بنكيران: جئنا للإصلاح وليس طمعا في السلطة ولم نقض على الفساد بعد

على خلفية قرار الحكومة تجميد 15 مليار درهم من نفقات الاستثمار العمومية، إضافة إلى ما أثير عن انضمام حزب الحركة الشعبية إلى حزب الاستقلال في المطالبة بتعديل حكومي.
وأكد بنكيران خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني السادس للفضاء المغربي للمهنيين، صباح أول أمس، بأن الحكومة الحالية منسجمة، وأنها تشتغل بقدر المستطاع، وأنه «من الطبيعي أن نشتغل في جو من التشويش لأن ذلك من سنة الله في خلقه»، مضيفا وعلينا أن نعلم بأن الحكومة تشبه شجرة تفاح زرعت للتو، وهي لا تطرح في البداية سوى ثمر صغير، لكنها ستطرح ثمرات أكبر مع مرور الوقت، ونحن لسنا كراكيز جئنا لنلعب أدوارا ثم نغادر بعد بضع جولات».
واستحضر بنكيران مقولة لوزير الدولة عبد الله باها، قال إنه ذكرها خلال الاجتماع الأخير للأمانة العامة للحزب، مفادها أن حزب العدالة والتنمية جاء من أجل الإصلاح ولم يأت من أجل الاستيلاء على السلطة، وأن «المواقع السياسية بالنسبة إلينا هي وسيلة وليست هدفا في حد ذاته، بل هدفنا هو إصلاح هذا الوطن، والوقوف في وجه الفساد الذي كان ينخر هذا الوطن، الذي لا يمكننا مع الأسف أن ندعي بأنه انتهى».
وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الحزب لا يسعى من وراء المشاركة السياسية إلى ترؤس الحكومة أو الحصول على أكبر عدد من المقاعد النيابية، أو من أجل استفادة منتسبيه والمقربين منه من امتيازات خلافا لباقي المواطنين، «بل مشروعنا السياسي يهدف إلى إصلاح البلاد مع ذوي النيات الحسنة وبدون تحفظ، والمغرب سيبقى مغرب الجميع بغض النظر عن الحكومة التي تسير البلد، دون أن ننسى أن السياسة هي المعقول والثقة والوفاء بالكلمة، وحتى إذا أخفقت فيجب أن تقول الحقيقة للناس».
وكان من اللافت في كلمة بنكيران إعلانه عن اتفاقه مع مقال للباحث الأمازيغي أحمد عصيد المعروف بمناهضته لتيار الإسلام السياسي، والذي انتقد فيه إطالة الموظفين الصلاة أثناء فترات العمل، مؤكدا أنه لا يجد أي حرج في إعلان تأييده لعصيد إذا كان محقا في رأي ما. وأضاف «أنا أعتقد أنه يجب على من يصلي في عصر السرعة أن يخفف شيئا ما من صلاته، لأن الصلاة حتى وإن كانت عماد الدين فهي ليست كل شيء، والعمل بدوره عبادة». وتبنى بنكيران خطابا أقرب إلى الوعظ الديني حين طالب المهنيين الحاضرين بأن تنعكس المرجعية الدينية للحزب على أعمالهم وحياتهم المهنية، «وطريق الربح السريع والخزعبلات يترك المرء «لا دنيا لا آخرة»، ويساهم في إغراق سفينة الوطن، وعليكم أن تختاروا بين مبادئكم ومنطق السوق، وأنا أقول لكم إنكم سوف تعانون، لكنكم ستنجحون في الأخير، وسيربح معكم البلد، والدولة إذا منحتكم الدعم فلن يكون بمقدورها منحكم الاستقامة الداخلية».

محمد الرسمي نشر في المساء يوم 16 – 04 – 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق