من أستاذ إلى رئيس الحكومة : نعم لقد افسدت علينا جميل زماننا

استاذ-بنكيران

تتبعت إحدى الجلسات الشهرية بمجلس المستشارين، فأثار انتباهي ما قاله الأستاذ عبد الإله بن كيران للمعارضة: “بالله عليكم! أنا الذي أفسدت عليكم جميل زمانكم؟”

وبصفتي رجل تعليم أرد على رئيس الحكومة لأقول له: “نعم لقد أفسدت علينا جميل زماننا” لقد عرفنا أياما غرا في حكومة كل من الأستاذين عبد الرحمن اليوسفي وعباس الفاسي، حيث تحسنت أوضاع نساء ورجال التعليم من قبيل الرفع من حصيص الترقية الداخلية والزيادة في الأجور والتخفيض في الضريبة على الدخل مرتين، ناهيك عن الإشادة بدور المدرسين والمدرسات وتحفيزهم على أداء رسالتهم التربوية في أجواء سليمة كان لها وقع إيجابي على نفوس هؤلاء.

ولا أعدو الحقيقة إذا قلت: إن وزيري التربية الوطنية الأستاذين عبد الله ساعف ومولاي إسماعيل العلوي يستحقان منا كل الثناء والشكر، إذ كان هذا الأخير يبعث برسالة شكر إلى أسرة التعليم مع بداية كل موسم دراسي، غير أن ما حز في نفسي أن الوزير المالكي كذب علينا كذبة نجاة اعتابو في أغنيتها المشهورة حين زف إلى مدرسي ومدرسات السلكين الابتدائي والإعدادي “بشرى” استفادتهم من الترقية إلى الدرجة الممتازة، على غرار أساتذة وأستاذات الثانوي التأهيلي، وتم نشر هذا الخبر في جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ليتضح في ما بعد أن “البشرى” حملة انتخابية سابقة لأوانها، وجاءت حكومة عباس الفاسي فأصدرت ما يعرف بـ”اتفاق 26 أبريل 2011″ ومن ضمنه الاستفادة من الدرجة الجديدة خارج السلم الحادي عشر، غير أن حكومة بن كيران همشت الاتفاق في شموليته ولم تنفذ ما تبقى من بنوده.
لذلك، فرئيس الحكومة الحالية أفسد علينا جميل زماننا وأجهز على مكتسباتنا وحارب المضربين باللجوء إلى الاقتطاع من أجورهم استنادا إلى قاعدة “الأجر مقابل العمل”.

وهنا أقول للسيد رئيس الحكومة: إذا كان الإضراب حقا مشروعا يكفله الدستور، فلماذا تقتطعون من أجور الموظفين؟ ولماذا لا تقومون بالمثل إزاء البرلمانيين والبرلمانيات الذين يتغيبون عن الجلسات رغم الامتيازات التي حظوا لها: هواتف ذكية، وفنادق مصنفة، وتعبئة من فئة 8 ساعات؟

“ما هكذا تورد الإبل” يا رئيس الحكومة!

إن دستور 2011 كرس مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، فكيف تسمح لكم نفسكم بالوقوع في كل هذه المفارقة الغريبة والتناقض الصارخ؟

أرجو أن تعيدوا الأمور إلى نصابها وأن تبتعدوا عن سياسة الكيل بمكيالين والتي لا تضعنا على قدم المساواة.

– محمد تيلولوت (ميدلت) –

http://alousboue.com/%D9%86%D8%B9%D9%85-%D9%84%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D9%81%D8%B3%D8%AF%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%86%D8%A7/13492

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق