حينما نتحدث عن الصناعة التقليدية التي تزخر بها منطقة سوس، لا يمكن نسيان “إدوكان” (البلغة). وهي من أهم الصناعات التقليدية انتشارا بالتحديد في قبيلتين “إدوباعقيل” و”إدوسملال” (إقليم تيزنيت)، أضيف إلى هاتين القبيلتين قبيلة “إرسموكن”. لكن هناك من يتساءل عن أصل هذه الصناعة التي تحظى اليوم بإقبال كبير من طرف ساكنة المنطقة.
إن أصل هذه الصناعة يرجع بالأساس إلى مرحلة ما بعد الاستعمار، حيت التجأ الإنسان “الأبودراري” إلى هذه الحرفة، لكن ليس بالطريقة التي تصنع بها اليوم، بل هنالك مجموعة من الأشياء الجديدة التي أدخلت إلى هذه الصناعة. الشيء الذي أعطى لها نوع من الجمالية، وبالتالي لقيت إقبالا كبيرا خصوصا في الآونة الأخيرة وبالضبط في المواسم كعيد الفطر و عيد الأضحى.
من أهم الأشياء التي لها علاقة وطيدة بصناعة “إدوكان”، نجد ـن هناك نوعين من “إدوكان” من حيث طريقة الصناعة، إد نجد أن هناك من يعمل في هذا المجال باستعمال الآلات الخياطة وهناك من يعمل بطريقة تقليدية، أي بالعمل اليدوي. وهذا الأخير هو الذي يحظى بإقبال كبير. وهذا راجع بالأساس إلى جودته المتميزة، عكس المنتوجات المصنوعة عن طريق الآلات الخياطة.
ومن بين أهم المناطق التي لا تزال تعمل بطريقة تقليدية نجد منطقة “تينيرن” المتواجدة في جماعة “تيغمي” ضواحي “تيزنيت”، ثم منطقة “الماتن” التي تنتمي إلى الحدود الجغرافية لجماعة “أنزي”، فيما النوع الثاني فنجده بالأساس في منطقة “اشتوكن” تم “تزنيت”.
تأسيسا على ما سبق يجب على المسؤولين أن يهتموا بهذا النوع بحيث ينبغي أن تعطى لها منحة سنوية تشجيعا لهؤلاء الحرفين من أجل الرقي بهذه الصناعة إلى مستوى عالي، وكل هذا لا يأتي إلا عن طريق تأسيس جمعيات تهتم بهذا المجال، وتعمل على توفير كل الشروط الضرورية للحرفيين كالتغطية الصحية على سبيل المثال إضافة إلى توفير مقرات للعمل .
بقلم . حفيظ بوخماج