“مسيرة الغضب” في قلب الرباط 

أضحى الخلاف بين وزير الصحة الحسين الوردي وطلبة الطب بالمغرب ككرة الثلج التي باتت تكبر منذ الإعلان عن مشروع الخدمة الوطنية منذ 6 أشهر، إذ دخل الطلبة والأطباء المقيمون والداخليون في اعتصامات ومقاطعة للدراسة والتكوين والعمل ومسيرات وطنية، آخرها مسيرة حاشدة في قلب العاصمة الرباط، امتدت من أمام وزارة الصحة إلى مقر البرلمان صباح اليوم الأربعاء. 
وشارك في المسيرة الوطنية عدد من الطلبة الأطباء، قادمين من كليات الطب الخمس المتواجدة بكل منوجدة ومراكش وفاس والبيضاء، زيادة على كلية الرباط، فضلا عن الأطباء المقيمين والداخليين وطلبة الصيدلة، وطلبة كليتي طب الأسنان، وأساتذة جامعيين ببعض كليات الطب، وأطباء من القطاعين العمومي والخاص، إلى جانب مؤازرة قوية من لدن آباء وأمهات الطلبة.
والتَأَم 15 ألفا من المحتجين في هذه المسيرة الوطنية، وفق تقدير المنظمين الذين رفعوا شعارات مناوئة للوزير الوصي على القطاع، إلى جانب أخرى ضد الخدمة الإجبارية، وثالثة تدعو إلى الوحدة إلى حين تحقيق كامل للمطالب المنادى بها؛ فيما استنكرت شعارات أخرى التدخل الأمني في حق طلبة كلية الرباط.
“بالرغم من دخول المحتجين على مشروع قانون الخدمة الوطنية المعروفة ب”الإجبارية” في حوار مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إلا أن الاحتجاجات والمسيرات والمقاطعة ستستمر إلى حين التوصل إلى اتفاق تام، وتضمين النقاط المتفق عليها في محضر اتفاق رسمي”، يقول المنسق الوطني لطلبة الطب بالمغرب، في تصريح لجريدة هسبريس.
وأفاد أنس شبعتها بأن أغلب النقاط العالقة تم الاتفاق عليها، منتظرين تخلي الوزارة والحكومة عن مشروع قانون الخدمة الإجبارية المثير للجدل، موضحا أن البلاغ المشترك الصادر عن وزارتي التعليم العالي والصحة قبل يومين ملزم لهما وليس للطلبة الأطباء، وفق تعبيره.
من جهتها، أكدت خديجة بريكي، ممثلة طلبة كُليّتي طب الأسنان بالمغرب، أن مشاركة طلبة طب الأسنان في المسيرة الوطنية تأتي مساندة منهم لجميع طلبة الطب، والأطباء المقيمين والداخليين، ضد مبدأ الإجبار، متسائلة إن كان مشروع الخدمة الإجبارية يعني خريجي طب الأسنان أم لا.
وأشارت بريكي، في تصريح لهسبريس، إلى أن طلبة كليتي طب الأسنان المتواجدتين بالرباطوالبيضاء، يعانون أساسا من عدم مواكبة ارتفاع عددهم، الذي وصل في السنوات الأخيرة إلى 160 في الدفعة الواحدة، بتوسعة المصحة التي يباشرون فيها تداريبهم الاستشفائية على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا مثلا، لافتة إلى أن الطلبة مجبرون على شراء أدوات اشتغالهم خلال الأشغال التطبيقية، والتي تصل إلى 5000 درهم، مع إلزامية شراء أخرى كل شهر بمبلغ 500 درهم.
“إلاَ تْقاس الطبيب بْحال إلا تْقاس الصيدلي”، هكذا أعرب ممثل طلبة الصيدلة بالمغرب عبد الحكيم البوعزيزي عن تضامنه مع مطالب طلبة الطب المحتجين، والتي اعتبرها مشروعة، واصفا الخدمة الوطنية ب”الترقيعية”، و”التي من شأنها تدمير قطاع الصحة بالمغرب”، وفق تعبيره.
واستنكر البوعزيزي التدخل الأمني “الهمجي” في حق طلبة كلية الرباط، معلنا رفضه سياسة القمع والعنف والمراوغة، وتغليط الرأي العام، محملا المسؤولية لعميد كلية الطب، الذي وافق على التدخل الأمني، ومطالبا من المسؤولين بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة، و”التي يمكنها أن تؤدي إلى سنة سوداء عوض سنة بيضاء”.
الطالبة آية الغوثي، والتي تتابع دراستها في السنة الرابعة بكلية الطب بالرباط، أكدت أن جميع الأشكال النضالية التي يتم خوضها منذ شهور تصب في اتجاه تحسين ظروف التكوين، موضحة أن الخدمة الإجبارية لا تخدم المصلحة العامة، على اعتبار أنها ستقضي على التوظيف، وبالتالي تزيد من تهميش القطاع العام وخوصصته.
وأكدت الغوثي، في تصريح لهسبريس، أن المحتجين ليسوا ضد خدمة مغاربة القرى والبوادي والمناطق النائية، بشرط التوظيف وتوفير اللوجيستيك، وهي أمور تقرب الخدمات الصحية من المواطن، وتجعله يستفيد منها بصفة مستمرة.
 

ماجدة أيت لكتاوي – منير امحيمدات
 هسبريس 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق