فاعلون لمندوب المقاومة بتيزنيت بعد إحالته على التقاعد : لو كان بيدنا لجددنا تعاقدك وأخرنا تقاعدك  

Présentation4

” لو كان بيدنا لجددنا تعاقدك وأخرنا تقاعدك”، بهذه الكلمات افتتح رشيد العلام، الفنان والناشط الجمعوي بتيزنيت، أمسية تكريم، عبد القادر السكاك، المندوب الإقليمي للمقاومة وجيش التحرير بتيزنيت، بعد إحالته على التقاعد.

Présentation2

وخلال التكريم الذي حضره ثلة من فعاليات المدينة، وعلى رأسهم بعض رؤساء المصالح الخارجية، ورئيس أعضاء المجلس البلدي، وثلة من أعضاء المقاومة وجيش التحرير، أثنت المداخلات على خصال الرجل، التي تميزت بالطيبوبة طيلة السنوات التي قضاها بالإقليم (ثلاث سنوات وثلاثة أشهر).

Présentation1

وهكذا، قال محمد الصالحي، رئيس المجلس العلمي بالنيابة، على “أننا  نقول هنيئا بما وفقكم الله إليه، واختاركم لخدمة نخبة من المواطنين الذين لهم مكانة في المجتمع”، مضيفا أنه “إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر أي خدمة أقامك”، واستطرد ممثل المجلس العلمي قائلا إن “سيدي عبد القادر كان من الرجال الذين خدموا تاريخ المقاومة، وبناء على ذلك نهنئه بهذا العمل الجبار وما اكتسبه من تاريخ وسمعة، وتحية تقدير لجهوده وجهاده وعمله “.

Présentation3

من جهته، عبر ممثل المندوب السامي للمقاومة  عن سعادته بهذا اليوم المبارك، الذي يدل على مكانة المندوب السابق في الإقليم، مضيفا أن الأخير “أنهى مشواره الوظيفي بالتقاعد”، معلنا أنه ونظرا لمكانته لدى الإدارة، فإن المندوب السامي يقترح عليه الالتحاق بديوانه”، ليختم القول بأن “عبد القادر السكاك شرف الإدارة بمشواره المضيء طيلة السنوات التي قضاها في المقاومة “.

Présentation8

وسيرا على نفس المنوال، أكد عبد اللطيف أوعمو، رئيس المجلس البلدي، أن “سي عبد القادر تعلمنا منه الشيء الكثير، فقد فهمنا منه أهمية حمل اللواء الرمزي للمقاومة، وتعلمنا منه الكثير من القيم، وكيف يحاول أن يجعل من هذا التراث أداة بيداغوجية أمام الأجيال القادمة”، واستطرد أوعمو قائلا أن “سي عبد القادر كان من بين رواد المفهوم الحقيقي للمقاومة، فقد قضى بيننا عدة سنوات خلق فيها علاقات طيبة ومبادرات، واستطاع جعل المقاومة شعلة تنبض باستمرار ، كما عرف  كيف يدبر المعيقات ويحولها إلى أدوات جديدة”، مضيفا أن “المقاومة لا تعرف التقاعد، فلا يتخيل لي التقاعد في مجال كمجال المقاومة، لأن العاملين فيها يعيشون بالروح والاندماج في عمق التاريخ،  وسي عبد القادر كان واحدا من الذين يعملون على حماية تاريخ المقاومة”.

Présentation9

وارتباطا بالموضوع، قال الحاج عبد الله مصدق، أحد المقاومين المعروفين بالإقليم، أن “الرجل قام بواجبه أحسن قيام، ونعتبره ناجحا بامتياز في طريقة تعامله مع المقاومين، فضلا عن نجاحه في التعاون مع المصالح المعنية في إتمام معلمة تاريخية بتيزنيت، ومثيلة لها بتافراوت”، مضيفا أن “علامات الخير وأفعال الخير رأيناها مع هذا الرجل”، راجيا من الله تعالى في ختام كلمته أن يعين خلفه على القيام بمهمته على إحسن ما يرام”.

Présentation10

وفي سياق الكلمات التي قيلت في حق المحتفى به، أوضح المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، أن “حفل التكريم هذا سيبقى راسخا في الذاكرة، ولن ننساه مادامت الدماء التي تجري في عروقنا “، مضيفا أثناء حديثه عن المندوب السابق أن “الرجل عرفت فيه الصدق، كما عرفت فيه أنه رجل المبادئ والمهمات الصعبة، فضلا عن كونه ذو علم غزير واطلاع واسع بتاريخ المغرب، كما كان دائم الحديث عن المغرب بصيغة الجمع، وأنا شخصيا – يضيف مندوب التعاون الوطني – تعلمت منه الكثير وأعتبره موسوعة تمشي على الأرض، ويجب أن تعلم – موجها كلامه للمحتفى به- بأننا بحاجة إلى علمك وثقافتك، ولا أنسى فيك الحس الإنساني”، خاتما قوله بالتأكيد على “أننا لا نريد أن نقول لك وداعا، بل نقول لك هنيئا للإقليم بك”، مضيفا “انني أعتقد أن الموقع الجديد لن يجعلك بعيدا عن مشاغل المقاومة، وبعيدا عن الذاكرة الوطنية “.

Présentation5

إلى ذلك، قال رئيس “جمعية أفوس غوفوس”، أننا “قضينا مع الرجل سنوات عمر يستحيل تعويضها، وبناء على ذلك فإننا  نفتخر بكم، وبما بذلتموه من جهود في سبيل المقاومة وتاريخها بالإقليم”.

وفي كلمتها باسم الموظفين، قالت عائشة المرابطين، بأن ” التاريخ يعيد نفسه دائما بتيزنيت”، واصفة المندوب السابق بـ”الإنسان الطموح الذي بذل كل جهوده للتعريف بالإقليم”، مضيفة أنه “ترك آثر اره دالة عليه، كما ترك بصمات بارزة بالإقليم، وإنجازاته مفخرة لنا جميعا بالمنطقة، فقد أسهم بجهد كبير في إنشاء متحف المقاومة، كما امتاز بخصال الرقة واللطف في التعامل مع مرؤوسيه، بل وتعاطفه معهم في السراء والضراء، وشاء القدر أن يترجل هذا الفارس المعروف بتضحياته الكبيرة ونكرانه للذات”، معتبرة ” تقاعده بداية لحياة جديدة، خاصة وأنه معروف بشغفه للقراءة”.

Présentation6

وفي ختام الحفل، شكر المحتفى به جميع فعاليات ومسؤولي وساكنة الإقليم، على تعاونهم معه طيلة المدة التي قضاها على مندوبية المقاومة، مشيرا إلى أنه يعيش” لحظة ضغط رهيب نتيجة  هذه الكلمات التي كبلتني وجوديا، وجعلتني أكثر تكبلا بالمدينة ، التي تربطني بها علاقة وجودية، وأنا الذي اخترتها بشكل شخصي”، وسرد المحتفى به قصته مع تيزنيت، عندما كانت ممرا رئيسيا له لمدينة العيون، حيث كان شديد التأمل والرغبة في العمل بها كلما حملته الأقدار لعبور المدينة في ثمانينيات القرن الماضي، ولا غرابة في ذلك –يقول عبد القادر السكاك- فقد شممت بأنها مدينة عريقة و تاريخية بامتياز ، والله تعالى استجاب لهذه الرغبة، وقضيت هنا ثلاث سنوات وثلاثة اشهر”.

وفي ثنايا حديثه،شكر المندوب السابق، فريق العمل الذي اشتغل إلى جانبه، قائلا “إنني وجدت في المجالس المنتخبة والسلطات مساندة غير مشروطة، ولكل بداية نهاية، وبما أن هذه نهاية لمساري المهني، فقد وقفت على نغمة الأمل والصدق ، وأعتبر نفسي ابن هذه المدينة ولو جئت متأخراً ، كما أتمنى التوفيق لخلفي، الذي له ما يكفي من الدراية والمعرفة بالقطاع، وسيكون لا شك قيمة مضافة للعمل التاريخي والثقافي والاجتماعي”.

يذكر أن اللقاء عرف ترحيبا بمحمد الفسكاوي، المندوب الإقليمي الجديد للمقاومة وجيش التحرير بتيزنيت، الذي تمنى له الجميع التوفيق في مهامه الجديدة بالإقليم، كما قدمت بالمناسبة هدايا لفائدة المحتفى به، تقديرا لعطاءاته المميزة بالإقليم.

متابعة خاصة محمد الشيخ بلا  / تصوير لحسن بيا 

      Présentation7

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هنيئا لك أيها الصديق العزيز. و اذا كنت قد تقاعدت إداريا فلم تتقاعد بعد فكريا. فالوطن محتاج لأفكارك و همتك. دامت لك الصحة و العافية.

  2. نعم، ان السيد عبد القادر السكاك يعد بحق من اهم الشخصيات التي ناضلت وكافحت من اجل نشر ثقافة المقاومة في بلدنا العزيز . انه رجل المبادئ والأخلاق العالية ،لا يبخل بمد يد المساعدة للمحتاجين . ان المدة التي مارس فيها مهنة مندوب جهوي للمقاومة بعدة مدن : بني ملال ، العيون ، الدار البيضاء وتيزنيت مكنته من اكتساب خبرة واسعة وتجربة ميدانية في ميدان المقاومة والوطنية . لقد ترك بصماته من خلال إشرافه على متحف تيزنيت والذي يعد من اكبر معالم المدينة و متحف تافراوت زيادة على متاحف اخرى . فالرجاء من سي عبد القادر السكاك ان يدون تجربته وخبرته في مجال المقاومة في كتاب يكون رهن إشارة لكل متعطش لمعرفة تاريخ بلاده. فهنيئا لك على الإنجازات التي قمت بهذا . ً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق