وفد من جهة سوس ماسة درعة يزورجزيرة تينيريفي بالجزرالكناري للإطلاع على مشروع”دراكو”للسياحة الأيكولوجية

السياحة الإيكولوجية

زار وفد مكون من رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة وأحد نوائبه والمندوب الجهوي للسياحة وأعضاء شبكة السياحة القروية وممثل المأجورين بمجلس الجهة.. جزيرة تينيريفي بالجزرالكناري ما بين 23 و27 مارس المنصرم من أجل الإطلاع على مشروع”دراكو”المشترك بين الجانبين في سياق اتفاقية شراكة موقعة في وقت سابق في هذا المجال.

وكانت الزيارة فرصة ثمينة أيضا للوفد الجهوي لتتبع التجربة الناجحة لهذه الجزيرة في النهوض بقطاع السياحة عموما وتنمية وتطوير السياحة الأيكلوجية بوجه خاص ،سيما وأن هذه الجزيرة لوحدها استطاعت أن تحدث حوالي 180 ألف سرير سياحي وتستقطب 6 ملايين سائح سنويا بالرغم من كونها لا تتوفر إلا على مؤهلات طبيعية محدودة مقارنة مع جهة سوس ماسة درعة لكنها بفضل اجتهادات مهنييها استطاعت تأهيل كل ما لديها من مؤهلات طبيعية وثقافية وبيئية لخدمة السياحة.

ومع ذلك يظل الرقم السياحي الذي حققته جزيرة تينيريفي وحدها دون الحديث عن الجزرالست المتبقية صعب التحقق بالنسبة لجهة سوس ماسة درعة ما لم تتضافر جهود جميع المهنيين والمتدخلين في القطاع لعزف سمفونية واحدة تتوخى تحقيق إقلاع سياحي في جودة عالية على غرار التجارب السياحية الناجحة عالميا بحوض البحرالأبيض المتوسط والبحرالأحمر والمحيط الأطلسي.

وهذا يتطلب طبعا تحديث البنيات التحتية وتجويد المنتوج السياحي وتأهيل الموارد البشرية وتحسين التسويق والترويج بكل وسائل الإتصال العصرية المتاحة لأنه من غيرالمقبول اليوم أن تكون جهة سوس ماسة درعة زاخرة بمؤهلات طبيعية ومناظر خلابة جبلية وصحراوية وشاطئية وبمناخ متنوع ومعتدل طوال السنة ومع ذلك نراها اليوم تعاني من تراجع خطير في السياحة.

فالأكيد أن الوفد الذي زارلعدة مرات الجزرالكناري أدرك بالملموس أننا لم نحسن استغلال ما نتوفرعليه من مؤهلات طبيعية وأثرية وثقافية وبيئية في تنمية السياحة، بحيث لم نستغل فضاء البحر لتنظيم أنشطة سياحية ليل نهارعلى مدار لسنة خاصة أن بالجهة خلجان وشواطئ تمتد على مسافة أكثر من 250 كيلومترا.

وكذا على الفضاءات الصحراوية ذات الكثبان الرملية الذهبية بمنطقة الشكاكة بمحاميد الغزلان وبمنطقة تنفو بزاكَورة وواحات النخيل بتنزولين بزاكَورة والمنتزه الوطني للطيوروالظباء والوعوربمنطقة ماسة اشتوكة والبحيرة الميتة”إيريقي”بمنطقة الشكَاكَة بمحاميد الغزلان والفضاءات الجبلية بما في ذلك قمة توبقال والبحيرات المائية المعروفة بمنطقة إسكاون ضواحي أولوزوتالوين وشلالات إيموزار إداوتنان وإكودارهلالة(مخازن الحبوب)بأيت باها والقصبات بورزازات وأكدز،فضلا عن الكهوف والمغارات المنتشرة هنا هناك بهذه الجهة.

فجهتنا رغم توفرها على هذا الزخم الكبيرمن التنوع الجغرافي والجيولوجي والتنوع الثقافي واللغوي والبيئي لم يتم استغلال هذه المؤهلات وتوظيفها بالشكل الأمثل في ترويج السياحة البيئية والثقافية والشاطئية من خلال الرفع من مستوى الدعاية والتسويق وتطويرالمنتوج على كافة المستويات وتسطيرأنشطة سياحية وفق برنامج سنوي مستدام.

ولهذا فالحاجة ملحة للإستفادة من تجارب فرنسية وإسبانية ناجحة في هذا المجال بهدف الرقي بالقطاع السياحي بهذه الوجهة لتنبعث من جديد وتكون قادرة على التنافسية السياحية العالمية. 

عبداللطيف الكامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق