إرتأت جمعية فستيفال تيفاوين  برمجة تنظيم الدورة الرابعة  للجامعة القروية  محمد خير الدين خلال شهر أبريل 2014 ، وذلك قصد توزيع أمثل لفقرات  فستيفال تيفاوين على مختلف فترات السنة، وكذلك تنفيذا لمجموعة من التوصيلات الصادرة عن الدورات السابقة لهذه الفقرة  الأساسية في برنامج فستيفال تيفاوين.
و انسجاما مع ما تم تسطيره من أهداف تأسيس الجامعة القروية محمد خير الدين كورش ثقافي ذو أبعاد تنموية، يروم بالأساس ربط القرية بمحيطها الأكاديمي و الجامعي من جهة، وإثارة الأسئلة التنموية المرتبطة بهموم القرية ضمن فضاء يجمع كل الفاعلين في مجالات التنمية القروية من جهة أخرى، ارتأينا، أن نخصص فعاليات الدورة الرابعة للجامعة القروية محمد خير الدين لمقاربة موضوع ذي أهمية خاصة، وهو موضوع: شجرة أركان: تراث وثروة. ذلك أن هذه الشجرة ترتبط ارتباطا تاريخيا وهوياتيا بمناطق جبال الجنوب المغربي دون غيرها من أماكن العالم، فقد عمرت ملايين السنين بالقرية المغربية، وتتوفر على قدرة هائلة لمقاومة الجفاف ومحاربة ظاهرة التصحر، كما احتلت مكانة متميزة في الثقافة المحلية، وطبعت حضورها القوي في الذاكرة الجماعية، وفي منظومة العادات والتقاليد المجتمعية، وتغنى بها الشعراء في ميادين أحواش وفي أغاني الموسيقى الأمازيغية، ضاربين بها المثل في الصمود والمقاومة ومد الجدور عميقا دلالة على قوة الإنتماء للزمان والمكان، شأنها في ذلك شأن الإنسان الأمازيغي. كل هذا، إلى جانب ما لزيت الأركان من فوائد صحية واقتصادية، استطاعت الساكنة المحلية أن تعمل على تطوير سبل الإستفادة منها عبر تكوين تعاونيات، نسوية خاصة، طرقت أبواب الإقتصاد التضامني، وعملت إلى جانب عدة متدخلين على محاولة حماية وتثمين منتوجها المحلي. لتكون بذلك شجرة الأركان تراثا محليا يميز مجال القرية، وثروة ثمينة أصبح الوعي بأهميتها عالميا، مما يفرض ضرورة التفكير في سبل حمايتها وتطوير وعقلنة استغلالها وتثمين منتوجها، ومواجهة مختلف الإكراهات التي تواجه شجرة الأركان سواء الطبيعية أو الناتجة عن سوء الإستغلال والتدبير. وفي هذا السياق يأتي اختيار هذا الموضوع الهام ليكون موضوعا للدورة الرابعة للجامعة القروية محمد خير الدين قصد مقاربته من طرف عدة متدخلين من أساتذة باحثين ومفكرين، ومهتمين وجمعيات مهنية ومحلية وتعاونيات نسوية لإغناء النقاش حول الموضوع والخروج بتوصيات وخلاصات فعالة ومفيدة وقابلة للإستثمار في كل ما يفيد  النهوض بثروة الأركان./ أدرار بريس، عن جمعية فستيفال تيفاوين