُعتبر وضعية ظلم واضطهاد للمرأة القروية من خلال تبعات الطلاق على أنواعه إضافة إلى تبعات الحضانة والسكن وما إلى ذلك، كما أكدت الأستذة يحق للمرأة في حال الطلاق الرجوع على زوجها بما شاركته من مال وأثاث وأما النفقات فمن تاريخ المطالبة إن أثبتت ذلك أمام القاضي وإلا كانت متبرعة، ومن المعقول أن تبدأ تلك الحياة بالخوف والقلق..؟ ثم فسرت ماهية الثقة التي ستتكون في حال اتبعت مسألة الإنفاق، وما مدى إمكانية اعتراف الزوج بما شاركته به زوجته في حال حدوث الخلاف، هل في هذا الطرح ترسيخ لدعائم الأسرة القائمة على أسس المودة والرحمة كما يقال…؟

   بعد ذلك جاء دور السيدة رقية الفتاوي المنسقة العامة للجمعية حول التنمية الذاتية والتكوين حول كيفية استغلال الغابة بشكل معقلنا كالإعتناء بشجرة أركان والصبار والخروب واللوز وتربية النحل والمواشي كالمعز والغنم والدجاج والأرانب في إطار التعاونيات، إذ تمخضت نقاشاتهم عن مساعدة نسوة المنطقة على تأسيس إطار تعاوني منظم، يوحد أنشطتهم في إنتاج زيت الأركان الطبيعي المحلي وتثمينه، بعد أن كانت مجهوداتهم مشتتة، وظلت كل واحدة منهن تشتغل بمفردها داخل بيتها، ما جعل أيضا تسويقهن للمنتوج ضعيفا كما تعتبر منطقة سوس العالمة من المناطق الغنية بإنتاج الأركان، وأوضحت النساء الأمازيغيات أن موسم جني الأركان ينطلق ابتداء من شهر ماي وينتهي في أواخر شهر غشت، إذ يكون المنتوج المعروض بكميات وفيرة، ما يحتم على نساء المنطقة اقتناء ما يلزمها خلال هذه الفترة وتخزينه، حتى تلبي طلبات زبنائها، ولا يتوقف إنتاجها في فترة من الفترات .

    وللإشارة الاستغلال المفرط لأراضي غابات أركان في سهل سوس ماسة والضغط الممارس عليها عن طريق قطع الأشجار، والرعي، والرعي الجائر أصبح المجال الغابوي لأركان مهددا بالإنقراض ما يستدعي وضع استراتيجية شاملة تهدف الحفاظ على هذه الشجرة رمز المنطقة. لن تفوت الزائر لبيوت سوس الأمازيغية فرصة ملاحظة زيت أركان وأملو والعسل على موائد الطعام التي يفتخر بها السوسيون ويقدمونها لضيوفهم عربونا للترحيب. والأهم من كل هذا أن عملية استخراج لتر واحد من زيت أركان تتطلب متوسط عمل يقدر بـ 20 ساعة، ذلك أن العملية تبدأ بجني ثمار شجر الأركان، حيث تعمل النساء على فصل الحب من القشور، ليتم بعدها تكسير الحب للحصول على نوى تحمص وتسحق في رحى تقليدية “أزرك” لنحصل حينها على عجينة “تزكموت” تدعك بالماء قبل الحصول على زيت أركان صافية لا توظف فقط في الأكل، وإنما لأغراض تجميلية وصحية.

عبدالله بيداح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق