الفضة تقاوم الاندثار

دار الصانع

تعتبر صياغة الفضة من بين الحرف التقليدية التسعة المهددة بالانقراض –الخزف، غزل الصوف….وغيرها، و لقد عرف الصانع التقليدي بفم الحصن هذا المعدن الرفيع منذ القدم، فحاول جاهدا صنع كل ما تجيد به يده الفنانة مقاوما كل التغيرات التي يعرفها عالم الفضة من ارتفاع ثمنها و تغير ذوق المستهلك.
بعين الفضول و عقل المستكشف، زرنا ورشة عمل السيد ” احمد الفضي ” و هو صانع تقليدي ، مشكور على حسن استقباله لنا و على الوقت المفيد الذي قضيناه و إياه مع المعدن الذي تغنى به كل الفنانين الأمازيغ من الحاج بلعيد رحمه الله إلى فاطمة تباعمرانت أطال الله عمرها.
يقول السيد أحمد الفضي- 46 سنة -، و هو يشتغل على خلخال تقليدي بكل اهتمام و تأن : عرفت هذه المهنة منذ أن استنشقت أول هواء في حياتي، و احترفتها لمدة تزيد عن 34 سنة أي منذ سنة 1980، فلقد ولدت في عائلة لا تعرف إلا مهنة صياغة الفضة، فمنذ القرن التاسع عشر -19- و عائلة ” الفضي ” تمتهن صياغة الفضة، أنا الآن أمثل الجيل الخامس، و لا أبخل على ابنائي بأي شيء كي يتعلموا قواعد المهنة رغم كونهم لهم تخصصات أخرى في الحياة،إن شاء الله الابن ” مصطفى” ذي العشرين سنة تخصص علوم بكلية ابن زهر بأكادير، سيحمل الرقم السادس للجيل الجديد بحول الله، متمكن من مبادئ المهنة و نأمل منه الخير في هذا المجال.
صراحة و انت تدردش مع السيد “أحمد الفضي” ينتابك شعور بالتفاؤل بكون هذه المهنة الشريفة لن تعرف الاندثار و لا الانقراض رغم أن شيوخ المهنة لا يتجاوز الثلاثة بهذا الحصن الحصين,
سألته عن مشاكل التسويق في غياب سوق خاصة بمنتجات الفضة بفم الحصن، فأجاب: صراحة لا وجود لمشاكل التسويق هنا بفم الحصن لان غالبية الزبناء من سكان البلدة، بل في فترات الصيف و الأعراس نتعرض لضغط كبير لكي تكون السلعة موجودة في الوقت المناسب، لكن المشكل الكبير الذي يعاني منه حرفي الفضة، يقول السيد” احمد” هو قلة المادة الخام و احتكارها من طرف كبار التجار ،فتزداد المضاربات ما يجعل ثمن هذا المعدن يرتفع بشكل متوال ما يؤدي إلى عدم استقرار الأثمنة عند التصنيع.
لقد حرص السيد ”أحمد الفضي” و من يتقاسم معه هم هذه الحرفة على إنشاء جمعية تجمع الحرفيين و تضمن استمرار عملهم من داخل عالم متغير و متجدد، سميت باسم أمازيغي له دلالاته التاريخية الكبيرة ” تازرزيت”،يقول “أحمد الفضي” و هو الرئيس الفعلي لهذه الجمعية: الجمعية تعني المسؤولية و لها إضافة إيجابية على الحرفي على المستوى التكويني و الفني و ذلك بالاحتكاك مع ذوي التجربة في هذا الميدان، فانتقلنا من عمل فردي إلى عمل جماعي منظم.
نحييكم قراءنا الأعزاء و نحيي كل مهنيي و حرفيي ها البلد العزيز الذين يقاومون تبعات العولمة و قلة المساعدة.

بقلم  عبد اللطيف بتبغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق