طبيب أمريكي يعيد “أمل الحياة” إلى وجه مغربي مشوه

طبيب أمريكي يعيد "أمل الحياة" إلى وجه مغربي مشوه

أعاد مستشفى بمدينة نيويورك الأمريكية الأمل في الحياة لشاب مغربي يدعى زهير، ويبلغ من العمر 18 سنة، بعد معاناة مريرة مع تشوهات خلقية في وجهه، كادت أن تودي بحياته، بسبب انسداد مسالك التنفس؛ ما جعله يعاني من مشكل في الأكل والنوم وحتى الحديث، جراء إصابته بتشوه وريدي يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية في الوجه بشكل غير طبيعي؛ الأمر الذي حول وجهه إلى “قنبلة موقوتة”، حسب توصيف أطباء أمريكيين.

وتعود قصة الشاب المغربي إلى أكثر من ثمانية أشهر، عندما قام أحد أفراد أسرته بإرسال بريد إلكتروني إلى الطبيب الأمريكي ميلتون وانر، مدير معهد الأوعية الدموية في مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك الأمريكية، وطلب منه المساعدة لإنقاذ حياة زهير، خصوصا أنه عرف عنه تقديم مساعدات لأشخاص يعانون من تشوهات وريدية. لكن الطبيب الأمريكي نفسه أكد أنه لم يصادف في حياته حالة أعقد من حالة زهير؛ ما جعله يوافق على الفور على مساعدته، والبدء في إجراءات السفر.

وقام الطبيب الأمريكي بجمع التبرعات الضرورية لضمان تنقل الشاب المغربي ووالدته، كما تكفل المستشفى الأمريكي بمصاريف إقامة الشاب المغربي في المستشفى والأدوية التي سيحتاجها، وتمت هذه العملية في وقت وجيز؛ “لأنني لاحظت أن وضع الشاب بات خطيرا، وأن حالته تدهورت بشدة وتعرض حياته للخطر”، يقول الدكتور وانر.

وأوضح الطبيب الأمريكي أن التشوه الوريدي الذي يعاني منه زهير نتيجة لتشوه جيني يحدث في الرحم، ولكنه ليس وراثيا، مضيفا أن “حالة زهير من الحالات النادرة، إذ يصيب التشوه جزءا محددا من الجسم، ومع تقدم المريض في العمر يتسبب هذا الجين غير الطبيعي في تمدد الأوردة، فتسوء حالتها، وتصبح غير قادرة على القيام بدورها بشكل طبيعي، كما أن أي إصابة أو كدمة تصيب المنطقة المريضة قد تودي بحياة المريض”.

وأضاف المتحدث ذاته، خلال ندوة صحافية استأثرت باهتمام بالغ من طرف وسائل إعلام أمريكية أن “أي إصابة للمكان المريض سيؤدي إلى نزيف جد حاد؛ ذلك أنه في بعض الحالات يمكن للمرضى فقدان لتر من الدم في دقيقة واحدة في حال تعرضهم لأي كدمة، ولو بسيطة”.

وعن سير العملية، كشف الدكتور وانر أن إنقاذ زهير تطلب 8 عمليات جراحية جد معقدة، مضيفا: “أمضينا لحظات جد صعبة داخل غرفة العمليات، ولكننا وصلنا الآن إلى مرحلة يمكن القول فيها إنه لم يعد هناك خطر على حياته”، ومؤكدا أنه خضع لعلميات جراحية أيضا على لسانه وخده الأيسر وجفنه العلوي. “ومع ذلك فالشاب المغربي مازال في حاجة إلى عمليات أخرى خلال السنة والنصف القادمة؛ إلا أن الخطر قد زال”، وفق تأكيد الطبيب الأمريكي، الذي هنأ فريقه الطبي على العمل الذي قام به.

من جهته، وفي كلمة مقتضبة ألقاها زهير أمام الصحافيين الأمريكيين بالدارجة المغربية، شكر الشاب المغربي كل من ساعده على التعافي واسترجاع الأمل في الشفاء والتخلص من هذا التشوه الذي حول حياته إلى جحيم لا يطاق.

هسبريس – أيوب الريمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق