الفزازي: أدعو المواطنين إلى أن يتحولوا جميعا إلى رجال شرطة

الفزازي

استغل الداعية السلفي ” محمد الفزازي ” الذكرى الثانية عشر لأحداث 16 ماي الارهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء للبوح بالكثير من المراجعات الفكرية التي طبعت مساره وتعاطيه مع التيار السلفي مبرزا وبجرأة كبيرة العديد من الأخطاء الذي قال أنه عاشها خلال فترته الماضية، بعد أن نفى جملة وتفصيلا أي علاقة له بأحداث 16 ماي الأرهابية بعد أن وصفها بالجبانة والمجانية.

الفزازي أقر في ندوة حوارية نظمتها ” جمعية وعي للقفافة والإعلام ” بمدينة سيدي قاسم، بمراجعات شاملة لمساره الفكري قائلا ” لا يضرني أن أقول راجعت فكري كله، وتراجعت عما كنت مخطئا فيه، والمراجعة مطلوبة من من له بضاعة في السوق، و لدي حوالي عشرين مؤلفا فيها الكثير من الانحراف والأخطاء وفيها الكثير من الصواب، والسجن فضاء ضيق لكنه يعطيك فسحة للتأمل، وفعلا راجعت فكري ووقفت على الكثير من الأخطاء، ولكن لم تكن لي أي علاقة أبدا بتفجيرات 16 ماي، وهو تفجير مجاني بدون أهداف ولا أي شيء، ولكن أعترف أن خطابي كان فيه عنف لفظي وتكفيرات للعديد من العلماء، وكنت أرفض الأحزاب السياسية، والمفكرين والعلمانيين، والحركات الاسلامية كانت عندنا مجموعة من الذين لا يعلمون وباعوا القضية ” يقول الفزازي بعد مرور 12 سنة على أحداث 16 ماي قضى خلالها ثمان سنوات موزعة على سجون المملكة.

وبخصوص غياب أي كراس يوثق المراجعات الفكرية للسلفيين المغاربة على غرار إخوانهم في المشرق، قال الفزازي في ذات الندوة الحوارية التي نشطها الإعلامي ” نورالدين لشهب” رفض الفزازي وجود مقارنة بين سلفية المغرب والمشرق موضحا أنه ” في المشرق هناك فعلا تنظيمات مسلحة وعندهم مفكرون وأدبيات ومؤلفات ومناهج وكتائب مسلحة، تخوض الحرب وقامت باغتيالات، هنا في المغرب ” السلفية الجهادية ” ليست تنظيما وليس لها أدبيات ولا مفكرون ولا خريطة عمل، فلا مجال للمقارنة بين سلفية المشرق والمغرب، لذلك كان طبيعيا ألا تكون هناك مؤلفات ولا مراجعات “.

وعن شعوره بعد مراجعاته هاته، قال الفزازي الذي خطب أمام الملك محمد السادس بعد خروجه من السجن ” إنني الآن فخور كل الفخر في أن أعطي القيمة الحقيقية لأجهزة الدولة، واستدعيكم لتلمس نعمة الاستقرار التي ننعم بها، مطالبا المغاربة أن يتحولوا جميعا إلى رجال شرطة عندما يتعلق الأمر بأمن المواطنين، قصد محاربة هذا التطرف الذي يريد أن يفسد علينا أمننا ” يقول الفزازي وهو يحاضر أمام حوالي مائتي من ساكنة مدينة سيدي قاسم.
وعن انتمائه لحزب الأصالة والمعاصرة نفى هذا الأخير أي علاقة له بما كتب على الفيسبوك، وقال أن هناك العديد من الصفحات المزورة التي تكتب باسمي، ولحدود الان لست عضوا في أي حزب، كما أن دخولي للعمل السياسي وارد “.

ومن جانب آخر ثمن ” إدريس الكنبوري ” الباحث الأكاديمي المتخصص في الشأن الديني الذي كان حاضرا في الندوة إلى جانب الفزازي، مراجعات الفزازي التي قال عنها ” أن تراجعات الفزازي جرأة كبيرة على نقد الذات ومراجعاته مهمة جدا، ولا بد هنا أن نحمل المسؤولية إلى بعض الأنظمة العربية التي كانت توجه هذا التكفير والتشدد، وخاصة دول الخليج التي كانت تشجع التيار السلفي ضدا على الشيعة واليسار” .

وعن آفة التطرف الديني قال الكنبوري ” أن هناك جزء من التشدد مرجعه إلى العقليات التي تتعامل مع النصوص وفق أهواء وأمزاج، وموضوع التشدد موضوع ولد منذ نزول الرسالة الإسلامية وهناك الشيء الكثير من الأحاديث في النصوص حول التشدد والغلو” موضحا ” أن القراءات المتشددة للدين لا تقتصر على المدرسة الحنبلية ولا ابن تيمية، كما أن المتشددين أعطوا صورة سلبية عن هؤلاء العلماء ” يقول صاحب كتاب ” شيوعيون في ثوب إسلامي “.
عبد الحي بلكاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق