خبراء مغاربة ودوليون يتدارسون مشاكل الخنزير البري بتيزنيت

على أن سكان الجماعات القروية يعانون بكثرة من الهجمات المتكررة للخنزير البري، والتي تسببت لهم في خسائر مادية وصفوها ب«الفادحة» في المزارع التي تعبوا في العناية بها، مضيفين أنهم بدؤوا يفقدون الأمل في الاستفادة العينية من المجهود المالي والبدني الذي بذلوه في مزارعهم طيلة السنوات الماضية.
وانتقد المتحدثون في اللقاء، الذي حضره كل من وزير الفلاحة والصيد البحري، والمندوب السامي للمياه والغابات، طريقة تدبير الدولة لموضوع الخنزير البري، خاصة ما يتعلق بقلة الفترات المخصصة للقنص، وغياب الوسائل المادية اللوجستيكية لدى جمعيات القنص، وتعقيد شروط الحصول على رخص القنص، وإشكالية تجديد الرخص وقلة عدد الطرائد المسموح بصيدها، علاوة على الإتاوات التي تفرض على القناص في حال تجاوزه العدد المسموح بقنصه، والذي لا يتجاوز خنزيرا واحدا لكل فرد من أفراد مجموعة الصيد.
وفي الوقت الذي أكد عامل إقليم تيزنيت الجديد، سمير اليزيدي، أن المحاصيل الفلاحية بتيزنيت، غالبا ما تتعرض للاجتياح من قبل الخنازير البرية، أوضح عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أن المناظرة غير المسبوقة بتيزنيت، تأتي استجابة للمطالب المحلية، مضيفا أن «المشاريع الفلاحية لا يمكن أن تحقق نتائجها في ظل بعض المشاكل وعلى رأسها مشكل الخنزير البري، الذي ارتفعت أعداده في الآونة الأخيرة بشكل يهدد التوازن الإيكولوجي»، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد دراسة إمكانية إنشاء مراع مغلقة على شريط يناهز 80 كلم، مؤكدا على ضرورة حماية التوزان الطبيعي بشكل لا يتعارض مع مصالح الساكنة المحلية، كما وعد الوزير بتنظيم ملتقى وطني في شهر شتنبر المقبل حول ظاهرة الرعي الجائر، التي تؤثر بدورها على نجاح المحاصيل الزراعية بتيزنيت.
من جهته، أوضح عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات، أن «إشكالية الخنزير جوهرية، وترتبط بالتوازنات البيئية المتعلقة بالمجال الغابوي والرعوي والفلاحي والتجمعات السكنية»، مضيفا أن «حضور بعض الدول يدل على أن إشكالية الخنزير البري لا تقتصر على المغرب فقط»، داعيا إلى ضرورة وضع إطار للتشاور محليا لتبادل كافة المعطيات الدقيقة حول الخنزير البري من منطلقات علمية»، ومعتبرا أنه «من الخطأ القول إن هناك محميات ترعاها الدولة، فالإدارة، يقول المندوب السامي، لا تقوم بتربية الخنازير البرية، ولكنها تتكاثر بشكل طبيعي، كما أن لها إرادة كبيرة في تنظيم الإحاشات والإكثار منها، ومنح التسهيلات بشكل أكبر مما هو معمول به الآن».
وفي سياق متصل، علمت «المساء» أن المندوب السامي للمياه والغابات انزعج كثيرا من مضمون الشريط الوثائقي المعروض أمام المشاركين في الملتقى حول الخسائر التي يخلفها الخنزير البري على إقليم تيزنيت، وهو الشريط الذي تضمن شهادات ومشاهد حية حول بعض الخسائر التي يخلفها الخنزير في المزارع المنتشرة بالإقليم.

محمد الشيخ بلا المساء : 08 – 06 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق