أسئلة الإحصاء المُغيبة …

الإحصاء 4

بدأت بالأمس فاتح شتنبر 2014 بكل ربوع المملكة عملية الإحصاء العام للسكان و السكنى و هي العملية السادسة التي يعرفها المغرب مند الإستقلال (1960 إلى 2004), هده العملية سبقتها مراحل و ترتيبات كبيرة تمتلت أساسا في تخصيص ميزانيات ضخمة قاربت 900 مليون درهم, إضافة إلى الإستعانة بموارد بشرية مهمة عملت الدولة على تأهيلهم و تكوينهم للإستجابة لمتطلبات هده العملية الوطنية, مع الإشارة إلى تحفظ فئات مهمة من أبناء هدا الوطن على هده العملية و إعلانهم مقاطعتها.
فمن خلال إلقائنا نظرة متفحصة على طبيعة الأسئلة التي تتضمنها هده الإستمارة يتضح بجلاء غياب جوانب مهمة و اساسية, تتمل بالأساس في عدم التركيز على الجانب الصحي, فالأسئلة المتعلقة بهدا المستوى لا تتعدى طرح أسئلة حول الوضعية الصحية لأفراد الأسرة (هل تعاني من مرض ما؟ هل تتمتع بنظر أو سمع جيد؟..) بينما تم تغييب عناصر مهمة جدا ترتبط بالتكلفة الصحية أي النسبة التي تمتلها مصاريف الدواء و الإشتفاء لكل أفراد الأسرة و هل كل أو بعض أفراد الأسرة يتوفرون على التغطية الصحية أو الضمان الإجتماعي.
الجانب التاني الدي يمكن أن ندرجه ضمن الأسئلة المغيبة ضمن هده العملية الإحصائية هي التكلفة المعيشية, في هده الإستمارة لم يتم الإشارة بشكل واضح إلى التكلفة التي تمتلها مختلف المصاريف المرتبطة بشراء مختلف اللوازم اليومية أو الأسبوعية (حليب, خبز, سكر , شاي, خضر, فواكه…), هدا مع التركيز فقط ضمن هده الإستمارة عن السؤال فقط على وجود بعض التجهيزات المنزلية (تلاجة, تلفاز, راديو, عدد الغرف, طبيعة الإستقرار في السكن,…), دون السؤال عن التكلفة التي يمتلها هدا الإستقرار (تكلفة الكراء, تكلفة الرهن, طبيعة المسكن..).
هناك نقطة اخرى وجب التدكير بها هي عدم السؤال عن التكلفة التي تمتلها بعض الخدمات سواء الخصوصية منها أو العامة و يتعلق الأمر هنا بخدمات الكهرباء و الماء الصالح للشرب.
الجانب التالت و الدي يشكل عصب الحياة لدى فئات واسعة من المجتمع المغربي و هي المدخول اليومي أو الأسبوعي او النصف شهري او الشهري, إضافة إلى مداخيل أخرى مع تحديد طبيعتها و ماهيتها و حجمها, هدا السؤال سيمكن من ربط العلاقة بين حجم المصاريف و المداخيل.
الجانب الرابع و الدي تغاضت عنه استمارة الإحصاء العام للسكان و السكنة و هو المرتبط بالجانب التقافي, أي طرح أسئلة حول مجالات الإهتمام العلمي و الأكاديمي بالنسبة للفئات المتعلمة و المتقفة و كدا عدد ساعات القراءة اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية, تم الفضاءات التقافية و المسرحية و الشبابية التي يرتادها المواطن. (هل هي كافية و تسمح بإفراغ الطاقات و المواهب)..
الجانب الخامس و الدي أغفلته هده الإستمارة و هو الجانب البيئي أي السؤال حول الفضاءات الخضراء المتواجدة بالقرب من المسكن هل هي كافية و تشكل متنفسا للساكنة؟ و كدا السؤال عن النفايات المنزلية السائلة و الصلبة و كيفية تدبيرها مع دكر تكلفتها و تأتيراتها سواء على الإنسان أو المجال (الصرف الصحي, المطمورات, الفضاء الفسيح, المطارح العمومية العشوائية منها أو المراقبة…).
النقطة الاخيرة التي اجد أن هده الإستمارة قد أغفلتها و هي التكلفة التي تمتلها مختلف وسائل النقل لدى فئات واسعة من المجتمع, مع تحديد طبيعة و نوعية هده الوسيلة, إضافة إلى نوعية الخدمات المقدمة و مدى احترامها للتوقيت المحدد..
ملاحضة : الخرائط التي يستعين بها الباحتون في هده العملية هي خرائط جافة و غير واضحة, كان من الاحرى الإستعانة بخرائط أكتر دقة و وضوح خصوصا التي تتوفر عليها الوكالات الحضرية (la restitution).

بقلم الأستاذ حفيظ أفرياض (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي, باحت في التنمية المحلية و التهيئة الحضرية و البيئة)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق