تيزنيت : القرية البيداغوجية حول البيئة والمنطق الميكيافيلي

 القرية البيداعوجية

انطلقت فعاليات القرية البيداغوجية حول البيئة التي حطت رحالها بمدينة تيزنيت يوم  امس الاثنين 20 أكتوبر 2014 باستقبال تلاميذ المؤسسات التعليمية بالاقليم.

و رغم الجهود المبذولة  من طرف المنظمين لتحسيس التلاميذ بالمخاطر المحدقة بالبيئة و ضرورة توحيد جهود الجميع من أجل حمايتها ، الا أن البعض  عبر عن استيائه بخصوص  مستوى و جودة التنظيم و كذلك  محتوى بعض الدعائم التربوية المستعملة في عملية التحسيس.

فبخصوص عملية التنظيم لوحظ ارتباك في استقبال الزوار من التلاميذ و مرافقيهم بحيث لم يكن هناك مسار موحد بخصوص  الولوج الى الورشات .كما أنه لم يتم توفير مياه للشرب للتلاميذ القادمين  من  أماكن بعيدة خارج المدينة خصوصا و أن الطقس كان حارا.

من جهة أخرى  لم يستوعب الاساتذة المرافقين  مغزى التأكيد على التفريق بين  الذكور و الاناث أثناء مشاهدة الشريطين الوثائقيين علما أن التلاميذ هم أطفال صغار جاءوا مجتمعين في وسائل نقل مختلطة . اضف الى ذلك مسالة إخفاء الكتابة الأمازيغية من الملصقات الاشهارية.

أما قمة الاستغراب هو فحوى الشريط التحسيسي الثاني الذي بني على فكرة  بئيسة أقل ما يمكن القول عنها أنها تستبلد عقل المواطن المغربي و تكرس منطق الوصولية و الانتهازية عوض ترسيخ  ثقافة الواجب  ونشر القيم النبيلة  التي تحصن الطفل المغربي و المواطن عموما ضد الفكر الميكيافيلي” الغاية تبرر الوسيلة”.

فلتقريب التلاميذ من ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة، لم يجد مخرج الشريط  من فكرة الا العلاقة الغرامية التي نشأت بين شاب من قبيلة” المعفونين” و شابة من قبيلة ” النقاوة”. فالقبيلتين متجاورتين إلا أن أفراد قبيلة ” المعفونين” كما يدل على ذلك اسمها لا يهتمون بنظافة قريتهم و يرمون بأزبالهم في كل فضاءات القرية في حين أفراد قبيلة ” النقاوة” يحرصون أشد الحرص على تظافة المجال. ومع مرور الأيام نشأت علاقة غرامية بين شاب من قبيلة ” المعفونين” و شابة من القبيلة المجاورة وقررا تتويج علاقتهما بالزواج. الا أن أسرة البنت رفضت، وكوسيلة لإرغامهم  بقبول هذا الزواج أوحى أحدهم الى الشاب بتغيير سلوك أهل القبيلة  فيما يخص المحافظة على البيئة، وبعد حملة كبيرة انخرط فيها جميع سكان القبيلة تم تنظيف فضاءات القبيلة و كان ذلك سببا في قبول قبيلة'” النقاوة”، وهنا يتضح بأن أفراد قبيلة”المعفونين” لم يقوموا بعملية التنظيف عن قناعة راسخة و كقيمة انسانية نبيلة بل فقط لبلوغ هدف معين قابل للزوال في أي لحظة.

على العموم هي  مبادرة جيدة نثمنها  عاليا كأطر تربوية و إدارية  و ننوه بمستوى  الورشات الأخرى (ورشة  توليد الطاقة- و رشة البستنة- ورشة التدوير) ونشكر الجهات الساهرة على تنظيمها و نتمنى أن تتكرر مثلها مع متمنياتنا بالتوفيق  للجميع.

بقلم محمد فضيل مدير م/م ابن بطوطة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق