تغيير المدرسة.. هل يخطئ الآباء عندما يرضخون لرغبات أبنائهم؟

تغيير المدرسة.. هل يخطئ الآباء عندما يرضخون لرغبات أبنائهم؟
آباء يتشددون وآخرون يستجيبون مقابل عدم تأثير ذلك على المستوى الدراسي

تغيير المدرسة.. هل يخطئ الآباء عندما  يرضخون لرغبات أبنائهم؟
عند بداية كل دخول مدرسي، تعرف جل المؤسسات التعليمية سواء منها الخاصة أو العمومية حركة غير معهودة مرتبطة برغبة العديد من التلاميذ إما تغيير المؤسسة أو الأقسام.
وعليه يعاني بعض الآباء من مشقة في الحصول على أماكن في المؤسسة المراد الانتقال إليها.
إلحاح الأبناء على تغيير المؤسسة يضع الكثير من الآباء في مشكلة نتيجة عدم قدرتهم تلبية رغبة أبنائهم والتي ترتبط في غالبيتها بالبقاء مع الأصدقاء القدامى فماذا تفعل …؟ هل تستجيب؟
ذلك ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذا الموضوع بغرض مساعدة الأمهات والآباء بحثا عن حل لما يعترضهم من مصاعب تواجههم على الصعيد الاجتماعي والدراسي.
الارتباط بالأصدقاء
تقول علية “منذ العام الماضي تلح علي ابنتي كي أنقلها من مدرستها إلى مدرسة أخرى بحجة أن صديقاتها انتقلن لها ولم يعد لها صديقة تحبها في المدرسة التي تدرس بها، لدرجة أني لاحظت أن مستواها الدراسي تدنى كثيرا عن السابق بالرغم من أنها لازالت تلتقي بصديقاتها القدامى بين فترة وأخرى.
ولذلك فهذه السنة لم أجد من حل غير الاستجابة لها، حيث بذلت كل جهدي رغم العراقيل من أجل أن أجعلها قريبة من صديقاتها رغم خوفي الكبير من تعلقها بهن.
وتحكي سعيدة وهي أم لثلاثة أبناء عن سلوكيات ابنها تلميذ في المرحلة الثانوية الذي أصبح يتهرب من مدرسته ويتدنى مستواه التعليمي منذ أن ترك مدرسته السابقة إلى مدرسة أخرى اعتقد والده أنها الأفضل …
وتتابع قائلة “حتى تعامله مع إخوانه ومع والده تغير كثيرا، ولا أعلم هل السبب هو تغيير المدرسة أم فترة المراهقة بشكل عام ولكنني أسمعه دائما يهدد بالرسوب ويحمل والده مسؤولية فشله في دراسته بسبب فراقه لمدرسته وأصدقائه.
أرفض تغيير المدرسة
أما عبد الله فيقول “الأبناء جاهلين بمصلحة أنفسهم وأن الآباء عليهم أن يقرروا دون التأثر بآرائهم، ويعتقد أن تعلق المراهقين بأصدقائهم أمر طبيعي بشرط أن لا يحدد مستقبلهم.
وزاد ما أود قوله” إننا نحن الآباء نرى مالا يراه الأبناء لذلك عليك أنت الأب القرار وعلى ابنك التنفيذ “.
بينما يخالفه الرأي جواد معتبرا هذا التصرف تعسفا في حق الأبناء.
ويضيف قائلا: “أبنائي في مدارس اختاروها بأنفسهم لذلك أحاسبهم على أدنى تغيير سلبي في مستواهم الدراسي، بحجة أنني لا أفرض عليهم مدرسة معينة، وأنا وزوجتي هذا العام في شجار ممل بسبب أنها نقلت ابنتي الصغيرة من مدرستها إلى مدرسة أقرب للبيت بدون علمي.
رأي متخصص:
قال أخصائي العلاج النفسي سليمان الكحطاني” إن المطلوب من الأبوين السماع والإنصات والتقبل لأي موقف أو رأي أو فكرة يطرحها المراهق تتعلق به أو بمدرسته أو حتى أحلامه دون إصدار أحكام أو قرارات حتى لو كانت آراء الآباء صائبة أي أن إبقاء الحوار مفتوحا وإرجاء القرار يعني منح وتشجيع للمراهق ليعبر أكثر وليوضح أكثر مما يجعل مساحة التواصل واسعة وكسر الحواجز ”
وزاد “إنه لمن الأفضل أن يظل التلميذ أو التلميذة في المدرسة نفسها لأجل استقراره وتوافقه فيما عدا ظروف استثنائية كالانتقال بسبب السفر أو لرغبة التلميذ نفسه، ويبقى الأثر النفسي أكثر شدة ووطأة على الفتاة ذاتها مقارنة بالولد لحساسيتها ولصعوبة التواصل مع زميلاتها بعد افتراقها عن محيط مدرستها، بينما الطالب يسهل عليه تواصله مع زملائه بعد الخروج من المدرسة وعليه نجد أن فكرة المجمعات المدرسية في بعض الأحياء(المرحلة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية) تؤكد انتقال التلميذ من مرحلة لأخرى بتلقائية، ومع زملائه تلافيا لتبدل الأجواء التي تعود عليها مع أصدقائه في علاقته بهم، وفي حالة أصر الابن على الانتقال، والأسرة ترفض ذلك فلا مانع من مناقشة هذا القرار مع المرشد الطلابي أو طلب استشارة نفسية من مختص توفق بين رأي الأسرة ورأي الابن، دون فرض أو قسر لأن بعض الحالات قد تفشل، وهذا ما نخشاه لرفض الأهل انتقاله مما يجعلهم بداية العام الموالي يلبون رغبته، لكن بعد أن خسر عاما دراسيا أو تدني مستواه أو ربما ظهرت عليه سلوكيات سلبية، بينما اتخاذ القرار بمشاركة المراهق خاصة تجاه ما يخصه قبولا أو رفضا يعني المشاركة والمتابعة وترك الباب مفتوحا دون تشدد من قبل الآباء في اتخاذ القرار وفرضه بالقوة”.

المساء يوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق