مخيم لغوي هو الأول من نوعه بالمغرب لإكساب الناشئة عربية فصيحة

مخيمات-الاطفال-في-المغرب

في تجربة فريدة من نوعها، اختتم السبت المنصرم بمدينة تمارة المخيم اللغوي الصيفي الذي نظمته مؤسسة الأربعين التربوية، واستفاد منه عدد من الأطفال والتلاميذ. 
المخيم اللغوي الذي أطلق عليه “المدرسة اللغوية الصيفية” يهدف إلى تنمية القدرات التواصلية عند الطفل واكسابه اللغة العربية الفصحى عبر منهجية خاصة تهم أساسا توفير جو متكامل لا حديث فيه إلا باللغة الفصحى.
وتضمن برنامج المخيم الذي امتد على مدى 11 يوما، عددا من الفقرات اليومية منها ورشات للتواصل باللغة العربية، وأنشطة ترفيهية وخرجات استكشافية تجري كلها باستعمال اللغة العربية الفصحى.
وقال الدكتور علي الأربعين المشرف على المخيم إن المنهاج المتبع في كل ذلك يعتمد على مبدأ اللعب لما له من دور هام في النمو الحركي والمعرفي والوجداني.
ويتّبع المخيم منهجية تسمى “الانغماسية” وهي حسب المشرف على المخيم أداة فعالة وسريعة لمعالجة الضعف اللغوي العام إذ يوفر الجو اللغوي الذي يمكّن المتعلم من اكتساب مهارة التواصل بالعربية وهو المنهاج الذي جرى اختباره لمدة خمس سنوات من قبل مؤسسة الأربعين وأعطى مخرجات جيدة منحت المؤسسة السبق والريادة في مجال اكتساب اللغة العربية.
واقتبست المؤسسة نظرية الانغماس اللغوي من أوربا حيث تم نقلها ومغربتها من قبل مدير المؤسسة الذي سبق أن اشتغل في إحدى المؤسسات ببلجيكا تعتمد على الانغماس اللغوي لإكساب المتعلم اللغة الثانية للبلد.
وحول أجواء المدرسة الصيفية قال الأربعين عضو منسقية الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، إن الطفل لما يلتحق منذ الصباح وإلى المساء فإن الجو الذي يجده فصيح بشكل كامل حيث الأطر لا يكلمونه إلا باللغة المحددة وفق مبدأ التدرج والذي يتضمن مراحل أولها مرحلة الاستماع والتي تعطى فيها للطفل المبتدئ فرصة للاستماع مع شيء من الحرية، ثم مرحلة الترجمة والتي تقوم على مبدأ “تريد أن تقول كذا قل كذا”.
أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التوجيه حيث تتم محاصرة المتعلم الذي بدأ يكتسب رصيدا لغويا، ب ” أنا لا أفهمك” حتى يتحدث أكثر قبل أن يتم الانتقال مع المتعلم إلى مرحلة السؤال ثم التوظيف التلقائي.
جدير بالذكر أن التجربة هي الأولى من نوعها على صعيد المغرب، أما على المستوى العربي فقد اعتمدها أحد المتخصصين بسوريا وهو الدكتور عبد الله الدنان الذي عمل على تأطير عدد من المشرفين على المدرسة الصيفية في المغرب، قبل أن تعمل المؤسسة بتمارة على تطويرها ومغربتها وإدخال إضافات اعتمادا على أبحاث حول الدماغ والاستيعاب والتعلم.

jadidpresse.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق