“ليلى الأبيض”.. تتحدى الرجال بصياغة الفضة في تيزنيت

"ليلى الأبيض".. تتحدى الرجال بصياغة الفضة في تزنيت

في مدينة “تزنيت”، والتي تشتهر بصياغة الحلي الفضية التقليدية، استطاعت الشابة ليلى الأبيض، أن تجد لها مكاناً تحت شمس مهنة احتكرها الرجال في المدينة.

ليلى لم “تسقط سهواً” في هذه الحرفة، ولم تأت إليها “مضطرة”، مثل الكثير من الشباب الذين يضطرون إلى امتهان مهن من أجل الهروب من شبح البطالة فقط، بل جاءت إليها “حباً وطواعية”، كما تقول للأناضول.

فبعد حصولها على شهادة الباكالوريا، في مدينتها الصغيرة، التحقت ليلى بالجامعة في مدينة أكادير، لمتابعة دراستها في قسم الدراسات العربية.

لكنها لم تلبث إلا سنتين في كلية الآداب، حتى اختارت أن تلتحق بالمعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية، لتدرس في قسم “الحلي الفضية”، وتتخرج منه عام 2012، في أول دفعة تتخرج فيها إناث في تاريخ المعهد، حيث كانت برفقة اثنتين أخريين، حينها.

وإن كانت هاتان الخريجتان قد أخذتهما دروب الحياة بعيداً عن صياغة الحلي الفضية، فإن ليلى شقت طريقها في هذه المهنة وحيدة بين الرجال، وبمساعدة والدها.

تتخذ لها مكاناً في بيتها، وفوق منضدة صغيرة في إحدى الغرف، تضع أدواتها البسيطة، لتبدأ في “التخرام”، أي رسم بعض التصاميم للحلي الفضية من خواتم، وقلادات، وأساور وغيرها، ومن ثم تزيينها، ونقشها على قطعة من الفضة.

تقول هذه الشابة إنها اختارت أن تعمل أكثر في المنزل، وأن تسوق منتجاتها عبر زبائنها من أصحاب محلات الفضة، مشيرة أنه رغم احترافها لهذه المهنة فإنها تعتبرها “هواية أكثر منها حرفة”.

وتضيف: “كبرت مع هذه الحرفة لأن أبي وأعمامي وقبلهم أجدادي، كانوا ولا يزالون يحترفونها، ورغم أنني فتحت عيناي عليها، إلا أنني اخترت أن أدرس وأصقل معرفتي من خلال الدراسة النظامية، والتخصص في شعبة الحلي الفضية”.

وتترواح أسعار منتوجات ليلى من دولار ونصف الدولار إلى دولارين ونصف الدولار للجرام الواحد.

لم يكن سهلاً أن تلج ليلى هذه المهنة، لأنها كما تقول، تحتاج إلى بعض القوة، خصوصاً في بعض التخصصات، غير “التخرام”، مثل تطويع المعدن، والنقش، لكنها ترى أن “النساء سيكن أكثر إتقاناً، ومنتوجاتهن أجود في هذه المهنة”.

ليلى التي اختارت إضافة إلى مهنة صياغة الحلي الفضية، أن تكون ناشطة أهلية بالمدينة، تدعو المرأة إلى اقتحام هذه المهنة لأنها “المعنية الأولى بالحلي” كما تقول، متسائلة “لِمَ لا تُنتج إكسسوارتها بنفسها؟”.

وعلى الرغم من عقبات التسويق، وغزو المنتج المستورد، التي تقف أمام منتوجات ليلي ومثيلاتها، في المدينة، إلا أن الحلي الفضية التقليدية لا تزال تقاوم، من أجل البقاء، بحسب الأبيض.

وتعد مدينة تزنيت، رائدة في صياغة الفضة، وتضم نحو 500 صانع فضة، ما جعلها تتحول إلى أكبر سوق لترويج هذه المنتوج الأصيل، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.

* وكالة أنباء الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق