وكالة الأناضول … القفطان الفضي” يبعث من جديد بمهرجان “تيميزار”

مهرجان الفضة 2

يطمح مصمم “القفطان الفضي”، الذي عرض لأول مرة بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة لمهرجان “تيميزار” للفضة، بمدينة تزنيت (جنوب غربي المغرب)، إلى “غزو” أسواق الموضة، وإحياء “القفطان الأمازيغي الفضي”، الذي غاب عن الموضة بالمغرب، فاسحا المجال لاعتماد أكسيسوارات (قطع تزيين) أوروبية، حققت إقبالا كبيرا، رغم ارتفاع ثمنها.

ويقول المصمم، عبد السلام الفلالي، في حديث لوكالة الأناضول، إن “القفطان المرصع بالفضة، الذي صممته بمساعدة صناع الصياغة الفضية، استوحيته من التراث الأمازيغي، لكني اعتمدت ثوبا باريسيا، وأسلوبا عصريا، يناسب الموضة السائدة في وقتنا الحالي”.

ولفت إلى أن “الإقبال الكبير على القفطان المرصع بإكسيسوارات أوروبية، قد يتجاوز ثمنه الألف دولار”، جعله يفكر في تصميم قفطان يعتمد على إكسيسوارات فضية، ليصبح هناك “تكامل بين مصممي القفطان وصانعي الحلي الفضية، ويتمكن القفطان الفضي من غزو أسواق الموضة العالمية، وليس فقط السوق المغربية”.

الأمر نفسه أكده أحمد الكوش، الذي تكلف بتصنيع الإكسيسوارات التي رصع بها القفطان المعروض، لـ”الأناضول” قائلا “لقد اعتمدت نفس التصميمات المعروفة في الصياغة الفضية الخاصة بمنطقة تزنيت، لكني طورتها بشكل يجعلها أخف وزنا، حتى تتناسب مع تصميم القفطان، وثوبه”.

وكشف المصمم الفلالي أن تصميم “القفطان الفضي” تطلب منه ستة أشهر من العمل المتواصل. “لقد اشتغلت في البداية على ثوب أحمر معتمد في اللباس الأمازيغي، لكنني لم أقنتع بجماليته بالنسبة إلى التصميم المعتمد، فقمت بتغيير لون الثوب إلى الأزرق، كما هو عليه الآن”.

ومن جهته قال الصانع الكوش إن التعاون مع مصممي القفطان، سيفسح آفاقا جديدة لتطوير الإكسيسوارات الفضية، التي تستخدم في ترصيع الملابس المخصصة للمناسبات والحفلات”.

وافتتحت الدورة الخامسة لمهرجان “تيميزار” للفضة، مساء الإثنين، وتتواصل فعالياتها بتزنيت، حتى 22 أغسطس/آب الجاري، ويتمثل الهدف الرئيسي للمهرجان، حسب منظميه، في تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، والمساهمة في تعزيز الأنشطة السياحية والثقافية للمدينة.

ويشمل برنامجه تنظيم معرض للمنتوجات الفضية، وورش تعرّف بطرق صياغة الحلي بالمنطقة، وأمسيات فنية في الغناء والرقص الجماعي، وعروض يومية للتبوريدة (عروضللخيالة الذين يقومون بطلقات نارية من فوق خيولهم)، وعرض للأزياء والحلي التقليدية المحلية.

وتنظّم المهرجان جمعية تيميزار لمهرجان الفضة، وهي جمعية ثقافية غير حكومية، تسعى إلى التعريف بفنون الصياغة الفضية بمدينة تزنيت التاريخية، وتكريس المدينة كعاصمة مغربيةلصياغة الحلي الفضية، وفنونها.

وتضم المدينة أكثر من مائة محل للصياغة الفضية، ولا يقتصر صناع تزنيت على صياغة الحلي النسوية، بل تفننوا في تصنيع الخنجر الفضي، الذي يتقلده الرجال في المناسباتوالاحتفالات التي يحضرونها.

والقفطان، لباس تقليدي مغربي، تلبسه المرأة المغربية في المناسبات والأعراس، وتختلف تصاميمه حسب كل منطقة، وكان القفطان الأمازيغي في العقود الخالية، يكون مرصعا بالفضة والأحجار الكريمة.

ولا توجد أرقام رسمية تحدد أعداد الناطقين بالأمازيغية كلغة أم في المغرب، غير أنهم يتوزعون على ثلاث مناطق جغرافية (منطقة الشمال والشرق ومنطقة الأطلس المتوسط ومناطقسوس في جبال الأطلس) ومدن كبرى في البلاد، فضلا عن تواجدهم بالواحات الصحراوية الصغيرة.

و”الأمازيغ” هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقًا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراءالكبرى جنوباً.

 

تزنيت (المغرب)/ أنس مزور/ الأناضول –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق