وقد عاينت ” تيزنيت 24″ قطيعا من40 رأس من الجمال يتجول بحي العين الزرقاء  بين المنازل والطرقات  ،واختار الرحل  أن يتجولوا بالمدار الحضري ليؤمنوا لقطعانهم كلأ مؤقتا في انتظار أن يجدوا مجالا للرعي بعيدا عن السيارات والعمارات ومشاريع الإسمنت ،إذ بعد تأخر المطر بالأقاليم الصحراوية تفرقت السبل بهم، فانتشروا بين كل قرى وجبال سوس، حيث يجدون ساكنة مسالمة في كثير من الأحيان، وأحيانا أخرى تنشأ مع الأهالي مناوشات وشكايات لدى السلطة المحلية دفعت بعدد منهم إلى الإنتظام  في إطار تنسيقيات إقليمية ضد الرعي الجائر ، وكانت وقفات احتجاجية بهذا الشأن  أمام مقر عمالة تيزنيت  كتنسيقية ( جماعة أربعاء الساحل –جماعة أكلو –جماعة بونعمان) حيث  يشتكي السكان من إتلاف شجر الأركان، الذي يعتبر المورد الاقتصادي المحلي الوحيد لمجموعة من الساكنة والتعاونيات ، إلى جانب الضرر الذي يلحق بالمغروسات والمزروعات الأخرى .
وفي الوقت الذي كان  على الوزارة الوصية أن تنظم مجالات للرعي حسب المناطق، والمواسم والأزمنة كما هو معمول به بفرنسا، فإن الفراغ التنظيمي جعل كل أرض سوس مجال مباح للرعي وفي كل فصول السنة، ووصل الأمر باجتياح شوارع المدينة المربية ، وتحولت الحضارة إلى البداوة عكس مقولة إبن خلدون في مقدمته ( البداوة أصل الحضارة ) .
متابعة / الحسين بالهدان / تيزنيت 24