نداء جمعية تحدي الإعاقة بتيزنيت بمناسبة اليوم العالمي للطفل

اليوم العالمي للطفل المعاق

             احتفل أطفال العالم بذكرى 25 لتوقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل الذي يصادف 20 نونبر من كل سنة و قد وقع عليه المغرب في سنة 1993 و كفاعلين جمعويين في ميدان الإعاقة بتيزنيت، فإننا نحتفل في جمعية تحدي الإعاقةبإقليم تيزنيت  بهذا اليوم بحيث نستحضر الوضعية الراهنة للطفل المعاق بالإقليم سواء بالمدن أو بالقرى. و كما يعلم الجميع فان مسؤولية الطفل المعاق يقتسمها 3 أطراف : الأسرة، الدولة و المجتمع المدني.

          مع كامل الأسف بدئنا نلاحظ ازدياد بعض الأسر اللواتي يرغبن في التخلص من أبنائهن بسبب الفقر المدقع و الهشاشة التي يتخبط فيها السواد الأعظم من اسر المعاقين بالإقليم حيث استقبلنا منذ بداية شهر شتنبر 2014 ما يناهز عن 15 أسرة جلها بالعالم القروي كلهم يبحثون عن من يتكفل بالإيواء و الرعاية لأبنائهم وبناتهم بصفة نهائية عوض الأسرة و هو رقم في ارتفاع مقارنة مع المواسم الماضية، لان الأسرة هي الملاذ الوحيد لهذا الطفل منذ ولادته إلى بلوغه السن التي يمكن له فيها أن يتوجه فيها إلى المؤسسات التربوية و الصحية و الاجتماعية بالإقليم و الغير الكافية أصلا  و المنعدمة بالعالم القروي مما جعل العشرات يعزلون أبنائهم وبناتهم المعاقين  لسنوات عدة داخل البيت و يواجهون الموت البطيء.

         لذا فبهذه المناسبة فإننا نتوجه إلى مسؤولينا من مختلف المؤسسات بالإقليم استحضار روح المسؤولية و الضمير المهني من اجل الاستجابة وفق الإمكانيات لهذه الفئة المحرومة التي تعاني معاناة جمة في حياتها اليومية.

و أهم مطالبنا :

–         أن يتمتع الطفل في وضعية إعاقة بالحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية و ذات الصلة بما يكفل بقائه و نموه و يصون كرامته و يضمن مشاركته الكاملة في المجتمع على قدم المساواة مع اقرنانه.

–         أن تتخذ المصالح الصحية بالقطاعين العام و الخاص التشخيص المبكر للإعاقة عند الأطفال و تقوم بالمتابعة الطبية و شبه الطبية للحد من مضاعفاتها و تطوراتها عندهم و توفير الخدمات الصحية للازمة لهذه الفئة  .

–         وجوب تقديم مصالح الدولة و الجماعات المحلية بالإقليم و جمعيات المجتمع المدني خدمات الإرشاد و التوجيه لعائلات الأطفال ذوي الإعاقة المبكرة بتحديد الاختصاصات الطبية و الشبه الطبية اللازمة و توفير الدعم السيكولوجي و الإرشاد القانوني و الاجتماعي للأطفال في وضعية إعاقة و لعائلاتهم…

–         وجوب تمكين  مصالح الدولة  بالإقليم الأطفال في وضعية إعاقة من التربية ما قبل التمدرس قصد تهيئهم لحياة مدرسية عادية مناسبة لمؤهلاتهم و لوضعياتهم ، و هي أمور كلها مفقودة و منعدمة بإقليمنا العزيز .

–         كما يجب على مصالح  الدولة و القطاعات الحكومية و المؤسسات المنتخبة أن تدعم المراكز التابعة لجمعية تحدي الإعاقة من اجل استقبال هذه الفئات في ظروف ملائمة : خاصة توفير وسائل النقل لتمكين الأطفال المتواجدين بالعالم القروي للاستفادة من المؤسسات القائمة .

–         كما تطالب جمعية تحدي الإعاقة بإنشاء مراكز لإيواء الأطفال ذوي الإعاقات الحادة المتخلى عنهم و تتوفر فيها شروط كرامة الطفل و تخضع لمراقبة السلطة الحكومية المختصة.

–         كما تطالب جمعية تحدي الإعاقة بإقليم تيزنيت بتنفيذ التوصيات السابقة المتعلقة بإنشاء أقسام مدمجة بمدينة تيزنيت و التي كان من المقرر أن يصل عددها في سنة 2014 إلى 12 قسما لكن مع كامل الأسف تم الاكتفاء بثلاثة أقسام

 

–         كما نطالب بإزالة الحواجز المادية و المعنوية التي تحد من ممارسة هؤلاء الأطفال لهذا الحق في ظل فرص متكافئة مع اقرنائهم.

–         كما نسعى إلى أن توفر مصالح الدولة،لهذه الشريحة ،إمكانية الالتحاق بمؤسسات التعليم العمومي العادي فرصة تلقي التربية و التكوين الملائمين.

–         كما نطالب بإعفاء التلاميذ المعاقين من شرط سن التمدرس و يمنحون حق التكرار سنة إضافية في مختلف أسلاك التعليم و تراعى وجوبا ظروفهم و إمكانياتهم أثناء اجتياز الامتحانات.

–         كما نطالب بتكوين اطر التربية الخاصة و خصوصا الأطر المختصة بالإشراف على تربية و تكوين الأطفال الغير المندمجين.

–         كما نطالب باستفادة الأطفال المعاقين من الإيواء بدور الطالب مع إعفائهم من واجبات التسجيل و المطعم و الإيواء لدعم تعليمهم الأساسي و تكوينهم المهني.

           هذه أهم التوصيات  و المطالب التي أسفرت عنها اجتماعات فعاليات جمعية تحدي الإعاقة بإقليم تيزنيت  بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي نستحضر فيه الوضعية الراهنة لهذه الفئة بالإقليم متمنين إن شاء الله الاستجابة لبعض طلباتنا و تقديم الدعم الكافي لجمعيتنا من طرف السلطات الإقليمية و المؤسسات المنتخبة منها و القطاعات المعنية  هي : قطاع الصحة، قطاع التربية الوطنية و التكوين المهني ، و التعاون الوطني و الشبيبة و الرياضة و الأوقاف و الصناعة التقليدية … إضافة إلى إعطاء الأهمية للبرامج المزمع تقديمها  من طرف الجمعية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من اجل مواكبة المستجدات بالمركب الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة المتواجد بمدينة تيزنيت و ورشة الأمل للمرأة الصانعة و مركز إدماج للتكوين المهني و نادي نضال لرياضة الأشخاص المعاقين و فروع الجمعية ببعض الجماعات المحلية.

           و في الأخير، لا بد لنا أن نؤكد أن لا مجال للمقارنة بين الأطفال الأسوياء و المعاقين بحيث إن الأطفال الأسوياء تهتم بهم الدولة في شتى المجالات و توفر لهم كامل الشروط و خاصة أطفال الطبقات الراقية من المجتمع المفعمين بالشروط الصحية الملائمة في قطاع الصحة و التربية و التكوين و في شتى المجالات ، و حتى إن البعض منهم يمنح له الامتياز و هو في رحم أمه عكس الأطفال المغلوبين على أمرهم من المعاقين الذين يواجهون الموت البطيء منذ ولادتهم إلى أن يلقوا نحبهم غير أن المسئولين لا زالوا مكتوفي الأيدي أمام هذه المعضلة الخطيرة التي لم تحترم أدنى شروط حقوق الإنسان بصفة عامة.

 

إمضاء: رئيس الجمعية        

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق