تقرير عن المهرجان القرآني الرابع للقرآن الكريم باشتوكة آيت باها

ولعل طبيعة الجمهور النوعية التي تشكلت في أغلبها من طلبة المدارس العتيقة وأئمة المساجد والفقهاء والأساتذة، لعل ذلك ما جعل الفقيه المحاضر يطوف بالحاضرين في رحاب القرآن الكريم، مبحرا بهم في ألوان من العلوم تشد الأباب.
استهل الأستاذ محاضرته بالتذكير بأهمية القرآن الكريم ودوره في بناء حياة الإنسان، ثم تطرق إلى تفرد مدرسة أهل السنة والجماعة في ضبطهم وتأسيسهم لمنهج التعامل مع القرآن الكريم، على عكس المناهج (المدارس) الضالة المنحرفة التي أحدثت طرقا معوجة في الفهم يتوسلون بها إلى مآربهم الخاصة عابثين بالنصوص حسب ما تمليه عليهم أهواؤهم.
ثم ذكر وأفاض في الحديث على أن حياة الإنسان تسمو بأمرين: التدبر الذي هو أساس بناء القلوب والتدبر الذي هو أساس بناء العقول.

النشاط المسائي تميز بأمسية قرآنية تلألأ فيها نجوم من مشاهير القراء، فمن منطقة اشتوكة شارك القارئ المقتدر رضوان عابدي مفتتحا العرس القرآني البهيج، تلاه المقرئ يونس صويلس قادما من الرباط وهو الحائز على جائزة محمد السادس الدولية فأمتع الجماهير التي حجت من داخل وخارج الإقليم، ثم القارئ أحمد أبو الحارث في قراءة متأنية رصينة.
جديد هذه الأمسية كانت مشاركة المدرسة العتيقة لإغرايسن بقراءة جماعية مرتلة بالطريقة المغربية الأصيلة مع احترام لقواعد التجويد والأداء مما أضفى على هذه القراءة رونقا وجمالا.  
كما كان لزائري المهرجان موعد مع معرض للكتاب ضم كتبا متنوعة من بينها كتب العلامة الفقيه أبي الطيب مولود السريري.
وفي اليوم الثاني، وبعد طول انتظار، هلت المسابقة القرآنية الرابعة لحفظ وتجويد القرآن الكريم، لتختتم بها فعاليات المهرجان القرآني الرابع لإقليم اشتوكة أيت باها، غصت جنبات المركب الثقافي بالحضور الذين قدموا من كافة أرجاء الإقليم لتشجيع المتأهلين التسعة للنهائيات، الشيء الذي اضطر لجنة المهرجان إلى نقل مجريات المسابقة إلى الفضاء المجاور للقاعة الكبرى.
بعد إجراء المسابقة التي تتبعت أطوارها كاملة القناة السادسة للقرآن الكريم عادت المرتبة الأولى للتلميذ زكرياء اليمني ممثلا لإعدادية 11 يناير بأيت اعميرة. كما عرفت هذه الأمسية مشاركة لقراء متألقين : القارئ عبد الغني العروة الفائز بعدة جوائز وطنية، القارئ أيت لحسن أوعلي المسند للقراءات السبع ثم مشاركة متميزة للطفل “محمد يوسف بوشكوش” الممثل للمغرب في مسابقة تيجان النور بقطر.

وقد كانت ذرة المهرجان فقرة تكريم الشيخ الجليل الفقيه “سيدي الحاج مبارك الدريوش” فقيه مدرسة تيمزكيدا واسيف العتيقة اعترافا وتقديرا له على عطائه وجهوده في خدمة كتاب الله عز وجل تدريسا وتعليما وتحفيظا.
وقد عرف المهرجان حضور عدد من الشخصيات والأساتذة والفقهاء والأئمة، منهم السادة رئيس المجلس العلمي المحلي ومندوب الأوقاف ورئيس المجلس البلدي ومديرو عدد من المؤسسات التعليمية وعدد من الأساتذة والدعاة ورجال الأعمال.
وبذلك أسدل الستار على النسخة الرابعة من هذا المهرجان على أمل الالتقاء في نسخة أخرى بإذن الله تعالى.

مراسلة خاصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق