“منارة أولاد جرار” .. معلمة تاريخية تناشد المسؤولين

منارة أولاد جرار

إذا كانت مدينة مراكش الحمراء تفتخر بمنارتها التي تجلب أعين السياح من كل حذب وصوب فإن لمنطقة أولاد جرار كذلك منارة بمثابة توأمة لها لكن على عكس شقيقتها المراكشية التي تعيش أبها أيامها فإن منارة أولاد جرار التاريخية تعيش هذه الأيام في مهب النسيان والإهمال؛وهذا النسيان يرجع بالأساس إلى عدة عوامل، من بينها؛ تجاهل المسؤولين في “جماعة حد الركادة” للمآثر التاريخية بالمنطقة وتغاضيهم عن الأهمية الحضارية و التراثية والثقافية لتلك المعلمة . حيث تم تحويل صهريجها إلى ملعب لكرة القدم (الشاريج) ، وأصبح بمثابة ملعب للقرب يزاول فيه شباب دواري “النبازرة” و”البناور” هواية كرة القدم منذ أواخر القرن المنصرم.
ومن جملة الأسباب أيضا تعرض المنارة لأعمال التخريب بدعوى التنقيب عن الكنوز، وكذا من طرف من يجهلون قيمة التراث. ناهيك عن عوامل الزمن التي ساهمت بدورها في تحول منارة أولاد جرار إلى أطلال تبكي الزمن الجميل.
ولم يبق من المنارة اليوم إلا الأطلال التي مازالت صامدة، وحكايات الأجداد الذين عايشوا بعض أيام المنارة عندما كانت بالفعل منارة،  حيث كانت في أبهى حلة يحيط بها سوركبير لم تبق منه اليومَ لَبِنَة ، وصهريجها دائم الإمتلاء بالمياه، أما الآن فيتم ملأه بالمياه فقط في المواسم التي تكثر فيها التساقطات المطرية. و كانت تحيط به أشجار العديد من الفواكه، لم تبق منه اليوم شجرة. لتصبح بذلك منارة أولاد جرار آيلة للسقوط في أية لحظة بعد أن تلاشت معالمها .
لذا ننادي ونناشد كافة المسؤولين بجماعة حد الركادة وكافة المهتمين بالتراث الحضاري إلى الإسراع في تدارك الموقف، والقيام بترميم و إصلاح منارة أولاد جرار، التي شهدت على فصول عديدة من تاريخ هذا الوطن العزيز، والذي ستظل المنارة ترسخه في ذاكرة الأجيال الصاعدة ما دامت صامدة في وجه التخريب واللامبالاة. وحبذا لو يتم استغلالها وتحويلها إلى مشروع سياحي يعود بالنفع على الجماعة القروية و على الساكنة الجرارية و على اقليم تيزنيت و جهة سوس ماسة درعة بأكملها.
إن التراث أمانة وإرث من الأجداد .. فل نحتفظ به لمن سنكون نحن أجدادهم .

أحمد الهلالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق