مواقف طريفة في مباراة بلا طعم ولا رائحة

الاستعمال المفرط في الشهب النارية، إلى فرصة للاستمتاع بالوجه الآخر ل»الوي كلو»، أو ما وصفه أحد الزملاء ب»الوي الدراع»، حيث تصبح الغاية من القرار ضرب مالية الفرق بحرمانها من دراهم وحناجر جماهيرها.
أضر «الوي كلو» باقتصاد المباراة، فغاب باعة السندويتشات، وأصاب بضاعتهم كساد رهيب، فضلا عن الضرر الذي أصاب أكشاك بيع التذاكر التي بدت مقفرة، لكن ما الجدوى من قرار إجراء مباراة بدون جمهور إذا كانت شظايا القرار تتجاوز «تأديب» جمهور الرجاء، إلى التنكيل بأطراف أخرى تقتات من المباريات في بيع المأكولات ونقل الجماهير، ولامست حراس السيارات والدراجات الضرر، ثم إن قرار لحمامي قد أضر بمالية عصبة الدار البيضاء لأنه حرمها من نسبة مالية كحق مكتسب من المداخيل.
إدارة مركب محمد الخامس كانت حريصة على تطبيق القرار بحذافيره وحوافره، فقد أغلقت إذاعة الملعب فاقتقدنا لصوت المنشط الذي كان يستهل «تنشيطه» بعبارة «أيها الجمهور الكريم»، غاب الجمهور الكريم وغاب المنشط، بل إن الموسيقى التي اعتدنا، نحن معشر الصحافيين، الاستماع لها عبر مكبرات الصوت غابت لأن الجامعة صادرت الصوت والصورة، خوفا من أن تنوب فقرات أغنية عن حناجر المشجعين فيسجل السوسيون اعتراضا على الوصلة الغنائية.
من شدة الحرص على تطبيق قرار الجامعة، رفضت إدارة المركب الرياضي السماح بوجود منظم حفلات يعهد إليه بتنظيم حفل شاي في ما بين الشوطين على شرف مسؤولي الفريقين، فتقمص عنصر من عناصر شركة الحراسة الخاصة دور ممون الحفلات، وشرع في إعداد القهوى وتوزيع قطع الحلويات على نفر من المسيرين والصحفيين والمسؤولين الأمنيين.
امتلأ الملعب بالصحفيين فزاد عددهم عن 70 عنصرا من صحفيين ومصورين وتقنيين وأشخاص في منزلة بين المنزلتين، أحد منخرطي الرجاء تابع المباراة في عباءة صحفي، وحين تكون الفرجة مشاعة أمام الجميع دون قيد «الوي كلو» يتحول إلى صحفي بجلباب منخرط، كما ظهرت أسماء لصحف لا وجود لها إلا في لائحة التوقيعات، التي كشفت عن مصورين لم يوفقوا حتى في كتابة أسماء المنابر الإعلامية التي ينتمون إليها.
حين انطلقت المباراة، تبين أن لاعبي الفريقين كانوا يشعرون بأنهم تحت ضغط مباراة استثنائية، منهم من انتبه إلى عدم وجود متفرجين في المدرجات، ومنهم من رفع يديه لتحية «جمهور» مستتر، كما حصل لياسين الصالحي حين سجل الهدف الأول وتوجه صوب مدرجات صماء، لحسن الحظ أن خمسة مسيرين نابوا عن آلاف الحناجر الغائبة، وصفقوا بحرارة للهدفين ولكل محاولة جادة، بل إن مسيري الفريقين الرجاء والحسنية، أبانوا عن سخاء كبير، فلم يبخلوا على اللاعبين بما تيسر من «رش» عندما يتم استبدالهم من طرف المدربين.
كي لا نتحدث عن النصف الفارغ من كأس المواجهة، لابد أن نعترف بأن منع دخول الجمهور قد قلص تدخل رجال الأمن في شوارع المدينة، وجعلنا ننصت بإمعان لتعليمات المدربين مما يعيننا على قراءة المباراة بعمق، كما أنه لأول مرة نسمع صوت المؤدن وهو ينادي لصلاة العشاء حسب توقيت مركب محمد الخامس وما جاوره.

حسن البصري نشر في المساء يوم 21 – 03 – 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق