لماذا لم يعلن برلمانيو و برلمانيات سوس تضامنهم مع النساء القرويات ضحايا اعتداءات الحلوف بإقليم تيزنيت ؟

عن تقصير أو تفريط اتجاه اهتمام هذا المنتخب بقضايا وهموم الساكنة الذين بأصواتهم يجلس اليوم على مقاعد البرلمان. ليس جديدا انه يوجد نوع من البرلمانيين يعتبرون أنفسهم من الدرجة الأولى ويترفعون عن الدخول في قضايا ومشاكل المواطنين البسيطة والشعبوية، فما بالك بالقروية منها أو الحلوفية لو صح استعمال هذا التعبير، بعض هؤلاء يخصص كل وقته واتصالاته للسفريات الدولية والوطنية، ولا ترى مواقف وبياناته سوى في القضايا السياسية الكبرى والمزايدات السياسوية الصغرى، من هؤلاء كان من المنطقي أنه لا ننتظر موقفا أو حتى مجرد بيان دعم وتضامن مع النساء القرويات ساكنات المناطق الجبلية النائية بإقليم تيزنيت، فبالرغم من تعرض مواطنتين بكل من إداوسملال بدائرة أنزي و أيت وافقا بدائرة تافراوت، إلى هجوم جحافل الخنازير البرية وهن بداخل دواويرهن، ما خلف إصابة إمرأتين بجروح بليغة استدعت نقلهما الى المستشفى بمدينة تيزنيت. في أية دولة تمارس فيها اللعبة الديمقراطية بالمنطق، عندما يتعرض مواطن لإعتداء من هذا النوع، أول من يجب أن يتضامن ويحرك آلية ردود الفعل هم البرلمانيون والبرلمانيات الذين يمثلون هذا المنطقة بالبرلمان والحكومة. منذ أسابيع ونحن نبحث عن بقايا بيان أو قصاصة موقف أو ردة فعل أو سؤال أو إحاطة في إحدى قبتي البرلمان، بل تجولنا حتى في صفحات ومواقع بعض البرلمانيين بمواقع التواصل الإجتماعي ولم نعثر لأثر على هكذا موقف. إذن مر ما يناهز الشهر على هذه الحوادث ولا ردود فعل تذكر، وبالتالي رفع علينا أي حرج وبات من حقنا الحديث بوضوح وتسمية كل برلماني مقصر باسمه. ولكن ولأنه من عدوه بوغابا فهو عدو كافي، فإننا سنفضل عدم استعداء أي من هؤلاء البرلمانيين والبرلمانيات، ونترك الباب مفتوحا، فمن يدري فقد يتغير موقفهم وقد يتعبون أو يملون من كثرة السفريات وحرب المزايدات الحزبية ويتذكروا هموم مواطنين من ساكنة العالم القروي والمناطق الجبلية النائية. كيف ننتظر من المحكمة أن تكون عادلة إذا كان محامي الضحية غائبا أو مغيبا، هذا التوصيف قد يكون مناسبا لتشخيص حالتنا كساكنة هذه المناطق الجبلية، ومعاناتنا اليومية مع بوغابا، فمن جهة مئات الخنازير البرية تُغِير وتعتدي على أراضينا ودواويرنا بشكل متواصل، وآلاف قطعان مواشي الرعاة الرحل القادمين من مئات الكيلومترات، يزحفون على أراضينا ويدمرون فيها الأخضر واليابس، ومن جهة أخرى عشرات القناصة القادمين من المدن يمارسون هوايتهم بالقنص العشوائي وسط الدواوير والتجمعات السكنية ويرعبون السكان الآمنين. القاسم المشترك بين كل هذه المعانات هو مصلحة المياه والغابات ومحاربة الإستقرار، عفوا أردت كتابة محاربة التصحر. والتي يختصر سكان المنطقة اسمها في بوغابا، ويتهمونها بالوقوف وراء تفاقم معاناتهم منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي الى يومنا هذا، وذلك عبر سن ونهج سياسة خطيرة تسببت في تهجير العديد من ساكنة هذه الدواوير والقبائل الأمازيغية بسوس، حيث تحولت بعض الدواوير التي كانت تعج بالحياة الى أطلال خالية من السكان، حيث استسلم بعضهم أمام حصار التهميش والفقر والأمية والجفاف والحلوف، وهي الأوتار الحساسة التي عزف عليها بعض هؤلاء البرلمانيين خلال حملاتهم الإنتخابية، سرعان ما لبثوا أن تناسوها بعد فوزهم في الإنتخابات، ومن سخريات القدر أن هذه المشاكل والمعاناة تفاقمت من حينها الى اليوم عوض أن تخفف وتزال. كيف تريد من بوغابا ان يغير سياساته هذه، كيف نطلب منه تعويض الضحايا والتكفل بعلاج الجرحى والمتضررين، كيف نطلب منه وضع مصالح المواطن القروي بمرتبة فوق مصالح حيوان الحلوف؟ طبعا هذا الأمر قد يعتبر صعبا جدا أمام غياب دور فعال للبرلمانيين والبرلمانيات، لماذا لا يتحركون، لماذا لا يتضامنون مع ضحايا اعتداءات الحلوف، هل ينتظرون لا قد الله ان يُزهق الحلوف الأرواح حتى يتضامنوا وحتى يمارسوا دورهم البرلماني ؟ إذا حدث ذلك فلن نكون حينها بحاجة الى مواقفهم وبياناتهم، حيث ان القبائل الأمازيغية لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الحلوف يقتل أبنائها، لكن غضب هذه القبائل لن يتوقف حينها على الحلوف والمصالح التي تحميه بل سيمتد لكل من ساعده على عدوانه هذا ولو بالصمت. رغم ان السؤال المطروح بعنوان التدوينة هو كافي، إلا أن سؤال بعض نساء المنطقة يختصر بعض المشهد، نعيد طرحه هنا في ختام هذه التدوينة: هل كان هذا سيكون موقف البرلمانيين والبرلمانيات لو أن السيدتين القرويتين ضحيتي الحلوف هما من ساكنة إحدى المدن الكبرى وحضيت قضيتهما بتغطية إعلامية ؟

عن مدونة إداوسملال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق