الغالي: خطاب “العرش” لهذه السنة يحمل اسم خطاب “الجرأة واليقظة”

الملك

لم يفوت الملك محمد السادس فرصة إلقائه لخطاب عيد العرش، زوال اليوم بالقصر الملكي بالرباط، دون أن يتحدث عن الأمن الروحي للمغاربة، حيث حذر المغاربة من الأفكار المستوردة القادمة من الشرق أو الغرب، في ظل تنامي موجات التطرف. ووجه الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى 16 لجلوسه على العرش، دعوة مباشرة إلى المغاربة للحذر في هذا الباب، قائلا “شعبي العزيز لا تسمح لأحد أن يعطيك دروسا في دينك”، وشدد الملك محمد السادس، الذي يأتي خطابه موازاة مع تعاظم ظاهرة أفكار الغلو والتطرف في المنطقة العربية الإسلامية على وحدة المذهب المالكي، الذي يجمع كل المغاربة، قائلا: ” خير ما أختم به خطابي لك، شعبي العزيز، أن أذكرك بصيانة الأمانة الغالية التي ورثناها عن أجدادنا، وهي الهوية المغربية الأصيلة التي نحسد عليها”. وللتأكيد على ذلك، قال الملك محمد السادس في وصية للمغاربة “حافظوا على هويتكم وعلى مذهبكم السني، ولا تقبلوا أن يعلمكم أحد دينكم سواء من الشرق أو الغرب أو من الشمال أو الجنوب، بل حافظوا على هويتكم الإسلامية”.
وصف محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض، خطاب الملك محمد السادس، الذي ألقاه، زوال اليوم الخميس، بمناسبة عيد العرش ب”الخطاب النقدي والجريء”. وأوضح الغالي، في اتصال مع موقع “اليوم 24′′ أن “الخطاب، وإن كان لا يحمل جديدا على مستوى مضمونه، إلا أنه تميز كبعض الخطابات السابقة بالجرأة والنقد الذاتي من خلال التركيز على مواطن الضعف والخلل، وما لم يتم إنجازه”، مضيفا، أن “هذا الخطاب يمكن أن نطلق عليه “خطاب اليقظة”، خطاب لا يغوص في التفاؤل بقدر ما ينبه إلى الاختلالات والتحديات، حيث أكد أن الأرقام لا أهمية لها مادام هناك مواطنون يعانون ولم يستفيدوا من خيرات الوطن، ومناطق تعيش الفقر والهشاشة”. ويرى الغالي، أن حديث الملك محمد السادس عن الأطلس والريف وبعض المناطق الصحراوية، التي لم تحظ بنصيبها من التنمية، اعتراف رسمي وصريح بالفوارق الاجتماعية والتفاوتات المجالية في المغرب، في إطار ما كان يصطلح عليه بالمغرب النافع وغير النافع. وأكد الغالي أن الملك محمد السادس شدد على أنه رغم المنجزات التي تم تحقيقها، إلا أن الارتياح يبقى رهينا بتحقق العدالة الاجتماعية بين المواطنين. ولا يرى الغالي أيضا في دعوة محمد السادس صلاح الدين مزوار إلى إنهاء مهام بعض القناصل عودة إلى الملكية التنفيذية، أو تدخلا في أعمال الحكومة، بل “الملك نبه وزير الخارجية إلى القيام بمهامه، وقد كان بمقدوره أن يعفي القناصل من مهامهم مباشرة، لكنه لم يفعل”، يقول الغالي، مبرزا أن “الملك محمد السادس أراد التنبيه وليس التدخل المباشر”، مضيفا أنه “لو قام وزير الخارجية بعمله لما تم تنبيهه”. وبخصوص دعوة الملك محمد السادس المغاربة إلى الحفاظ على هويتهم وإسلامهم في إطار المذهب المالكي، أوضح أستاذ العلوم السياسية أن مخاطر الارهاب والتشيع، لا يمكن أن تجد لها مكانا في المغرب إلا إذا ضُرب المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، مؤكدا أن الاهتمام بالأمن الروحي أصبح ضمن أولويات الأجندة الرسمية في المغرب.

الشرقي لحرش

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق