مغاربة ينشدون الاقتداء بأوكرانيا في رمي الفاسدين وسط النفايات

مغاربة ينشدون الاقتداء بأوكرانيا في رمي الفاسدين وسط النفايات

يستمر النشطاء الأوكرانيون في مكافحة الفساد السياسي عبر رمي برلمانيين ومسؤولين في حاويات للقمامة، بحُجة تورطهم في عمليات فساد، تفعيلا لحملة انطلقت منذ قرابة العام تحت وسم TrashBucketChalleng#، أعاد مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة بثّ مقاطع فيديو تُوثق لذات الحملة المفعلة بأوروبا الشرقية، وطالبوا بتنزيل نفس “العقوبة الشعبية” على كل من ثبت تورطه في حالة فساد سياسي، في سياق ما وصفوه بـ”التطهير بالقمامة”.

في خريف العام الماضي بادر أعضاء وأنصار حزب “القطاع” اليميني في أوكرانيا بتدشين حملتهم عبر رمي برلمانيين ومسؤولين في مطارح للقمامة، أمام عدسات وسائل الإعلام، وذلك تفاعلا مع الأصوات الشعبية والسياسية التي تطالب بمحاربة الفساد في البلاد، فيما أشار منظمو الحملة، التي تمزج بين “العقوبة البديلة” والسخرية، إلى أنها تأتي بعدما “غاب الفاسدون عن مكانهم الطبيعي المتمثل في السجن”، خاصة بعد ما سمي بـ”الثورة البرتقالية” التي اندلعت قبل 11 سنة للمطالبة بوقف التدخل الروسي في شؤون كييف، ومحاربة الفساد المالي والإداري والسياسي.

الحملة نفسها لقيت ترحيبا شعبيا في أوكرانيا، وعرفت تجاوباً واسعاً داخل بعض الدول الغربية التي حاول نشطاء بها تحويل الممارسة إلى “ظاهرة لإذلال من ذلّ الشعب ووضعه في حاويات القمامة بدلا من السجون على الأقل” وفق تعبير المتحمسين.. في حين ارتفعت أصوات بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومن ضمنها المغرب، من أجل اعتماد ذلك الأسلوب الساخر من الواقع السياسي، وهو الذي يرى فيه البعض مُتنفسا للتخفيف من الضغط الاجتماعي والكشف عن السخط تجاه السياسات الحكومية المعتمدة.

واستغل مغاربة دنوّ موعد الاستحقاقات الانتخابية بالجماعية والجهوية لإثارة “الفساد الانتخابي” واقتراح التعامل بأسلوب “التطهير بالقمامة” مع “من ثبت تورطه في عملية فساد من المُنتخَبين بمن فيهم أعضاء بالبرلمان ومنتمون للمجالس الجماعية والجهوية”، حيث دعا عدد من رواد موقع “فيسبوك” إطلاق الحملة بشكل رسمي.

وقال فايسبوكي مغربي: “يا ريت المغرب حتى هو.. غتلقى طوارو عامرين بنادم”، فيما أشار آخر ساخرا: “إذا داروها في المغرب، شحال من طارو ديال الزبل خاصنا؟ السلامة ياربي”.. فيما ثالث تعاطى مع لقطات فيديو وصور موثقة للحملة في أوكرانيا بكتابة: “البلد عندهم أهم من الأشخاص، لذلك متقدمين.. ياريت نتعلم منهم، يا عرب فيقو بلاش نعبو الكروش”، فيما أضاف فايسبوكي مغاير: “في الوطن العربي يطلعولنا بفتوى تحريم رمي المسؤولين الفاسدين بالزبالة.. كل مشكلة عنا لها حل”، ليرد في تعالي موالي: “المشكلة أن أكياس الزبالة في العالم العربي ﻻ تكفي لكل المسؤولين الفاسدين”.

وفي السياق ذاته، تواصل حملة افتراضية على موقع “فيسبوك” تحت وسم “محاربة الفساد السياسي واجب علينا”، التشديد على ضرورة محاربة ظاهرة الفساد السياسي كلما تبدّت تمظهراتها، معتبرة أن “‏الأحزاب الفاسدة‬ فقدت مصداقيتها ولم تعد تـخدم سوى مصالحها ومصالح أعضائها” مستندة على تقارير المجلس الأعلى للحسابات.

وتطالب الحملة المذكورة بما أسمته “التجديد الديمقراطي السـياسي والاقتصادي عبر تغيير الـوجوه المستعمرة للمقاعد بدون برامج مع محاسبتها بالمراجعة المالية”، وتوجهت الحملة بخطابها إلى من نعتتهم بـ”السياسيين الفاشلين” كي تعتبر أنهم “لا برامج يستطيعون تقديمها للمغاربة ولا يجيدون غير المتاجرة بإسم الملك من أجل الحفاظ عــن رواتبهم الشهريّة” وفق التعابير المستعملة ضمن ذات الحملة الرقمية.

 هسبريس

– طارق بنهدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق