الانقطاع عن العمل ” يختتم فعاليات ملتقى سوس للفيلم القصير بايت ملول

ليشاركوا اللجنة المنظمة لحظات اختلفت باختلاف الفقرات المبرمجة خلال ليلة التتويج والتكريمات ، فبعد أن دقت الساعة معلنة عن حلول التاسعة ليلا دقت بالموازاة معها بنادير الفرقة الهوارية التي ملأت المكان حيوية وجعلت الجميع يتبع المواويل المرددة بكل حنكة واتقان مليئة بالقصص والروايات التي تصلح لأن تكون فلما بحد ذاتها ربما قد يفوز بأحد الجوائز لتنتهي الدقة الهوارية باستعراض الحركات المألوفة في التراث الشعبي الهواري ، بعدها صعدوا منصة الملتقى  بجلابيبهم الخضراء والحمراء وفي أيديهم “القرقبات” و “الهجوج” إنهم فرقة كناوة التي ألهبت حماس لجنة التحكيم وخاصة حميد الزوغي الذي لم يتمالك نفسه واصبح أسير الأنغام الروحية التي تنم عن بعد المتصوفين الزاهدين ، وبعد هذه الفقرات أطلق المنشطان المتألقان الأستاذ أيوب الادريسي وعصام صابر العنان للكلمات الموزونة ثارة بلغة الضاد وثارة بلغة ماسينيسا ويوبا وبين هذا وذاك تقفز كلمات من لغة موليير وشكسبير لتحيي الحاضرين ،

و بحلول التاسعة والأربعين دقيقة اختار المنظمون افتتاح الحفل الختامي للملتقى بتكريم أحد الوجوه البارزة ، هرم من أهرام الكوميديا المغربية كان وجهه ” وجه الخير على المدينة ، قدم إليها ب” قدام الربح ” ليصعد الفنان محمد الجم المنصة ويكرم من طرف أبناء مدينة ايت ملول جوهرة اقليم انزكان ايت ملول بلوحة رائعة مرصعة بخيوط من الذهب سلمها له رئيس المجلس البلدي لأيت ملول الحسين أضرضور تحت تصفيقات الجمهور الذي أبى إلا أن يقف وقفة اجلال وتقدير لهذا الفنان المقتدر ، و في الفقرة الثانية من التكريم اختار المنظمون حسن بن ديدة الوجه المسرحي المعروف على الصعيد الوطني ، و لم يفت المنظمين  تكريم الحسين أضروضور رئيس المجلس البلدي للمدينة وأحد  الفعاليات المحلية التي أعطت الكثير لمدينة ايت ملول وساكنتها من خلال الدعم المتواصل للأنشطة الاشعاعية بالمدينة ، كما تم تكريم كل من الفنانة السورية سمر دريعي التي تعذر عليها الحضور والفنان السوري رشيد عساف و السينما الكردية التي كانت ضيفة شرف الملتقى ، ةوسفيرة السينما الأمازيغية فاطمة بوشان التي لقيت ترحيبا خاصا لذا الجمهور الملولي.

وبعد فقرة التتويجات ووصلت ساعة الحسم و التي كان الجميع ينتظرها ، ليتم الاعلان اتباعا عن الافلام المشاركة فكان البدء بالافلام الوثائقية القصيرة التي حصد التونسي جمال الدلالي جائزتين عن فلمه الوثائقي ” الحب والموت ” ويتعلق الأمر بجائزة لجنة التحكيم زالجائزة الكبرى للدورة السادسة لأحسن فيلم قصير وثائقي ، كما توج الجمهور من جهته فيلم بلاستيك لرشيد الوالي ولطيفة احرار عن صنف الفيلم الوثائقي القصير و لكن لسوء الحظ لم يحضر أي من المشاركين في الفيلم فعاليات الملتقى ربما لبعد المدينة عن مدار المغرب النافع ، و فاز بالجائزة الكبرى ولجنة التحكيم ولأول مرة في مغرب المخرج المغربي البلجيكي محمد بوهاري عن فيلمه abandement de poste والذي قال كلمة في حق المدينة والجمهور الحاضر ، واعتبر الفوز مميزا ويحمل لديه دلالات عميقة وتتمثل أساسا في كونه يتوج لأول مرة في المغرب وبمدينة ايت ملول .

ليسدل بعد ذلك الستار على ملحمة شهدها أحد الأحياء التي لم يذكر اسمها في المهرجان ” توهمو ” بمدينة ايت ملول حي استقبل أسماء لها باع طويل في الساحة السينمائية العالمية حضروا من دول فلسطين وليبيا وبلجيكا وفرنسا ولبنان والكويت وتركيا ومصر والعراق وكردستان وسوريا ، جميعهم أجمعوا على أن الدورة كانت بالرغم من قلة الامكانيات المرصودة لها ناجحة بكل المقاييس ، وأن المستقبل القريب سيحمل مفاجآت سارة للمنظمين المهووسين بحب الشاشة البيضاء ، أسدل الستار على الدورة السادسة لملتقى سوس الدولي للفيلم القصير وسط اجماع تام على أن مدينة أيت ملول بدأت تصنع لنفسها مكانة بين مصاف الملتقيات والمهرجانات الوطنية والعالمية بفضل تضافر جهود الجمعية المنظمة و اللجنة الثقافية بالمجلس البلدي و الشركاء الرسميون و جمهور المدينة كل في موقع اختصاصه.
متابعة :سعيد مكراز … إنزكان بريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق