رشيدة أباكريم رئيسة جمعية “هي وهو سِيّان” في حوار مع جريدة “رسالة الأمة”:  

رشيدة أباكريم

رشيدة أباكريم رئيسة جمعية “هي وهو سِيّان” لـ “رسالة الأمة” :

التنمية البشرية هي مجال اشتغالنا من  خلال إطلاقنا لبرنامج “تعلم لتفيد”

 

                            الفقيه بنصالح / حاورها عبد الصمد صريح

 

أكدت رشيدة أباكريم رئيسة جمعية “هي وهو سِيّان” التي تأسست في 18 أكتوبر، 2003 وهيجمعية اجتماعية ثقافية تربوية، ومن أهدافها  و مبادئها العمل الدؤوب لخدمة البلاد والالتزام بتطبيق واحترام جميع قوانينه، والإيمان بكون المغربي والمغربية سيّان عليهما نفس الواجبات ولهما نفس الحقوق، والسمو بالعلاقة بين المرأة والرجل لتسود بين الاثنين الأخوة والمودة  الدائمتين، و العمل يدا في يد، رجالا ونساء، ضد كل ما يقلل من شأن المرأة والرجل معا، وإقامة علاقة تعاون وتعارف مع الجمعيات والمؤسسات الوطنية والدولية التي يمكن أن تسعىلمساعدة الجمعية على تحقيق أهدافها،المساهمة في المجهود الاجتماعي المبذول على صعيد المدينة كمحو الأمية  وتوعية المواطن ومساعدته عند الحاجة.

 

     ماهي العراقيل التي تواجها الجمعية ضمن مجل اشتغالها؟

 

نسميهاالصعوبات بدل العراقيل لأنه بوجود العراقيل لايمكن تحقيق ما تحققاليوم ولله الحمد،  فكل عمل جاد يأتي بجديد إلا ويجد في طريقه الصعوبات، ولا يتحقق الهدف منه على أرض الواقع إلا بمضاعفة الجهود لتجاوزها، وهذا هو حال جمعية “هي وهو سِيّان”، فالمواطنة الصادقة الإيجابية منبع طموحها وتفاؤلها وأملها الكبير لتحقيق ما نصبو أليه في عملنا، ضمن إطار جمعويفي عمره اليوم 12 سنة تقريبا، راكم تجربة مهمة في المجالين الاجتماعي والتربوي وانحصر عملها اليوم في  معالجة الأمية والهدر المدرسي ومخلفاته، وبذلك يكون مجال اشتغال “هي وهو سِيّان” اليوم لخدمة التنمية البشرية من خلال إطلاقها لبرنامج “تعلّم لتُفيد”وهذا قصد مواكبة النهضة التنموية الشاملة التي يشهدها المغرب في شتى المجالات ولله الحمد، فالتعلم أساس التنمية. و “هي وهو سِيّان” ترى أن حب الوطن أقوى دافع للتعلم وتنادي بترسيخ روح المواطنة الصادقة تحت شعار “تحب بلدك، تعلّم لتُفيد “.

 

     لماذا تهتم الجمعية بشكل أوفر بمحاربة الأمية والتربية غير النظامية؟

 

نحن في جمعية “هي وهو سيان” نقول : نريد أن نرى مغربنا بدون أمية،هو مشروع ضخم،  ولدى الجمعية الوسيلة لذلك عبر برنامج “تعلّم لتُفيد”. البرنامج الذي تخصصله الجمعية اليوم وقتها كاملا بغية تعميمه في المغرب.تعميمهوتفعيله يكون بإذن الله بتعاون مع المراكز الجهوية المختصة بالأكاديميات والجمعيات وكذا المهتمين بمحو الأمية في المغرب،وأملنا في الله أن يتحقق ذلكويعم برنامج “تعلم لتفيد” في المغرب كله سائلين الله عز وجل اليسر والتوفيق بإذنه.
برنامج “تعلّم لتُفيد” يحمل شعار “جميعا من أجل محاربة الأمية والهدر المدرسي، جميعا     ننادي بنيل الشهادات المدرسية والجامعية”.وكما ورد في مطبوع دليل البرنامج هومشروع التكوين الذاتي بالمصاحبة في صفوف الرجال والنساء في مختلف الأعمار.

 

     هل عمل الجمعية مرتبط بنسبة كبيرة بالمرأة المغربية، وما هو برنامج الجمعية ؟

 

صحيح أن “هي وهو سِيّان” جمعية أسستها النساء ويسيرن جميع شؤونها ولم يتدخل الرجل، منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، في اتخاذ أي من قراراتها. وقد سطرن في قانونها الأساسي ضمن أهدافها : العمل يدا في يد، رجالا ونساء، ضد كل ما يقل من شأن المرأة والرجل معا. ولم يكن عملها يوما مرتبطا أكثر بالمرأة. برنامج “تعلّم لتُفيد” الذي هو عمل الجمعية اليوم يهم الرجال والنساء على حد سواء. اليوم إقبال النساء على البرنامج أكبر من إقبال الرجال عليه، وهن اللواتي اخترن أن ينخرطن أكثر في برنامج “تعلّم لتُفيد”. ونسبة انخراط الرجال ليست كبيرة حاليا إنما تزداد يوما عن يوم.

وبرنامج “تعلّم لتُفيد” الذي وضعته وأطلقته الجمعية،  يحمل شعار “جميعا من أجل محاربة الأمية والهدر المدرسي، جميعا ننادي بنيل الشهادات المدرسية والجامعية”.وكما  ورد في مطبوع دليل البرنامج هو مشروع التكوين الذاتي بالمصاحبة في صفوف الرجال والنساء في مختلف الأعمار. وكما  جاء في مطبوع دليل البرنامج “يوفر للمنخرط فيه منهجية في المتناول للتكوين الذاتي بالمصاحبة لتجاوز عتبة الأمية، ويمنحه الوسيلة لتجاوز عقبة الشهادات المدرسية في فئة الأحرار. فيه يسلك المرء للتعلم مسلك الممدرس طالب العلم معتمدا مناهج وزارة التربية الوطنية، ويجتاز الإمتحانات لنيل الشهادات في فئة الأحرار، ويعتمد أساسا على نفسه، يدرس داخل بيته مستعينا بمن حوله من المتعلمين، ويجتهد ليبلغ ثماني ساعات من الدراسة والتعلم في اليوم، ويرتب وقته حسب استعمال الزمن الذي يناسبه”.

وكما ورد في مطبوع دليل البرنامج  “هو برنامج ناجح بكل المقاييس وهو الحل الناجع لمعالجة الأمية والهدر المدرسي ومخلفاته، فقد أعطى النتيجة المثلى بحصول مريم وأم الرضى على شهادة الإعدادي ثم شهادة الباكلوريا بعد انقطاع عن الدراسة دام 40 سنة.  كما أفلح مترشحون آخرون في حيازة الشهادات المدرسية بانخراطهم  بجدية فيه. هو إذا الحل الناجع لمعالجة الأمية والهدر المدرسي ومخلفاته”.

وقصد التعريفببرنامج “تعلّم لتُفيد”  وزعت الجمعية نسخا من دليل البرنامج في أوساط المهتمين بمحو الأمية في كل من تيزنيت وأكادير ومراكش والدارالبيضاء والرباط.

وأسعدت جمعية “هي وهو سِيّان” كثيرا الانطباعات الجميلة والتقييمات الجد اٍيجابية التي عبر عنها بعض المهتمين والقيمين على محو الأمية بالمغرب بعد اطلاعهم على دليل برنامج   “تعلّم لتُفيد”؛ وتخص هنا بالذكر ما ورد في رسالة رئيس لجنة الإستراتيجية والاستثمار المنبثقة عن المجلس الإداري للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية إلى جمعية “هي وهو سِيّان” بتاريخ 09 مارس 2015، والتي أكد من خلالها على “…إن الأفكار والمقترحات التي وردت في الوثائق التي تسلمتها لجديرة بالاهتمام، بل هي قابلة للتفعيل والاجرأة  وتلتقي تماما مع ما نصبو إلى العمل من أجله في اللجنة التي أتشرف برئاستها، لجنة الإستراتيجية والاستثمار المنبثقة عن المجلس الإداري للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية.”

كما تسجل الجمعية اهتمام الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ببرنامج “تعلّم لتُفيد”،حيث من المنتظر أن يعقد قريبا لقاء بين الجمعية والوكالة لتدارس إمكانية التعاون بين الجهتين في الموضوع، وما تعتبره “هي وهو سِيّان” دعم وتأييد لتحقيق ما تصبو إليه : تعميم برنامج  “تعلّم لتُفيد” في المغرب حتى تعم الفائدة في البلاد.

 

     لماذا لا تنخرط الجمعية في دعم قدرات النساء بمجالات أخرى ؟

 

معضلة الأمية هي عائق التنمية البشرية، لابد من معالجتها أولا ثم نرى ماذا يأتي بعد ذلك. مصاحبة النساء والأخذ بأيديهن من أجل التعلم ونيل الشهادات المدرسية، دعم لا مثيل له للنساء في حياتهن اليومية وفي مسيرتهن في جميع مناحي الحياة ومجالاتها.

   

 هل المرحلة الحالية جيدة بالنسبة للدفاع عن حقوق المرأة ؟

 

جمعية “هي وهو سِيّان” ليست جمعية نسائية و ليست جمعية حقوقية، وتنطلق من إيمانها بكونالمغربي والمغربية سيّان عليهما نفس الواجبات ولهما نفس الحقوق،ومن هنا يأتي اسم الجمعية  كسمو بالعلاقة بين المرأة والرجل حتى تسود بين الاثنين الأخوة والمودة الدائمتين.وهذا مسطر في قانونها الأساسي. وبالله اليسر والتوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق