مهزلة تكريم الراحل عبد العزيزالشامخ بمهرجان تيميتار 

الشامخ

من الأشياء التي أثارت انتباه وسائل الإعلام المختلفة الحاضرة في مهرجان تيميتار الدولي بأكادير،هو الإستخفاف بالفن الأمازيغي،حين تم تكريم أيقونة الأغنية الأمازيغية عبد العزيز الشامخ في مهزلة حقيقية لا تليق بالراحل الذي أعطى لأغنية”تزنزارت” ولظاهرة المجموعات الغنائية الأمازيغية بالمغرب في أواخرالستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي الشي الكثير.

بل لم يتم استدعاء الفرق الغنائية الأمازيغية التي عاشرت وعاشت مع الراحل ومع مجموعته الكبيرة ولم يتم استدعاء أصدقائه الذين عاشوا مع الراحل عن قرب وتقاسموا معه معاناته،لحظة التكريم التي تبجح بها كثيرا مدير المهرجان. ولم يتم استدعاء الباحثين الأمازيغيين المتخصصين فعلا في الأغنية الأمازيغية وفي ظاهرة “تزنزارت”تحديدا كلمات وألحان وموسيقى باستثناء حضور الشاعروالكاتب الأمازيغي محمد المستاوي الذي جاء متأخرا.

خاصة أن هؤلاء الباحثين كتبوا عن الظاهرة الكثيرمن المقالات،ومع ذلك تم استثناؤهم إما عن جهل أوعمد مقصود في كتابة سيرة عبد العزيزالشامخ الغيرية وتبويب فصول حياته باحترافية كبيرة كما عاشها الفنان الراحل كإنسان أولا ثم كفنان ثانيا ثم كمريض لم يلتفت إليه المهرجان قد حياته ثالثا بالرغم أننا لا نشك في مقدرة الزميلين الصحافيين مليكة العلمي ومحمد إبراهيمي اللذين كلفهما مديرالمهرجان بكتابة هذه السيرة بالفرنسية وترجمتها إلى اللغة العربية.

وقد تساءل عدد من الزملاء الصحافيين في أسئلتهم الموجهة إلى مدير المهرجان خالد بايزيد الذي أبان عن ضعف كبيرفي تسيير الندوات وعن سطحية واضحة في التعامل مع الثقافة الأمازيغية،عن عدم تكليف باحث أمازيغي بكتابة هذه السيرة باللغة الأمازيغية لغة الراحل،علما أن الأغاني التي غناها كانت كلها بالأمازيغية الأصيلة التي تحتاج إلى باحثنين مهرة لفك شفراتها وشرح مدلولاتها التي تظل عصية حتى على المثقفين بله العوام والغرباء عن الثقافة الأمازيغية.

فكتابة السيرة وإنتاج ألبوم يتضمن آخرأغاني المرحوم لتكريم أيقونة الأغنية الأمازيغية،لم يشف غليل العائلة الصغيرة زوجته الأرملة وإخوته خاصة أنهم في حاجة إلى دعم حقيقي،أما الأغاني فقد سجلت في حياته،وسيرته الغيرية وأغانيه لاشك أن البحوث الجامعية قد تطرقت إلى ظاهرة “تزنزارت”وفق مقاربة منهجية واضحة وذات معالم علمية رصينة.

فلاحاجة إذن لتضييع مال سيذهب سدى ويستفيد منه آخرون تحت ذريعة خدمة الثقافة الأمازيغية التي لها أناسها ومناضلوها وباحثوها المتخصصون الذين يعرفهم القاصي والداني خاصة أن هؤلاء دافعوا عنها نطقا ومعرفة ودراية وحبا في المنتديات واللقاءات لأزيد من 50 سنة ولم يسجل عليهم يوما نهم استرزقوا منها.

إن التكريم كان بحق مهزلة حقيقية وإهانة بالغة الأثر لعائلة الشامخ وللثقافة الأمازيغية ولروادها من فنانين وباحثين ولعمالقة الأغنية الأمازيغية الذين يحتاجون إلى التفاتة حقيقية في حياتهم وليس في مماتهم،وإلى عناية إنسانية عندما كانوا يئنون في أفرشتهم وهم يصارعون الموت في كل لحظة ويقاومون بإمكانياتهم الخاصة المرض العضال ولم يجدوا آنذاك إلا بعض المقربين منهم ممن في قلوبهم رحمة والذين بكوا الراحل في حياته قبل مماته.

 ولهذا “فالبكاء وراء الميت خسارة”ويقول المثل الجزائري”لِبْغا قدم لي الطعام يقدمو لي وهو نَيْ أمام المطبوخ ما وكْلو شِي،ولي بْغا يبكي علي وأنا حيّ ما كِي نْمُوتْ ما سَمْعوا شِي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق