الفنان الأمازيغي يدخل غرفة الانعاش في مهرجان تيميتار 2015  

تيمتار

يتفنن المغاربة ووتتفتق عبقريتهم كثيرا في ما يخص المجال الفني,وفي تنظيم اللقاءات الفنية,ومن منا ينسى مهرجان اكادير للفنون الشعبية,لكن الامور تطورت حاليا حتى صار لكل مدينة مغربية مهرجانها,وقد اضحت لهذه المهرجانات اهمية كبرى في تحريك عجلة التنمية ولو مرحليا بالمدن المقامة والدليل قائم في مهرجان كناوة بالصويرة وما اضحت ترفل فيه هذه المدينة المنسية من حركة سياحية ومن تطور عمراني بعد ان نفظت عنها غبار مرحلة اخرى,وهناك ايضا مهرجان فاس للموسيقى الروحية,ومهرجان الرباط…

وهاهي مدينتنا اكادير هي الاخرى جربت حضها مع تلونات مهرجانية استهلتها بمهرجان للاغنية العربية والمغربية والذي عرف عدة مشاكل تنظيمية اولها تكمن في مكان تنظيمه حيث نجد خيمة كبرى تحتل وسط المدينة مما عرقل حركة المرور بقلب المدينة وخلف فوضى عارمة,اما الشريحة الفنية التي استهدفها فكانت غالبيتها مشرقية وما كان حظ فنانينا المحليين الا الهامش وكانو مجرد شخصيات ثانوية عملت على تاثيت فضاء المسرح انتضارا لقدوم الفنان المشرقي الذي يسخر ويضحك على دقوننا ويلهف الملايين,حيث ان ميزانيته قاربت المليار سنتم,قد ثم صرفها في المهرجان الذي عارضته فعاليات جمعوية في انه كلما كان موضوع الكثير من خطب الجمعة الثي دعت في خطبها الى انهاء هذا المسخ,فما كان للمهرجان الا ان يحتضرومات في المهد فاشلا.

تلا هذا المهرجان محطة اخرى سميت بهرجان الرحل,وما كان راحلا الا مهرجان اكادير تشتتت منصاته وتزامنت اوقات عروضه وكانت تغطيته الاعلامية ضعيفة جدا صرفت فيه ايضا ملايين ولم تحتفظ منه ذاكرة اكادير الابالنزر اليسير,اما الفنانون المحليون فتلقو مرة اخرى صفعة قوية,وربما كان مسؤولوالجهة قد تفطنوا الى كون اكادير تستحق اكثر من هذا,فتمت الاستعانة في البداية بخيرة مسؤولين عن التنشيط بالمركز الثقافي الفرنسي باكاديروكذا مركز طارق بن زياد,وهاتان الهيئتان معروفتان بوزنهما وثقلهما في التنشيط الثقافي وكان ان تاسيس جمعية “تيميتار” لهذا المهرجان وهذا يبشر بالخير لانه دليل على نية المنظمين في جعله تقليدا سنويا كما كانت لتسمية المهرجان ب “تيميتار” اصداء طيبة في نفوس ساكنة المدينة وكذا في صفوف الحركة الثقافية الامازيغية العاملة على اعادة الاعتبار لهوية المدينة الامازيغية وبالفعل فقد حضرت المهرجان فرق امازيغية  في دوراته السابقة حظيت بتكريم الجماهير الغفيرة التي حجت الى الساحات وكانت دورات المهرجان رائعا وكل تلاوينه,تتبعه الصحافة وامتزج فيه السائح الغربي العاشق للفن الاصيل بالانسان المحلي الطيب المحب لفنه وغاب الهل الردف وهز البطون,عموما ماكان الزوار واهل المدينة يرغبون في انتهاء المهرجان,نظرا للمتعة الكبيرة التي خلفها في نفوسهم,وانتظروا الموعد القادم من كل سنة.

ومند بداية هذه السنة كان التفكير في المهرجان ” تيميتار الدورة 12″ الذي سيقام بالمدينة,لكن هناك تفكير على مستويين لم يتبينا الا في الندوة الصحفية المنعقدة لشرح مجريات المهرجان,حيث كانت اولى الغلطات هي نسيان او تناسى حرف تيفيناغ في الملصق,واعادة تكرار الاساسي الثلاث “تيميتار-علامات- ” مما يدل على بداية تدبدب هوية المهرجان وعدم رسوها بعد على بر الامان,كاسم حامل للبعد الامازيغي للمدينة,كما ثم اقحام مطربين شرقيين وعرب لا يفوق مطربينا وباللهجة الدارجة في شئ مما يدل على انه سياخد من كعكة الفنان المحلي النصيب الاكبر,نحن هنا لسنا ضد الانفتاح,لكن هذا لايعد انفتاحا بقدر ما هو انفلات ان كانت هذه المجموعة من الفنانين العرب يؤنس وحده احد المنظمين فالشعب والجماهير باكادير تريد مهرجان بفنانين محليين,وان كان لابد ان يحضر من يغني بالعربية “لاننا لانريد مهرجان اثنيا” كما قال احدهم في احد الدورات السابقة فهذا لا يجب ان يدفع بنا الى البحث عن مطربين مكلفين تاركين مطربينا نحن, وفي كل مرة يتشدق البعض بكون اغنيتنا ليست بخير,ويجب الاعتناء بالاغنية المغربية والفنان المغربي وما الا ذلك من كلام التلفزيون والاداعات والمقالات الصحفية…. هذا كلام هادئ,لاننا نحن من يرمي باغنيتنا وفنانينا الى الرصيف والتهميش لاننا نشجع الاخر وقد صدق المثل الامازيغي “باقشيش اودوار اورا اصادصا” وربما هذا الكلام الذي اقوله هنا يعتبره البعض تحاملا,وهو عارف بسلامته وصحته,لانه يعارض اختياراته الشعراء,التي تحطم نفسية فنانينا والواقع شاهد على سهرات خالدة للفنانين الامازيغيين الكبار في الدورات السابقة الراحل عموري مبارك الراحل عزيز الشامخ عبدالهادي اكوت,اودادن,حميد انرزاف,تابعمرانت,اوطاب,علي فائق…..

كفانا تحقير للذات,لقد بدا المغرب عهدا تصالحيا مع نفسه خصوصا بعد ترسيم اللغة الامازيغية في دستور صوت عليه كل المغاربة. عودوا للوطن سياسيا,ثقافيا,وفنيا,ومادمنا في مجال فني,فنجدد الدعوة للاهتمام بفنانينا المحليين فهم اولى بخيرات منطقتهم كما يقوم به غيرنا في البلدان المتقدمة,وكل عام ومهرجان “تيميتار” بالف خير,وجماهير اكادير في تصالح تام وانصهار مع فناني جهتهم رغم قلتهم في دورة 2015 مع الانفتاح المنطقي على كل فنون العالم بدون تحيز.

اكادير- محمد احموا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق