” شيخ الفقهاء المالكية بالمغرب ” .. العلاّمة محمد التاويل في ذمة الله 

TAOUIL_878703061

انتقل إلى رحمة الله العلامة المغربي وأبرز أعلام القرويين، محمد التاويل، قبيل عصر اليوم الاثنين داخل إحدى المصحات بفاس، عن سنّ تناهز 80 عاماً، بعد معاناة مع مرض عضال؛ وسيوارى الثرى، غدا الثلاثاء بمقبرة لكباب بالمدينة العتيقة، بعد حيث ستقام صلاة الجنازة بعد العصر بمسجد القدسبفاس، القريب من منزله.

وكان الفقيد يرقد بإحدى المصحات بالعاصمة العلمية للمملكة، لإصابته بوعكات صحية ألمت به، واستدعت في أكثر من مرة العناية اللازمة، وفق مصادر مقربة من الفقيد، فيما أثرت وفاته على تلامذته وطلبته وكذا المشايخ، لاعتبارها كانت مفاجأة في وقت ما زال فيه العلامة الراحل مستمرا في تأدية واجبه في نشر العلم وتلقينه.
ويحكي أحد تلامذته، وهو عبد الله غازيوي، في تصريح لهسبريس، قائلا “كان الشافعي يقول لولا مالك لضللت، وأنا أقول لولا التاويل لضللت، إنه الشيخ الكبير الأكبر لم أجد له مثيلا في العلم حيث كان مكتبة متنقلة”، معبرا عن حزنه وحزن المقربين من الراحل الشديد لفراقه، مضيفا أيضا “العلامة التاويل كان ينشر علمه داخل وخارج المغرب ويبث السرور في صفوف طلبته وتلامذته”.
ويورد غازيوي، الذي لازم الراحل منذ 1995، أن العالم المغربي مصطفى بنحمزة شهد شهادة في حقه قائلا “ما رأيت عالماً مثله”، مضيفا أن علمه بلغ خارج المملكة، “كان العديد من العلماء المغاربة والأجانب يقصدون بيته، وفي الآونة الأخيرة زاره وفد من البحرين من أجل دراسة رسالة “أبي زيد القيرواني على يده لكنه أحالها علي لأن وضعيته الصحية لم تسمح بذلك”.
ويعد العلامة محمد التاويل، المعروف ب”شيخ المالكية”، من أبرز العلماء المغاربة في العصر الحديث ومن أعلام القرويين، حيث تميز بغزارة علمه ووفرة ثقافته الفقهية، التي كان لها الأثر داخل المغرب وخارجه، فيما ظل مقترنا بالعلامة الراحل أحمد الغازي الحسيني، الذي توفي في ماي 2012، وهو رفيق درب الراحل في العلم طلبا وتلقينا.
وحفظ العلامة الراحل، الذي ينحدر من عين باردة بإقليم تاونات، القرآن وهو صغير، فيما تلقى بعد ذلك علوم النحو والفقه والفرائض وعلوماً أخرى، إلى أن التحق بجامع القرويين بفاس، حيث تعلم الفقه والتفسير والحديث والأصول والنحو والأدب والبلاغة على يد مشايخ كبار، مثل العلامة أبي بكر جسوس والعلامة امحمد العمراني الزرهوني والعلامة العربي الشامي والعلامة عبد العزيز بلخياط وغيرهم.
وحصل الراحل على “العالِميَّة” من جامع القرويين بفاس عام 1957، والدكتوراه من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، كما عمل أستاذا للتعليم العالي والفقه والأصول بجامع القرويين، إلى جانب كونه، عضوا بالمجلس العلمي وباللجنة الملكية الاستشارية لمراجعة مدونة الأسرة.
 

هيسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق