إصابات خطيرة بتدخل أمني ضد الأساتذة بالمراكز الجهوية بالمغرب

تعرض العشرات من الأساتذة المتدربين في المغرب، إلى إصابات متفاوتة الخطورة، بعد موجة تدخلات أمنية واسعة عاشتها أهم المدن المغربية، والتي منعت بالقوة مسيرات معارضة لقانونين (مرسومين) يهددان مستقبل الأساتذة.

وأصيب العشرات من الأساتذة المتدربين في تدخلات أمنية وصفت بـ”العنيفة”، بكل من آكادير (جنوب) ومراكش (جنوب) وفاس (شمال) والدار البيضاء (وسط) صباح الخميس.

وعرف مركز تكوين الأساتذة بمدينة “إنزكان” التابعة لولاية/محافظة أكادير، أعنف أشكال التدخل الأمني الذي خلف في حصيلة أولية إصابة أكثر من 50 شخصا نقلوا إلى المستشفيات.

واعتبر أستاذ متدرب بمركز إنزكان، علي أبو بكر، أن “الأساتذة المتدربين كانوا ضحية اعتداء قمعي ووحشي”، كما وصفه، “من طرف قوات الأمن المغربية”.

وشدد علي أبوبكر في تصريح لـ”عربي21“، أن “القمع لن يزيدنا إلا الإصرار والصمود حتى تحقيق مطالبنا بإلغاء المرسومين”.

وأكد أبوبكر على أن “معركتهم هي معركة الشعب المغربي، ما دام أن المرسومين تم إصدارهما في كواليس وزارة التربية الوطنية، وأنهما يحملان الحكومة المغربية مسؤولية هذا التدخل”.

وشدد على أن “التنسيقية الوطنية ستعلن عن خطواتها التصعيدية في القادم من الساعات بعد القمع الذي تعرضت له جميع مسيرات (الأقطاب) في مختلف المراكز الجهوية بالمغرب”.

ونشرت الصفحة الرسمية للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه من بين الحالات الخطيرة التي “جرى توثيقها بعد التدخل الهمجي بإنزكان الخميس، أستاذ وأستاذة أصيبا بكسر على مستوى العنق، كما جرى نقل أستاذين في حالة خطيرة إلى مستشفى الحسن الثاني بآكادير، في حين أن إصابة حوالي 30 أستاذا هي بين كسور وجروح وإغماءات”.

يذكر أن “عربي21” لا يمكنه التأكد من صحة المعلومات الواردة في مواقع التواصل الاجتماعي من مصدر مستقل.

ولقد حاول “عربي21” الاتصال بوزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، إلا أن الهاتف ظل يرن دون أن يجيب.

واستعمل أفراد القوات العمومية “الهراوات” والركل “العنيف” لتفريق المتظاهرين، فيما أظهرت الصور أن أغلب إصابات الأساتذة المتدربين كانت على مستوى الرأس.

وقال قيادي بالمجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب، إن “قوات الأمن تدخلت بعنف غير مبرر مباشرة بعد انطلاق مسيرة احتجاجية ضخمة للأساتذة المتدربين من أمام مركز التكوين بإنزكان”، مضيفا أن “عدد المصابين قد يتجاوز 100، نتيجة العنف المفرط للأمن”.

وأفاد شهود عيان من مدينة مراكش، وقوع إصابات بين الأساتذة المتدربين في تدخل أمني لتفريق مسيرة بساحة الكتبية، لافتا إلى وجود طوق أمني “كثيف” حول مكان المسيرة.

وسجل المنسق الإعلامي لتنسيقية الأساتذة المتدربين في الدار البيضاء، وقوع 12 إصابة بعد تدخل الأمن، مشيرا إلى تطويق مسيرة الأساتذة المتدربين بأعداد كبيرة من قوات الأمن من مختلف التشكيلات، قرب فندق حياة رينجسي وسط المدينة صباح اليوم.

وفي فاس، سجلت حالات إصابات ناتجة عن الإغماءات والاختناقات بسبب التدافع، بعد تدخلات أمنية ضد مسيرة الأساتذة المتدربين بالمدينتين.

ونظم الأساتذة المتدربون مسيرات جهوية متزامنة بست مدن الخميس، ضمن البرنامج الاحتجاجي الذي وضعته التنسيقية الوطنية للاحتجاج على المرسومين الوزاريين.

التدخلات الأمنية الجديدة، تأتي أياما بعد تدخلات سابقة في مسيرات محلية أدت إلى وقوع عدة إصابات، خاصة بطنجة وآسفي وتازة وقلعة السراغنة والحسيمة.

ويطالب الأساتذة المتدربون بإسقاط مرسومين وزاريين أقرتهما وزارة التربية الوطنية، ينص الأول على فصل التكوين عن التوظيف، ويقلص الثاني من قيمة المنحة، معتبرين إياهما “تراجعا خطيرا في القطاع التعليمي”.

وتصر الحكومة في شخص رئيسها، عبد الإله بنكيران، على تطبيق المرسومين مشيرة إلى أنهما سيوسعان من دائرة المستفيدين من التكوين لإعدادهم للالتحاق بالوظيفة العمومية أو القطاع الخاص، لافتة إلى أن المرسومين سيساهمان في “تجويد الولوج لسلك الوظيفة العمومية لقطاع التربية والتكوين”.

وتعرف مراكز تكوين الأساتذة المتدربين شللا تاما منذ أكثر من شهرين، بفعل المقاطعة الشاملة للدروس النظرية والتطبيقية، وذلك بعدما عبر “أساتذة الغد” عن استعدادهم لسنة بيضاء، محملين الحكومة نتائج هذا الوضع، مؤكدين استمرارهم في احتجاجاتهم إلى حين إسقاط “المرسومين”.

عربي21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق