أسئلة الإحصاء المحرجة 

الإحصاء 5

ستحظى بعض الأسر المغربية، بزيارة ثانية للمكلفين بالإحصاء. الزوار هذه المرة برتبة مراقبين يحملون استمارات وصفت ب”السرية”، وتتضمن أسئلة ستجدها الأسر المستجوبة محرجة شيئا ما لأنهم لم يعتادوا الإجابة عليها، لكن إجابتهم ستساهم في وضع صورة خاصة حول نظرة المغاربة للحياة السياسية والاقتصادية لبلدهم ومدى رضاهم عن الإنجازات التي حققت منذ خمس سنوات. هذه الاستمارة تهم أفراد الأسر الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 59 سنة. أوكلت مهمة إنجازها إلى المراقبين بشكل شخصي، رغم أنه تحت وصايتهم ثلاثة باحثين أو أكثر. وسيتم زيارة الأسر المعنية كلما دعت الضرورة أو بناء على تعليمات يتوصلون بها. 
اختيار الأسر المعنية بهذه الأسئلة ستكون على طريقة “الحظ”، أي سيقوم المراقب، باختيار استمارة واحدة من بين عشرات الاستمارات التي أنجزها الباحثون خلال زيارتهم للعديد من الأسر، بشكل عشوائي اعتبارا لمحتواها وشكل الأسرة ومكانتها الاجتماعية. وبالعودة إلى ما هو مضمن في الاستمارة، نجدها تحمل اسم “استمارة الفصل التكميلي”، تتكون من ثلاثة فصول، الأول يتعلق بتحديد منطقة الإحصاء والثاني تحديد الفرد المبحوث ( مسكن –أسرة..) والفصل الثالث يتعلق بالأنشطة المهنية للمبحوث. ويبقى الفصل الرابع في الاستمارة هو مربط الفرس، بحكم أنه يتضمن أسئلة، اعتبرها البعض محرجة. ويتكون الفصل من أربعة أعمدة، في كل عمود سؤال.
في العمود الأول، يطرح سؤال حول الوقت الذي يستغرقه المبحوث من المنزل إلى العمل. بعدها سيجد المبحوث نفسه أمام أسئلة أكثر إثارة، وهي “معنوياتكم جيدة أنتم متفائلون؟”، وسؤال ” إجمالا عرفت ظروف معيشتكم تحسنا منذ سنوات ويتواصل هذا التحسن”، ثم السؤال الأهم، “الإصلاحات والبرامج التي تباشرها السلطات العمومية منذ خمس سنوات مفيدة لجودة عيشكم”، وآخر يتعلق بالحياة السياسية المغربية، وهو “في المغرب تعيش مختلف المكونات السياسية والدينية والعرقية … في تناغم ولا توجد توترات”. قبل أن يتم الختم بسؤال، إن كان للمستهدفين بهذه الاستمارة، رغبة أو لهم مشروع بخلق نشاط اقتصادي خاص بهم وإنشاء مقاولة.
وعلى المستجوب، اختيار بين أربعة أجوبة مدونة في الاستمارة، وهي موافق كليا وموافق شيئا ما، وغير موافق شيئا ما، ثم غير موافق بتاتا.
وطرحت تساؤلات عديدة عن سبب جعل هذه الاستمارة سرية، لأنها حسب مصادر “الصباح” ستتسبب في نوع من الارتباك في عملية الإحصاء، وستخلق ردود فعل من قبل الأسر، التي بعد أن استقبلت الباحثين بصدر رحب، وقبلت إجابة عن أسئلة الاستمارة التي يحملونها، ستجد نفسها مضطرة مرة ثانية في حالة وقع الاختيار عليها، استقبال ضيف جديد، والإجابة عن أخرى جديدة، كما سيخلف ردود فعل لدى باقي الجيران، الذين سيثيرهم اقتصار وزيارة المراقبين على هذه الأسرة دون الباقي. كما كشفت المصادر أن طبيعة الأسئلة لها مرام أخرى، من خلال قياس ردود فعل المواطنين حول إنجازات حكومة عبد الإله بنكيران والتي لم يتبق على ولايتها سوى أقل من سنة ونصف، وبالتالي فإن مواقف الأسر المغربية من هذه الإنجازات، تهدف إلى قياس مدى شعبية الأحزاب المشاركة في الحكومة وعلى ضوئها سيتم تهييئ الانتخابات التشريعية المقبلة، خصوصا أن انجازات الحكومة الحالية خلفت ردود فعل عنيفة لدى الشارع المغربي، وبالضبط تلك المرتبطة بالزيادة في أسعار المحروقات والمواد الغذائية، إضافة إلى الفشل في تحويل البرامج التي رفعتها خلال الحملة الانتخابية سنة 2011، إلى انجازات حقيقية على أرض الواقع.
مصطفى لطفي
قراءة في أسئلة الاستمارة
يجيب المواطنون المغاربة طيلة عشرين يوما المخصصة لإجراء الإحصاء العام للسكان والسكنى، على عدد من الأسئلة موزعة على سبع صفحات تتضمن رموزا ستحول إلى معطيات تستخدمها المندوبية السامية للتخطيط ضمن نتائجها المنتظر عرضها تدريجيا، انطلاقا من نهاية السنة الجارية.
وتتضمن وثيقة الإحصاء، عدد الأسر التي تقطن بالمسكن الذي يزوره الباحث ومعلومات ديموغرافية تتعلق بتواريخ وأماكن ازدياد وجنس المستجوبين، وجنسياتهم ونوعية القرابة مع رب الأسرة والحالات العائلية.
كما تتضمن الأسئلة التي اقترحتها المندوبية السامية للتخطيط، ظروف السكن من حيث الجودة وخصائص المسكن وعدد الغرف وصفة حيازة المسكن واستعمال التجهيزات التي يتوفر عليها، ونسبة الخصوبة والوفيات لدى الأطفال والهجرة الداخلية والخارجية.
وتشمل الاستمارة، معلومات تتعلق بالتربية والتعليم من خلال تحديد المستويات التعليمية والشهادات المحصل عليها، واللغات التي يتقنها المواطنون المغاربة، إلى جانب أنواع الأنشطة الاقتصادية والمهنية التي يجريها كل شخص داخل الأسرة، إلى جانب المهن، ووسائل النقل المستعملة، فضلا عن الصعوبات الصحية وأنواع الإعاقات الجسدية والذهنية لدى أفراد الأسرة.
كما تتضمن الاستمارة أسئلة متعلقة بالإحصاء العام السادس في تاريخ المملكة، تتعلق بالجانب البيئي، من قبيل مصدر الطاقة المستعملة في الطبخ وطريقة تصريف المياه المستعملة وكذا طريقة التخلص من النفايات المنزلية، لتحديد الصعوبات التي يواجهها الأشخاص عند ممارستهم لأنشطتهم اليومية، وذلك انسجاما مع توصيات لجنة الإحصاء التابعة لهيأة الأمم المتحدة، إضافة إلى أسئلة تتعلق بالعيش الكريم وظروف معيشة السكان.
 .. نشر في الصباح يوم 07 – 09 – 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق