تعديل قانون الهندسة المعمارية.. ضرورة ملحة أم رضوخ للوبيات القطاع الخاص؟

وإحداث هيئة المهندسين المعماريين الوطنية. «المساء» رصدت مواقف طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين ووزارة السكنى والتعمير، وأيضا «المدرسة العليا للهندسة المعمارية للدار البيضاء»، كمؤسسة معنية بشكل مباشر بالتعديل، لتقربكم من الجدل الدائر حول مشروع القانون، الذي ينتظر أن يحال على الجلسة العامة لمجلس النواب، قبل توجيهه للغرفة الثانية.
شهورا قليلة بعد مصادقة الحكومة على مشروع المرسوم، الذي يتيح لخريجي معاهد التكوين الخاصة في الميدان الصحي الاشتغال في القطاع العام، عادت حكومة عبد الإله بنكيران، من خلال وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، لتثير مرة أخرى إشكالية المعاهد الخاصة بمشروع قانون يعطي إمكانية مزاولة الهندسة المعمارية، ليس فقط لحاملي شهادة الهندسة المعمارية التي تسلمها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، ولكن أيضا بالشهادات الممنوحة من طرف المؤسسات الخاصة، التي تربطها اتفاقيات شراكة مع الدولة، ومعترف بمعادلتها لشهادة المدرسة الوطنية.
القانون أثار جدلا كبيرا وسط الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، وأيضا في صفوف طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط والملحقات التابعة لها في عدد من مدن المملكة، حيث قرر الطلبة مقاطعة شاملة لامتحانات نهاية السنة إلى حين وقف مرور مشروع القانون، والتأموا في وقفة احتجاجية صامتة، زوال أول أمس، أمام مقر البرلمان، في إشارة واضحة لصناع القرار داخل المؤسسة التشريعية رفض الطلبة لهذا المشروع.
«طلبنا الرئيسي هو وقف مرور هذا المشروع على مستوى البرلمان، حيث اتخذ القرار بدون أخذ وجهة نظرنا، لأنهم تحدثوا عن تسوية إحدى المدارس الخاصة بمدينة الدار البيضاء، على اعتبار أن هذه المؤسسة أنشأت سنة 2004 وتمكنت من الحصول على الاعتماد في 2012، وبالتالي خريجو السنوات التي سبقت لم يحصلوا على المعادلة، لكن ما نقوله بصراحة هو أن القانون لا يحمي المغفلين، ولا يمكن أن نضع قانونا من أجل 144 خريجا»، تقول أحلام، طالبة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط.
أصل الخلاف
صباح يوم الثلاثاء 21 ماي الجاري، تصادق لجنة العدل والتشريع بأغلبية أعضائها على تعديل المادة 4 من مشروع قانون رقم 65.12 بتتميم القانون رقم 016.89 المتعلق بمزاولة مهنة الهندسة المعمارية وإحداث هيئة المهندسين المعماريين الوطنية.
يشير النص الأصلي للقانون، في المادة الرابعة من الفصل الأول المتعلق بمزاولة المهنة، إلى أنه من بين الشروط أن «يكون حاصلا على شهادة الهندسة المعمارية التي تسلمها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية أو على شهادة من الشهادات المعادلة لها الوارد بيانها في قائمة تحددها الإدارة…».
الإضافة التي جاء بها مشروع القانون رقم 65.12 تضيف إمكانية أخرى لمزاولة الهندسة المعمارية وهي: «أو على شهادة يختتم بها مسلك الهندسة المعمارية المعتمد والملقن بإحدى مؤسسات التعليم العالي الخاص، التي تربطها اتفاقيات شراكة مع الدولة، معترف بمعادلتها كذلك لشهادة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية».
طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، وفي أول ر فعل على مشروع القانون، عبروا عن رفضهم المطلق لمصادقة مجلس النواب عليه، حيث أكد مكتب طلبة المدرسة أن «مهنة المهندس المعماري مهنة تكتسي أهمية كبيرة في مسار النمو الوطني وعنصر أساسي في سلامة المواطن، وهو ما يجعل الدولة ملزمة بالإشراف الدائم عليها وتولي مهمة تسييرها وتدبيرها».
«نحن في مقاطعة شاملة للامتحانات، لأنه لا معنى لشهادة ليست لها قيمة»، تتحدث إيمان، طالبة بمدرسة الرباط، بنبرة شديدة اللهجة، مضيفة أن «لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي سبق أن أكد بأن هناك اتجاها نحو شراكات بين الدولة والقطاع الخاص، لكن هذا التوجه لن يشمل دراسة الطب والهندسة المعمارية، على اعتبار أن الأخيرة تمس بشكل مباشر بالسلامة العامة».
واعتبر طلبة المؤسسة العمومية الوحيدة في المغرب، إضافة إلى ملحقاتها بمدن فاس وتطوان ومراكش، أنه «حينما ينعدم الاستحقاق لولوج هذه المهنة، ولا تعطى أي أهمية للمثابرة والجدية، بل فقط للقدرة على أداء مصاريف الدراسة، يصبح دبلوم المهندس المعماري سلعة رخيصة تباع وتشترى كسائر السلع».
وأكد الطلبة أن «الترويج لهذا القانون بكونه يهدف إلى تكوين عدد أكبر من المهندسين لسد الخصاص ادعاء باطل، لأن هناك عددا من المهندسين لا يشتغلون معظم وقتهم لقلة عروض العمل، أو لاستحواذ مجموعة قليلة على 80% من المشاريع».
أسباب النزول
مواقف طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين، الرافضين لمشروع القانون بشكل قاطع، والذين أكدوا ادعاءات من وقفوا وراء ادعاء باطل، تم نقلها لوزارة السكنى والتعمير، وبالضبط لمدير الشؤون القانونية للوزارة، مولاي امحمد همو، الذي قدم تصور القطاع لهذا التعديل والأسباب التي كانت وراءه.
وفي هذا الصدد، أوضح مولاي امحمد همو في حديثه ل«المساء»، أن تعديل المادة الرابعة يأتي في إطار رؤية شاملة لسياسة الوزارة في ميدان تكوين المهندسين المعماريين بشكل عام والتقنيين خاصة، إذ سجل أن «هذه السياسة لديها ركيزتين، الأولى مرتبطة بالتعليم العمومي، حيث إن الوزارة تبحث عن سبل تكثيف العرض العمومي في تكوين المهندسين العموميين، وهو ما يؤكده مشروع مرسوم لإحداث ست مدارس للهندسة المعمارية جديدة».
وفي نفس الوقت، يوضح مدير الشؤون ال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق