مركز أكلو للبحث والتوثيق في أمسية ثقافية بدار الطالب والطالبة أكلو

دار الطالب ومركز أكلو للبحث

لطالما تناول المخرجون السينمائيون أوضاع الطفولة المحرومة ومشكلاتهم بالدراسة والتحليل،فأبانوا حجم المعاناة الإنسانية التي يكابدها أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ،واستطاعوا عبر تقصياتهم السينمائية والإبداعية بالصورة المقروءة والخيال السينمائي الواقعي ،استكشاف حدود هذه المعاناة الاستلابية لحقوق الطفل المعاق عبر التاريخ.

وتأسيسا على هذه الصورة للطفولة المحرومة، نظم مركز أكلوا للبحث والتوثيق بجماعة اثنين أكلوا دائرة تيزنيت يوم الجمعة 27 مارس 2015 ،الساعة السادسة والنصف مساء ،أمسية ثقافية لفائدة مستفيدي ومستفيدات المركب الاجتماعي دار الطالب والطالبة أكلو،وبحضور قائد قيادة أكلو والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني بتيزنيت، وأحد الوجوه الصحافية لمنبر أكلو بريس، ورؤساء وأعضاء الجمعيتين لدار الطالب والطالبة أكلو ورئيس مجموعة أحواش تيزنيت ،وموظفي الجماعة وبعض مديرات ومدراء المؤسسات الاجتماعية ( دور الطالب والطالبة ) بالإقليم وأطر المؤسستين ( دار الطالب والطالبة أكلو) وفعاليات مختلفة من المجتمع المدني وبعض المهتمين والمستفيدين.

واشتمل برنامج هذه الأمسية الثقافية على مجموعة من الفقرات المتنوعة والراقية ،توزعت بين الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم ،وكلمة المركز المنظم،وكلمة أحد المستفيدات التي أعقبتها كلمة المندوب الإقليمي للتعاون الوطني الذي نوها فيها بالشكروالمجهودات التي يقوم بها مركز أكلوا للبحث والتوثيق والجمعيتين في إطار النهوض بالعمل الإنساني المتميز من خلال مثل هذه المبادرات،ثم عرض فيلم قصير بعنوان “الحلم” الذي تم تصويره بمنطقة لخصاص التابعة لدائرة سيدي إفني لمخرجه نور الدين بادي ،الذي أظهر فيه استمرارية مواقف الطفل المعاق بصيغة المؤنث بضبط مجموعة من المشاهد للفيلم باعتباره توجها جديدا في الساحة السينمائية والسيكولوجية التشخيصية عند الممثل ، خاصة في بعدها النمائي المعرفي ،من خلال كشفه لجوانب النظرية الساذجة للطفل المعاق حول الأفعال الذهنية وكيفية ارتقائها إلى نظرية علمية بفعل التمني والارتقاء في إبراز الدلالة الرمزية للتراث الأمازيغي كصناعة الأركان عند النساء بالخصوص، ورعي الغنم في الحقول والتجارة المتنقلة عند العطار، وحضور المرأة والأطفال بصيغة المؤنث والمذكر في جل لقطات الفيلم، مقابل غياب الرجل في بعض المشاهد التي ترمز إلى الاحتفاظ والتمسك بالهوية والثقافة الأمازيغية مع الاحتفاظ بعنصر التمني الذي يتميز بالتكتل والتعاون والتواصل والانسجام والإلحاح لبطلة الفيلم بحصولها على الأمل وفق الحلم الذي يراودها كباقي زملائها …

وانطلاقا من الأمل المعقود عند بطلة الفيلم القصير “الحلم” توناروز ،وظف المخرج نور الدين بادي مجموعة من المشاهد المؤثرة والوظائف في صناعة الصورة السينمائية كما جاء على لسان المتدخلين عقب انتهاء عرض الفيلم ،الذين أبرزوا في عنوان واحد من خلال قراءتهم المتأنية – عدم الاستهتار بالطفل المعاق – حق المشاركة العامة للطفل المعاق – حق الحرية والأمل والحلم كباقي أفراد المجتمع – احترام ومساعدة الضعفاء ثم الهوية المصيرية عند الطفل المعاق- تحمل المسؤولية الإنسانية لدى المجتمع عند الطفل المعاق.

ليختم برنامج الأمسية الثقافية بثنائي متألق بدار الطالب أكلوا في فن الكوميديا الاجتماعية والدراما التراجيديا بطريقة قريبة من الجمهور الحاضر المتكون من فئة الصغار والكبار معا ، ثم كلمة رئيس جمعية دار الطالب أكلو الحاج اليزيد الباز تلاها  الدعاء الصالح  لأمير المومنين.

وللإشارة فالمركب الاجتماعي دار الطالب والطالبة أكلو الذي يبعد عن مدينة تيزنيت حوالي 10 كلم في اتجاه شاطئ أكلو ، يضم 62 مستفيد و3 أطر بدار الطالب و 57 مستفيدة و3 مؤطرات بدار الطالبة  ويسير إدارتها التربوية المدرب الرياضي حسن أقرعود ، ويعود تاريخ تأسيس الجمعية لسنة 1981 ،حظيت بمجموعة من الزيارات والمبادرات التي تدخل في أطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

عبد المغيث عيوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق