في سابقة من نوعها، اتهم مجموعة من التلاميذ والتلميذات، يتحدرون من مدينة بنسليمان، نائبة وزارة التربية الوطنية بالمدينة بالاعتداء عليهم خلال امتحانات الدورة الاستدراكية للباكلوريا، من خلال تفتيشهم بطريقة وصفوها بالمهينة وغير اللائقة. وأكد التلاميذ، الذين ينتمي أغلبهم إلى إحدى مؤسسات التعليم الخاص بالمدينة، أن نائبة التعليم بالمدينة قامت بتفتيشهم في مناطق حساسة من أجسادهم وتعرية بعضهم أمام الأساتذة وباقي التلاميذ بحثا عن أوراق يمكن استعمالها في عمليات الغش خلال الامتحانات.

وأوضح التلاميذ، خلال فيديو نشر على موقع «يوتوب»، أنهم تعرضوا للشطط من طرف نائبة وزارة التربية الوطنية المذكورة خلال امتحانات الدورة الاستدراكية، من خلال تفتيشهم بطريقة مهينة أمام باقي التلاميذ، مؤكدين أن النائبة قامت بطرد مجموعة منهم لأنهم احتجوا على طريقة التفتيش المهينة التي خضعوا لها من طرف النائبة، من خلال تحسس أعضاء حميمية من أجسادهم.
وفي سياق متصل، نفى مصدر مسؤول داخل نيابة التربية الوطنية ببنسليمان أن تكون الاتهامات التي جاءت على لسان التلاميذ صحيحة، موضحا أن الأمر يتعلق بمؤسسة تعليمية خاصة تعرف حالة من الاكتظاظ، وكانت تشتغل خارج القانون لأن طاقتها الاستيعابية تبلغ 120 تلميذا ويدرس بها 570 تلميذا، وهو ما دفع مسؤولة المؤسسة إلى تصوير شريط الفيديو الذي يتهم النائبة من أجل التأثير عليها.
واعتبر المصدر ذاته أنه تم خلال امتحانات الدورة الاستدراكية تسجيل 99 حالة غش بالنيابة المذكورة، منها 63 حالة لتلاميذ يدرسون بالمؤسسة سالفة الذكر من الذين ظهروا بشريط الفيديو، مضيفا أن جميع عمليات التفتيش تمت بشكل قانوني تطبيقا لتعليمات الوزارة من أجل محاربة ظاهرة الغش واحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء جميع المغاربة.
وأكد المصدر نفسه أن عمليات التفتيش تمت داخل غرفة منعزلة وليس أمام التلاميذ والأساتذة كما أوضح التلاميذ الذين ظهروا في شريط الفيديو، معتبرا أن النيابة تتوفر على مجموعة من الصور توثق لعمليات التفتيش والأدلة التي تم العثور عليها لدى التلاميذ الذين كانوا ينوون استعمالها في عملية الغش.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المصالح الأمنية بالمدينة قامت بتوقيف أربعة تلاميذ من أجل التحقيق معهم في كيفية حصولهم على وسائل اتصال متطورة ضبطت بحوزتهم وكانوا ينوون استعمالها في عمليات الغش.