جنازة مهيبة للزايدي

جنازة

وسط موكب جنائزي مهيب غصت به مدينة بوزنيقة على نحو غير مسبوق؛ شيع القيادي الاتحادي والإعلامي المغربي الراحل، أحمد الزايدي، إلى مثواه الأخير بمقبرة ولاد الشراط، ضواحي المدينة، حيثُ وورِي الثرى، بعد صلاة عصر الإثنين.

جنازة الرَّاحل الزايدِي أمَّها مسؤولُون كبار فِي الدولة، وحضر إليها معظمُ وزراء حكومة عبد الإله بنكيران، الذِي جاءَ إلى مسجد حيِّ السلام فِي المدينة، مرفوقًا بحراسهِ الشخصيِّين، لأداء صلاة الجنازة.

المستشارُون الملكيُّون، فؤاد عالي الهمَّة، وعمر عزيمان وعبد اللطِيف المنُوني، حضرُوا إلى المسجد قبل نقل جثمان الراحل، وقدموا العزَاء، فيما بدَا أهلهُ جدَّ متأثرِين برحيل الفقيد على إثر غرق سيارته، يوم أمس، فلمْ يتمالكُوا أنفسهم عن ذرفِ الدُّموع أمام المعزِين، فيما كان أحدهم يرتمِي على النعش بالسيارة.

في غضون ذلك، شُلَّت الحركة تقريبًا بالمجمَل في شارع بئر أنزران المفضِي إلى المسجد منذُ الظهيرة، حتَّى أنَّ كُثُرًا ممن سارُوا نحو المقبرة اضطرُّوا إلى ركن سياراتهم على بعد كيلومتراتٍ من المقبرة ليلحقُوا بالموكب، حتى أنَّ وزير العدل والحريَّات، مصطفى الرمِيد، اضطرَّ إلى قطع مسافة غير قصيرة على قدميه.

الحضُور الحاشدُ إلى جنَازة الزايدِي، رآه الأمين العام السابق للنقابة الوطنيَّة للصحافة المغربيَّة، يونس مجاهد، مؤشرًا على ما كانَ يحظَى به الرَّاحل من تقدير؛ سواء على المستوى السياسي أوْ على بصفته إعلاميًّا، بحيثُ لمْ يتوان الرَّاحل حسب قول مجاهد بدفع الصحافة في المغرب نحوَ المهنيَّة والاحتراف، بالموازاة مع انخراطهِ فِي النضَال السياسي

من جانبهَا، قالتْ الأمينة العامَّة لحزب اليسار الاشتراكِي المُوحَّد، نبِيلة منِيبْ، إنَّها لمْ تستوعبْ بعدُ الفاجعَة التِي ألمَّتْ بالراحل الزايدِي، معتبرةً رحيلهُ خسارةً لجمِيع المغاربة، لا طيف اليسار فحسبْ “لقدْ نذرَ حياته للآخرين وخدمتهم، ولمْ يكن يعيشُ لنفسه فحسبْ”، يقُول أحد أقرباء الراحل، وهُو يمسحُ دمعةً عن عينه

فضُول مشيعِي الراحل إلى رؤية المكان الذِي لقي فيه مصرعه، وتوقف أكثرهم به، زادَ من عرقلة حركة السير بين ولاد الشراط وبوزنيقة، التِي استقبلتْ حشودًا غير مسبوقةً من الزوار، تعززَتْ معهُ بعددٍ كبير من العناصر الأمنيَّة لضمان مرور اليوم في أجواء عاديَّة، سيما أنَّ شمس اليوم غربتْ، فيما لمْ يكن المعزُون قدْ أقفلُوا جميعًا راجعِين من مقبرة استقبلتْ فقيدًا كبيرا ليومها. عن هسبريس – هشام تسمارت (صور منير امحيمدات)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق