تيميزار … بريق الفضة مرآة لأزياء المغربيات ورقص الخيالة

مهرجان الفضة

افتتحت الدورة الخامسة لمهرجان “تيميزار” للفضة، في المملكة المغربية وتتواصل فعالياتها بمدينة تزنيت، حتى 22 أغسطس الجاري، حيث يهدف المهرجان إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، والمساهمة في تعزيز الأنشطة السياحية والثقافية للمدينة.
معرض لحلي ومجوهرات الفضة، وورش تعرّف بطرق صياغة الحلي في المغرب، وأمسيات فنية في الغناء والرقص الجماعي، وعروض يومية للتبوريدة (عروض للخيالة الذين يقومون بطلقات نارية من فوق خيولهم)، وعرض للأزياء والحلي التقليدية المحلية كانت في انتظار زوار الدورة الخامسة لمهرجان “تيميزار” للفضة الذي نظمته جمعية تيميزار، وهي جمعية ثقافية غير حكومية، تسعى إلى التعريف بفنون الحرف الفضية بمدينة تزنيت التاريخية (جنوب غربي المغرب)، وتكريس المدينة كعاصمة مغربية لصياغة الحلي الفضية، وفنونها.

وتضم المدينة أكثر من مائة محل للصياغة الفضية، ولا يقتصر صناع تزنيت على صياغة الحلي النسوية، بل تفننوا في تصنيع الخنجر الفضي، الذي يتقلده الرجال في المناسبات والاحتفالات التي يحضرونها.

وقد خصص منظمو معرض تيميزار، ورشا مصغرة لعرض التقنيات المعتمدة لدى صناع صياغة الفضة بالمدينة على مدخل فضاء المعرض لتعريف الزوار الفرق بين منتجاتهم ونظيرتها الآسيوية.وتجسّد هذه الورش خمس تقنيات للصياغة، يقدمها للزوار 21 صانعا محليا.
ويضم المعرض، بحسب مديره عبدالعزيز أجيال، 35 رواقا للعرض، و”مفاجأة الدورة”، التي تجلت في قفطان مرصع بحلي فضية، من خلالة تزنيتية وغيرها من إبداعات المنطقة، كما يضم رواقا سمي بالمتحف، يضم حليا تراثية تعود إلى أكثر من 150 سنة، إلى جانب عرض “أكبر خنجر على الصعيد الدولي”، تم عرضه لأول مرة في الدورة الماضية من المعرض.
القفطان الأمازيغي المرصع بالفضة في أحد أروقة مهرجان “تيميزار”
ويطمح عبدالسلام الفلالي مصمم “القفطان الفضي”، الذي عرض لأول مرة في المهرجان إلى “غزو” أسواق الموضة، وإحياء “القفطان الأمازيغي الفضي”، الذي غاب عن الموضة في المغرب، فاسحا المجال لاعتماد أكسيسوارات (قطع تزيين) أوروبية، حققت إقبالا كبيرا، رغم ارتفاع ثمنها.

ويقول الفلالي، إن “القفطان المرصع بالفضة، الذي صممته بمساعدة صناع الصياغة الفضية، استوحيته من التراث الأمازيغي، لكني اعتمدت ثوبا باريسيا، وأسلوبا عصريا، يناسب الموضة السائدة في وقتنا الحالي”.

ولفت إلى أن “الإقبال الكبير على القفطان المرصع بإكسيسوارات أوروبية، قد يتجاوز ثمنه الألف دولار”، بما جعله يفكر في تصميم قفطان يعتمد على إكسيسوارات فضية، ليصبح هناك “تكامل بين مصممي القفطان وصانعي الحلي الفضية، ويتمكن القفطان الفضي من غزو أسواق الموضة العالمية، وليس فقط السوق المغربية”.

الأمر نفسه أكده أحمد الكوش، الذي تكفل بتصنيع الإكسيسوارات التي رصع بها القفطان المعروض، قائلا “لقد اعتمدت نفس التصميمات المعروفة في الصياغة الفضية الخاصة بمنطقة تزنيت، لكني طورتها بشكل يجعلها أخف وزنا، حتى تتناسب مع تصميم القفطان، وثوبه”.

وكشف المصمم الفلالي أن تصميم “القفطان الفضي” تطلب منه ستة أشهر من العمل المتواصل. “لقد اشتغلت في البداية على ثوب أحمر معتمد في اللباس الأمازيغي، لكنني لم أقنتع بجمالية التصميم المعتمد، فقمت بتغيير لون الثوب إلى الأزرق، كما هو عليه الآن”.

ومن جهته قال الصانع الكوش إن التعاون مع مصممي القفطان، سيفسح آفاقا جديدة لتطوير الإكسيسوارات الفضية، التي تستخدم في ترصيع الملابس المخصصة للمناسبات والحفلات”.

والقفطان، لباس تقليدي مغربي، تلبسه المرأة المغربية في المناسبات والأعراس، وتختلف تصاميمه حسب كل منطقة، وكان القفطان الأمازيغي في العقود الخالية، يرصع بالفضة والأحجار الكريمة.

ومن جهتها قالت فاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بمناسبة افتتاح المهرجان إنه تم وضع علامة جماعية للتصديق باسم “تزرزيت” بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية (حكومي) لحماية حقوق الصناع التقليديين في صياغة الفضة بمدينة تزنيت.
أكبر خنجر فضي على الصعيد الدولي تم عرضه في المهرجان للمرة الثانية على التوالي
من جهته، أكد خالد راحل، رئيس قسم الجودة والبحث والتنمية بوزارة الصناعة التقليدية المغربية، أن “علامة الجودة الخاصة بصياغة الفضة، ستسجل على المستوى الدولي، لحماية التراث المغربي المرتبط بفنون الفضة”.

ولفت إلى أن “السوق المغربية أصبحت تستقبل العديد من الحلي والمنتوجات الأجنبية، التي تقلد منتوجات الصانع المغربي، لكنها بجودة أقل، مثلما تسوق بدول أخرى على أساس أنها مصنعة بتزنيت المغربية”.

وأضاف رئيس قسم الجودة أن “إخراج العلامة إلى الوجود سيساعد في التعريف بها وتسويقها بشكل أفضل بداخل المغرب وخارجه، كما أن الزبون سيضمن جودة المنتوج، بحكم أن الصانع لا يستطيع استخدام العلامة، إلا إذا احترم الشروط الواردة بدفتر التحملات (شروط تقنية دقيقة تحدد ما يجب توفره في المنتوج)”.

وتتواصل فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفضة بتزنيت، حتى 22 أغسطس الجاري لتشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، والمساهمة في تعزيز الأنشطة السياحية والثقافية لمدينة  أنس مزور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق